هاجم عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" من يختلقون نقاش الشيعة والسنة في هذه الظروف، مؤكدا أنه من الممكن أن نعيب على حسن نصر الله ما نريده خاصة عندما تصرف في الحرب السورية بما لا يتناسب مع دينه وعقيدته، علما أنه كان ضد التدخل لكن ألزم بالتدخل واضطر إليه. وأكد في مهرجان تضامني نظمه حزبه، اليوم الأحد بالدار البيضاء، تخليدا للذكرى السنوية لعملية "طوفان الأقصى"، أن حسن نصر الله وقف وقفة رجولية وبطولية تعكس شهامته وشجاعته، وقال إن اليهود لن يعودوا إلى منازلهم في شمال إسرائيل، حتى يصبح الفلسطينيون آمنين بغزة، وتعهد بعدم إيقاف صواريخ الحزب حتى تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشار أن نصر الله تحمل تبعات موقفه الشجاع واغتيل بعدها والموت أكبر شهادة لأنه مات في سبيل قضية يؤمن بها. وتساءل بنكيران أين السنة وأين هي الدول السنية؟ ولماذا تخلت عن مسؤوليتها أمام الله؟ مشيرا أن أغلب الفلسطينيين سنة فأين هو واجب نصرتهم؟. وسجل أن المطلوب اليوم من الدول العربية ليس المحاربة مع الفلسطنيين بل نصرتهم فقط، لأنه لو كانت هناك دولة من دول الطوق هددت بقطع العلاقات مع إسرائيل أو تمزيق المعاهدات معها لكانت الحرب قد توقفت. وأضاف " الملك حسين عندما تم تسميم خالد مشعل في الأردن اتصل برابين وهدده بتوقيف العلاقات مع إسرائيل إن لم تقدم ترياقا للسم الذي استخدم في محاولة اغتيال مشعل". وأوضح أن هناك رأيا داخل الدول العربية يقول إنه إذا انتصرت المقاومة الفلسطينية ستهب رياح الانتصار عندنا، مضيفا "لا نعلم كيف تم الإتيان بهذا الكلام، فإذا انتصر الصهاينة غيهنيوكم". وقال بنيكران إنه وجد مسؤولا إسرائيليا كبيرا يتحدث عن المغرب، وأن من مخططاتهم تقسيم المغرب إلى ستة دول تكون فيها السيطرة للصهيونيين، والضغط ليصبح تاريخ المغرب مرتبط بالحضارة المغربية اليهودية. وشدد على أن ثمن الجرائم الأوروبية في حق اليهود يدفعه الآن العرب والفلسطينيون، مبرزا أن على العرب أن يفهموا أنه ذات يوم قال المعتمد بن عباد " أن أرعى الإبل ليوسف بن تاشفين خير أن أرعى الخنازير لأنفونسو". واعتبر أن الفلسطنيين اليوم يقاومون للحصول على حقوقهم في الحد الأدنى ومنذ 30 سنة إلى اليوم لم تحقق وعود إقامة دولة فلسطينية، بل الذي حدث هو مزيد من الاستيطان وسرقة الأرض لصالح إسرائيل". وتابع " الحمد لله أن المقاومة وجدت إيران علما أن موقفي منها معروف لكن اليوم يجب أن نشهد أن إيران تقوم بالواجب مع الشعب الفلسطيني وعرضت أراضيها للهجوم أكثر من مرة، وهي معرضة لهجوم أمريكي". وأكد أنه ينبغي الاعتراف لإيران أنها حملت مسؤولية القضية الفلسطينية في وقت تنصل منها الجميع. وأشاد بنكيران بموقف الصحفية المغربية الفرنسية زينب الغزوي، معتبرا أنها كانت تشتغل مع أعداء الإسلام لكن مؤخرا هويتها العربية والمغربية تحركت وقالت كلمة حق واليوم هي متابعة ومهددة بدخول السجن، مؤكدا أنه أعجب بموقف الغزوي الذي كان يعتبر في السابق أنها خصم لهذه الأمة. وهاجم ما وصفهم "بوجوه الويل" الذي قال واحد فيهم كلنا إسرائيليون، وآخر اتهم أعضاء حماس بأنهم حيوانات في إشارة منهم إلى الروائي الطاهر بنجلون، مشيرا أن الأخير قام بمراجعة موقفه لكن هذا غير كافي، وعليه أن يمتاز "بالرجلة" التي عبرت عنها زينب الغزوي. وتحدث أيضا عنما وصفهم بصحفيي "جوج دريال" الذين يرددون كلاما ربما هم غير مقتنعون به. وأبرز أن "طوفان الأقصى" كان لابد منه حتى وإن كتب على الفلسطينين الموت بالآلاف، لكن مع ذلك حرية الشعوب لا يقدر لها ثمن، معتبرا أن المغاربة عليهم مسؤوليتان، أولهما هي نصرة الفلسطينيين بما يستطيعون، والثانية أن يربوا أولادهم على التعلق بالقضية الفلسطينية لأن المتصهينين تسربوا لتعليمنا وكتبنا المدرسية. وأكد بنيكران أن يحيى السنوار بطل أسطوري ستذكر رواياته وتاريخه ونضاله وجهاده وشجاعته وشهادته عند الأجيال المقبلة.