نشرت صحف مصرية للملكة الليلة ( الثلاثاء) بمقر السفارة بالقاهرة . هذا بينما مازال المصريون يحصون ضحاياهم في تدافع "منى" أثناء الحج بين 74 تأكدت وفاتهم و 120 من المفقودين .وهو رقم مرشح للزيادة وفق المصادر الرسمية . وتضمن إعلان السفارة في أكبر صحيفتين يوميتين بالقاهرة "الأهرام " و"الأخبار" صباح اليوم عبارة "يسر أحمد عبد العزيز القطان سفير خادم الحرمين الشريفين المواطنين دعوة السعوديين في جمهورية مصر العربية لحضور حفل اليوم الوطني مساء الثلاثاء 29/9 في تمام الساعة الثامنة بمقر السفارة بالقاهرة ". إلا ان الدعوة تشمل شخصات مصرية أيضا تلقت بدورها بطاقات لحضور الحفل. ونشرت وسائل الإعلام في القاهرة ان الرئيس عبد الفتاح السيسي أوفد أمين رئاسة الجمهورية الى سفارة المملكة للتهنئة بالعيد الوطني، والذي يصادف الذكرى السنوية لتأسيس المملكة قبل 83 عاما. وقد تسربت مشاعر سخط بين المواطنين المصريين على حادث تدافع منى الى برامج "التوك شو" التليفزيونية في القنوات الخاصة. وبثت عدد من هذه القنوات مكالمات هاتفية لمصريين غاضبين لسوء التعامل مع معاناة ذويهم في الحج، وبخاصة أسر المفقودين والقتلي والمصابين. وشملت مشاعر السخط السلطات السعودية والمصرية معا. وشكا العديد من المتصلين من غياب دور البعثة الدبلوماسية المصرية، وأيضا بعثة الحج الرسمية التي يرأسها الشيخ "محمد مختار جمعة" وزير الأوقاف. وعلما بأن جمعة كان قد اتهم في وقت سابق الاخوان المسلمين باستغلال حادث منى للاساءة الى العلاقات المصرية السعودية. لكن الصحف المصرية الصادرة اليوم نقلت عنه اعترافه باستحالة حصر المتغيبين والمتخلفين عن بعثاتهم. ونقلت عن مصادر رسمية أن عدد ضحايا مأساة منى من المصريين مرشح للزيادة. وعلى العكس من مزاج شعبي حزين وساخط فان مقالات الرأي في صحف القاهرة ترجمت انحيازا الى السلطات السعودية. وكتب صبري غنيم في جريدة "الأخبار" تحت عنوان "السعودية مستهدفة فلماذا الصمت؟" مهاجما من وصفهم ب "الحاقدين" على المملكة. وامتدح ما اعتبره جهودا سعودية جبارة لخدمة الحجيج . وذهب الى اتهام "أصابع خفية بالوقوف وراء حادث منى". وتحدث خالد ميري، في الصحيفة نفسها عن "مؤامرة ايرنية تشارك فيها أبواق اعلامية ودعائية إخوانية سوداء". وقال: "لن نفقد الثقة في السلطات السعودية التي تبذل جهودا جبارة لحماية الحجيج وخدمتهم". كما دخل السلفيون على خط المعركة ضد إيران وفي خدمة السعودية، فكتب القيادي بحزب النور نادر بكار مقالا في جريدة "الشروق" تحت عنوان "إختبار جديد لقوة السعودية". وقال إن "طهران حريصة على استخدام كل وسيلة بغض النظر عن مشروعيتها للطعن في الجسد السني بلا هوادة". ودافع عن استمرار تنظيم السعودية لموسم الحج. وقال ان ما جرى في منى يتضاءل الى جانب إرتباك اوروبا ازاء ما يقل عن 100 ألف مهاجر فقط تدفقوا اليها. إلا ان الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير "مركز يافا للدراسات" قال لموقع "لكم" إن "الاحتفال بعيد المملكة في ظل الدماء بالحرم أمر لا يليق". وأكد: "هذا احتفال مهين في ظل كل الدماء النازفة سواء في حادث منى او في الحرب العبثية باليمن.. على الاقل كان يجب ان يكون الاحتفال صامتا وبلا أي صخب وخاليا من مظاهر النفاق من جانب اعلاميين مصرييين للسعودية ". وقال ان ماسقط من ضحايا في "منى" مسئولية السعودية بالأساس، مشيرا الى ان الرياض اعترفت ضمنا بمسئوليتها عندما أقيل عدد من المسئولين من بينهم وزير الحج السعودي. وأبدي سيد أحمد استغرابه لمن يبررون اخطاء السعودية بما في ذلك بيانات مشيخة الأزهر. وكانت تسريبات "ويكليكس" قد كشفت عن دور الأموال السعودية في التأثير على إعلاميين مصريين بارزين، بما في ذلك رموز تنتسب الى عبد الناصر الخصم اللدود لآل سعود في زمانه. وأثارت تغريدة لعماد الدين حسين رئيس تحرير "الشروق" التي يمتلكها رجل أعمال لغطا على وسائل التواصل الاجتماعي حين كتب انه يتوجه للحج بالطائرة بدعوة من السفير السعودي أحمد القطان. وقدرت مصادر غير رسمية عدد الصحفيين المصريين الذين ذهبوا للحج على نفقة المملكة هذا العام بنحو المائة.