ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب تدرس اقتراحا أمريكيا بإرسال قوات لقوة حفظ السلام الدولية لتأمين قطاع غزة ومنع حماس من استعادة السلطة هناك بعد انتهاء الحرب. ومع ذلك، تريد الدول الثلاث أن تعترف الولاياتالمتحدة رسميًا بالدولة الفلسطينية قبل إنشاء مثل هذه القوة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" يوم الأربعاء.
وأوضح الموقع الإسرائيلي أن شركاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ربطوا مرارا وتكرارا دعمهم لإعادة تأهيل القطاع بإنشاء طريق يؤدي إلى حل الدولتين، ولا يريدون أن تتحول المساعدات التي يقدمونها إلى أنقاض في حرب أخرى في غزة. ولاحظ التقرير أنه في الوقت الذي تدعم إدارة بايدن الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين، فقد عارضت الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، بحجة أن مثل هذه التصريحات في الفراغ لا تؤدي عمليا إلى تقدم الجهود. وذكرت صحيفة بيزنس البريطانية اليومية أن دولا عربية أخرى، بما فيها المملكة العربية السعودية، رفضت الاقتراح الأمريكي بالمشاركة في قوة لحفظ السلام، لأنها لا تريد أن ينظر إليها على أنها تتعاون بشكل مفرط مع إسرائيل. لكن هذه المجموعة الأخيرة من الدول توصلت إلى فكرة عامة تتمثل في وجود نوع ما من القوة الدولية في غزة، حيث لا توجد بدائل أخرى قابلة للتطبيق لاستبدال القوات الإسرائيلية في القطاع بعد الحرب، بحسب التقرير، الذي لم يوضح ما إذا كانت تلك الدول ستكون مستعدة بالفعل للمساهمة في مهمة حفظ السلام المتوخاة. وقال التقرير إن الولاياتالمتحدة واجهت صعوبة في تنفيذ الخطة لأنها ليست مستعدة للمساهمة بأي جنود أمريكيين في هذا الجهد. علاوة على ذلك، كان رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقديم رؤية واضحة وقابلة للتطبيق لمرحلة ما بعد الحرب في غزة سببا في تفاقم الجهود الأميركية الرامية إلى إقناع الشركاء العرب بالمساهمة في قوة لحفظ السلام، وذلك بسبب عدم اليقين بشأن نوع البيئة التي قد تدخلها تلك القوات، حسب ما ورد في تقرير "تايمز أوف إسرائيل". وأضاف التقرير أن نتنياهو كان يعارض بشدة حل الدولتين منذ 7 أكتوبر، بحجة أن منح الفلسطينيين دولة بعد الهجوم سيكون بمثابة "جائزة للإرهاب". وقد أعاق هذا الموقف بشدة الجهود الأمريكية لدفع اتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي وكذلك أي تخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، حسب ما ذكره الموقع الإسرائيلي. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في دجنبر الماضي، عن معارضته لفكرة نشر قوة دولية في غزة، قائلا: "لا ينبغي لنا أن نتحدث دائماً عن الفلسطينيين وكأنهم في حاجة إلى وصي ما". وفي الأسبوع الماضي، ندد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد باقتراح نتنياهو بأن أبوظبي قد تساعد الفلسطينيين المحليين في إدارة غزة بعد الحرب. في تحدٍ علني يوم الأربعاء، حث وزير الدفاع يوآف غالانت رئيس الوزراء على رفض السيطرة العسكرية والمدنية الإسرائيلية على القطاع، وأضاف أنه من الضروري تطوير خطة بشأن غزة ما بعد الحرب على الفور وإلا ستعود حماس إلى السلطة. وتحدث غالانت في الماضي لصالح نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة أيضا.