ندد حزب العدالة والتنمية ب"أشد العبارات" بالرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، من وصفه ب"أحد الصهاينة الذي يقدم نفسه أنه يمثل الإسرائيليين من أصول مغربية، والتي يصف فيها "المقاومة الفلسطينية المشروعة بأبشع الأوصاف، ويمدح دون خجل ولا حياء جيش الاحتلال المجرم ويعتبره بالرغم من جرائمه في حق المدنيين من "أخلق" الجيوش في العالم".
الرسالة التي يتحدث عنها الحزب، كان قد بعثها شمعون أوحيون رئيس جمعية الإسرائيليين من أصل مغربي، إلى الملك، طالبا "التعاطف والدعم في مواجهة الهجوم الوحشي والدموي الذي شنته حركة حماس الإرهابية ضد المواطنين المدنيين الإسرائيليين، ما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى". على حد تعبير الرسالة.
ومما جاء فيها أيضا: "نحن نلجأ إليك، فلا تدر ظهرك لأصدقائك ولمن يحبونك، كن اليوم إلى جانبنا وإلى جانب الشعب الإسرائيلي بأكمله في نضاله من أجل الوجود، ومن أجل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي تنظيم إرهابي يريد تدميرها، حربنا اليوم هي حرب تتعلق ببلدكم، وبكل بلدان العالم الحر وكل دولة معتدلة ومستنيرة، لأن حماس وداعش لن تتوقفا إلا معنا".
واعتبرت الأمانة العامة ل"البيجيدي في بلاغ أعقب اجتماع أمانتها العامة، ما جاء في رسالة المعني بالأمر "وقاحة على بلادنا وعلى شعبنا، عندما يملي على المملكة المواقف التي "عليها" أن تتخذ في موضوع العدوان على غزة، ويطالب بلادنا بالوقوف اللامشروط إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الجرائم التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".
وهاجم إخوان عبد الإله بنكيران صاحب الرسالة الذي ينتظر من المملكة أن "تتنصل من مسؤولياتها التاريخية تجاه فلسطين وتجاه مقاومة الاحتلال"، و"يستغرب بخسة كيف أن الشعب المغربي ينظم بهذه الكثافة التظاهرات دعما للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني". وفق تعبير البيان.
في السياق ذاته، جددت الأمانة العامة للحزب، مطلبها بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب وطرد ممثليه بشكل رسمي، وذلك في سياق حرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين.
ودعت الأمانة العامة، الدول العربية والإسلامية إلى "تحمل مسؤوليتها التاريخية واتخاذ كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والمسارعة إلى قطع كل علاقات الاتصال والتواصل وإنهاء الاتفاقيات الموقعة سابقا معه، والتي لم يعد لها أي معنى".
واعتبرت الأمانة العامة ل"البيجيدي"، أن "أول من نقض ما سمي باتفاقيات أبراهام، وببشاعة هو هذا الكيان، ولم يعرها أي اعتبار وهو يمعن بوحشية في قتل أشقائنا الفلسطينيين، رضعا وأطفالا ونساء، ولم يبال بكل الأصوات العربية والإسلامية التي تنادي بوقف العدوان وتنبه إلى مخاطر هذه الحرب".
وثمن الحزب "عاليا خطاب الملك أمام الدورة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية"، والذي جاء فيه "إننا أمام أزمة غير مسبوقة يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، و تجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة".