قال إيمانويل طود، عالم الاجتماع السياسي الفرنسي، إن ما نشهده اليوم من حرب في الشرق الأوسط هو بداية "الأشياء المؤلمة"، وبأن هذه هي البداية فقط. وأضاف تود، في حوار فيديو مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن ما وصفها ب "المسألة الإسرائيلية" غير قابلة للحل. وأوضح تود وهو أيضا مؤرخ وأنثروپولجي وديموغرافي، وباحث في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية في پاريس، "أعتقد أن المسألة الإسرائيلية غير قابلة للحل، وسأتوقف هنا، لأن هذا موضوع مؤلم، وأعتقد أننا مازالنا في بداية الأشياء المؤلمة بما أننا أمام دينامية إسرائيلية سوف تأخذنا أبعد من ذلك، لأن الأشخاص العاقلين يهاجرون إسرائيل، وأولئك الذين يلتحقون اليوم بها يجدون ذواتهم داخل هذه الإسرائيل المتطرفة، وهو ما يعني أن دينامية العنف ستزداد". وزاد تود شارحا رأيه "أميل إلى النظر إلى الوضع الإسرائيلي باعتباره هامشيا داخل الدينامية الغربية، لكن من الواضح أن دولة إسرائيل تجر الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو مشاكل إضافية، بما أنها كانت غارقة في المشكل الأوكراني." وانتقد تود موقف أمريكا التي وصفها كونها تنجح في صناعة حلفاء مكلفين لها سياسيا، قائلا: "يبدو أن أمريكا لها فن صناعة حلفاء وتجعلهم متطرفين، مثل ما فعلت مع القوميين الأوكرانيين ومع إسرائيل في نسختها الحالية، لكن هؤلاء الحلفاء ينتهون، من خلال التفرد بقراراتهم، بالذهاب بعيدا لدرجة يضعون أمريكا أمام وضع صعب، وهكذا أدى وقوف أمريكا مع إسرائيل إلى اصطفاف أغلب دول العالم الإسلامي وراء روسيا، وهذا ليس بالأمر الهين". ويعتبر إمانويل تود من اشهر المفكرين الغربيين المنتقدين لأمريكا، وهو صاحب مقولة: "أفضل ما يمكن أن يحدث لأوروبا هو أن تختفي الولاياتالمتحدة، عندها سنعيش في سلام". ويعد إيمانويل تود، اليوم، واحدا من المفكرين الذين يتم الإصغاء لآرائهم بعناية في الغرب، خاصة منذ صدور كتابه "السقوط الأخير" المنشور عام 1976، والذي تنبأ فيه بانهيار "الاتحاد السوفياتي"، ثلاثة عشر سنة قبل سقوط جدار برلين. ومؤخرا احتفى الإعلام الفرنسي بتود، الذي يبقى مفكرا يغرد خارج السرب، بعد صدور كتابه الأخير "هزيمة الغرب"والذي يتنبأ فيها بنهاية وشيكة للغرب.