يستمر تعطيل الدراسة بالمؤسسات التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعدما قررت رئاسة الجامعة إغلاق الأبواب في وجه الطلبة، لأربعة أيام، ابتداء من أول أمس الأربعاء، منعا لتنظيم فصيل العدل والإحسان "ملتقى القدس". وبعد استنكار الطلبة وتنظيمهم أمس الخميس لوقفة احتجاجية أمام أبواب كلية العلوم التي كانت موصدة ومطوقة بالقوات الأمنية، انضم أساتذة الجامعة إلى المستنكرين لهذا القرار.
وعبرت المكاتب المحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجامعة تطوان، إضافة إلى المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي عن استنكار القرار الذي عرقل الدراسة، مؤكدة أن القيم الجامعية لا يمكن إلا ان تدعم النقاش الحر والتفاعل بين الافكار، ودعم القضايا العادلة بعيدا عن قرارات المنع والحجر. وقالت المكاتب المحلية للنقابة الوطنية بجامعة عبد المالك السعدي إن توقيف الدراسة يعتبر انتكاسة حقيقية على مستوى تدبير وإدارة الجامعة والمؤسسات التابعة لها، ولم يسبق للتاريخ أن سجل مثله ولا يرتكز على أساس قانوني ومخالف لكل الضوابط والأعراف الجامعية. وأدانت انفراد رئاسة الجامعة باتخاذ قرار تعليق الدراسة وغلق المؤسسات الجامعية دون الرجوع إلى مجلس الجامعة وكذا مجالس المؤسسات المعنية بهذا القرار الصادم، خاصة وأن صدوره تزامن مع انعقاد اجتماع مجلس الجامعة، والذي لم تتم الإشارة خلاله البيئة المسألة توقيف الدراسة، محملة رئاسة الجامعة المسؤولية الكاملة لما قد يترتب عن هذا القرار من إخلال أو عرقلة للدراسة خلال ما تبقى من السنة الجامعية الحالية. وانتقد البلاغ قرارات المنع والحجر التي تعود بنا سنوات للوراء وتخالف مبادئ الديمقراطية وحرية إبداء الرأي، وأدانت التطويق الأمني المكثف والذي شمل محيط مواقع عدد من المؤسسات التابعة للجامعة، ومنع الأساتذة من الولوج إليها. وبدورها، قالت النقابة المغربية إن هذا القرار الغير المسبوق، من شأنه التأثير على السير الطبيعي للدراسة والبحث العلمي في جميع مؤسسات الجامعة، ويزرع الشك في قدرة الجامعة على تدبير مشاكلها بكل حكمة وبصيرة. وأضافت في بلاغ أن الجامعة المغربية ينبغي تكون رائدة فكريا وعلميا وتقنيا، وينبغي أن تبقى أيضا ساحة للكلمة الحرة وميدانا لتلاقح الأفكار بعيدا عن العنف والإقصاء، ولا تضيرها بتاتا الأفكار المخالفة. وجددت النقابة التضامن المطلق مع المقاومين في غزة وفي كل فلسطين ضد الصهيونية التي تمارس القتل والدمار في حق الأبرياء بكل عنجهية وبمباركة قوى الاستكبار، مطالبة الجامعة بالتراجع عن اتفاقية الشراكة المبرمة مع الكيان الصهيوني الغاصب.