تأخر الرد الرسمي السعودي على جريمة اغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة "حماس" في طهران حتى يوم الأربعاء، واكتفى بوصف ما حدث بأنه "انتهاك سافر" لسيادة إيران. التعليق السعودي جاء على لسان وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماع استثنائي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في جدة، لكنه لم يدن الجريمة، وهذا هو أول تعليق تصدره السعودية منذ اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية يوم 31 يوليوز. وأضاف الخريجي أن السعودية ترفض "أي اعتداء على سيادة الدول أو تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة"، واصفا حادث الاغتيال بأنه "انتهاكً صارخ لسيادة إيران ويشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين". صمت رسمي مغربي وبصدور التعليق السعودي على الجريمة التي مازالت تداعياتها تتفاعل دوليا، يبقى المغرب الدولة العربية الوحيدة التي لم تعلق على اغتيال الزعيم الفلسطيني، حيث التزمت الخارجية المغربية، وكل الدوائر الرسمية المغربية الصمت. يذكر أن المغرب يرأس ملكه، الملك محمد السادس "لجنة القدس"، لكنه منذ نهاية 2020 وقّع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، في إطار ما عرف ب "اتفاقات أبرهام"، واستمر في ربط علاقاته مع اسرئيل رغم خروج العديد من المسيرات الشعبية في جل المدن والقرى المغربية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تطالب بقطع علاقات المغرب مع الكيان الصهيوني. ومنذ اغتيال هنية شهدت عدة مدن مغربية خروج آلاف المغاربة في مسيرات عفوية منددة باغتيال هنية، وباستمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وباحتفاظ الرباط بعلاقاتها مع تل أبيب. وكان هنية قد زار المغرب آخر مرة عام 2021 بدعوة من حزب "العدالة والتنمية" الذي كان يرأس الحكومة آنذاك، لكن تلك الدعوة كانت بإعاز من القصر في الرباط لإمتصاص غضب الشارع الغربي المعارض لإتفاقات التطبيع، وأثناء تلك الزيارة إقيم حفل عشاء على شرف هنية والوفد المرافق له بدعوة من الملك محمد السادس بقصر الضيافة بالعاصمة الرباط، الذي يخصص عادة لاستضافة حفلات عشاء ضيوف القصر الرسميين الكبار. تنديدات عربية وإسلامية وكانت العديد من الدول العربية قد أدانت جريمة اغتيال الزعيم الفلسطيني في طهران، مثل الكويت والعراق وقطر وسلطنة عمان واليمن ولبنان والسلطة الفلسطينية ومصر والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، كما أدانت الجريمة دول إسلامية كبيرة مثل باكستان واندونيسيا وماليزيا وتركيا. واكتفت دولتان هما الإماراتوالبحرين بإصدار بيانات تحذر من التصعيد الإقليمي لكنها لم تدن علناً مقتل هنيّة، رغم أن ملك البحرين أرسل برقية "تعزية ومواساة" إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أما الإمارات فأكدت على "أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع." إلى ذلك أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، 7 غشت 2024، اغتيال هنية خلال وجوده في طهران، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا "الاعتداء الآثم". جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جدة السعودية، بهدف "بحث الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واعتداءاته على سيادة إيران". وقال البيان الختامي للاجتماع إن "اغتيال هنية اعتداء على سيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها، ويشكل جريمة عدوان وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".