هل نحن في حاجة إلى استعادة مضمون الدرس البيركي لفهم تحولات الراهن المغاربي، والإحاطة بمنغلقاته وانفتاحاته، بمدخلاته ومخرجاته، في وضع مشدود بالانقسام؟ الكتابة عن إرث جاك بيرك، بالمنطقة المغاربية، في حقيقته بعد بُعد المسافة عنه انشغال أكاديمي عابر للفضاءات الجغرافية، يتقاطع همومه باحثون من جامعات غربية وعربية من ذوي أصحاب تخصصات مختلفة، بالقياس إلى قيمته وثرائه المعرفي، وأيضا براهنية تحليلاته السوسيولوجية التي أهَّلت ولا تزال في الاقتراب من دواخل المجتمعات الانتقالية. بحق هو هَوَس سوسيولوجي، بالنظر إلى ما يعتمل ويتجاذب المنطقة المغاربية من قضايا سياسية جد حساسة موسومة بمكر التاريخ وظلم الجغرافيا. ولعل في الكتابة عن رمز من رموز السوسيولوجيا المغاربية، هو أشبه باعتراف لعطاء ممتد في مدارات حقول معرفية متشعبة، بحِس سوسيولوجي مرهف، لشخص تملك ادوات ومناهج تحليلية، ورؤية متبصرة ومتفهمة لخصوصيات المجتمعات المغاربية وحتى العربية التي تتمخض في الانتقال من التقليد الممتد في البنية الاجتماعية –في مخيلة وذهنية الأفراد والجماعات– نحو رجَّة التحديث الاستعماري، وتصدع الهياكل الاجتماعية…باختصار هو محاولة من أجل تقعيد وترسيخ ثقافة معرفية جديدة، داخل البحث العلمي، تنبني على الاهتمام ببيوغرافيات الباحثين كمدخل نحو فهم مشاريع أبحاثهم. تنخرط هذه المساهمة السوسيولوجية حول إرث جاك بيرك في سياق الاهتمام المتزايد الذي يلاحظه القارئ النبيه، لسوق النشر والقراءة، ولمتون الأطروحات الجامعية، بما يسمى ببيوغرافيات أعلام الفكر والمعرفة في مختلف الجامعات الغربية. يتعلق الأمر، بتوجه جديد يُعمق البحث والتنقيب في مسارات الباحثين، وفي تاريخانية التأليف، ويدقق في جوانب ومعطيات حياتهم الخاصة. ينطوي هذا الرهان البيوغرافي على قدر من الأهمية والحصافة، وأيضا يثير قضايا مرتبطة بغياب العتاد المرجعي، وبجنينية المناهج المختصة في الدراسات البيوغرافية. في الميدان، تكتسي تجربة جاك بيرك في حقل السوسيولوجيا المغاربية دلالات خاصة: لأنها تنهل من معايشته لأحداث وتحولات عميقة طبعت تاريخ المنطقة في فترتين تاريخيتين: فترة الاستعمار الأجنبي الذي أجهض أمال وأحلام الإصلاح، وكرس حتمية الإيمان بالقدر التاريخي، وفترة الاستقلال التي تميزت بالتجاذب الحاد حول السلطة والمناصب، هذا التمازج الزمني عكس رؤيته لقضايا حضارية عابرة للحدود، وهي عبارة عن مادة دسمة لتعميق النقاش والتفاعل في قضايا الراهن من قبيل فكرة "الاتحاد من أجل المتوسط" و"صدام الثقافات" و"الهيمنة الأمريكية" و"ما بعد الاستعمار". والحال، يعدو الاهتمام بتجربة جاك بيرك السوسيولوجية بهذا الفضاء المغاربي رهانا معرفيا بامتياز. تُغذيه عدة اعتبارات منهجية راكمها البحث الجامعي، وقطع معها في سياق ترسيخ منهجية القراءة الهادئة للموروث السوسيولوجي الكولونيالي، وفي مدار تجاوز الوهم السيكولوجي الذي خيم على الدراسات التاريخية والسوسيولوجية لسنوات طوال، برحاب الجامعات المغاربية، حول قصور المتن الكولونيالي في استيعاب خصوصيات المجتمعات المغاربية، وتفكيك آليات سير نسقها الاجتماعي والاقتصادي، بحكم تداخلاته القوية مع أجهزة إدارة الاستعمار من ناحية، وأيضا في اتجاه تجاوز الكليشيهات المعرفية التي طبعت توجس بعض الباحثين من كتابات فترة الاستعمار من ناحية أخرى. علينا أن نُقر، بأننا إزاء تجربة تشكل فرادة سوسيولوجية، ضمن خطاب معرفي "مسيس ومؤدلج"، تفتح آفاقا واعدة، لتجسير الصراع بين عوالم المتوسط، والبحث عن إمكانات التقارب والتواصل بين ضفتي العالم المتوسطي، بين ضفتين يفصلهما بحر يخفي وراءه تناقضات عميقة وأحلام مجهضة وانتظارات مؤجلة…ليصير المشهد كالتالي: تقارب جغرافي وتباعد تاريخي وحضاري. كان رهان بيرك في المنطقة كشف مرتكزات البناء السوسيولوجي الذي يميز النسق الاجتماعي، والانتقال إلى تقريب القارئ من صورة اشتغال البنيات الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة ظلت تعيش على تحولا معاقا…من استعمار خيَّب الانتظارات إلى استقلال تصارعت فيه القوى السياسية حول السلطة والمنافع…يجول بنا بيرك في رحلة مغاربية من أجل استكشاف معالم مشروع معرفي لازال لم يُستكمل بعد، كما لا تزال فراغاته تُشكل حقلا خصبا من أجل إعادة فتح سجلات المتن الأجنبي…وتشكل أفقا واعدا لإقامة أبحاث نسقية أفقية حول تاريخ منطقة المغارب، وفق مقاربة مقارنة تقف عند حدود التشابه والتمايز، الاتصال والانفصال، الثوابت والمتغيرات…حتى يتأتى للجميع امكانية تفسير اغتيال الحلم المجهض في إقامة وحدة مجالية…هي بالأساس، مغامرة محفوفة بالصعاب، "يلزم الكثير من الطمأنينة، بل ربما حثى الكثير من الغرور من أجل مقاربة رجل بحجم جاك بيرك" وفق الإفادة التي نستقيها من شهادة المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي. لقد أثارت الأبحاث التي تناولت موضوع "سوسيولوجيا جاك بيرك" من خلفية "صداقة" بيرك للإسلام والمنطقة المغاربية والعربية غير قليل من جدل، غير أنه قد يبدو من زاوية البحث العلمي اعتباره تصور ضيق ومُنغلق لحصيلة الإنتاج المعرفي لبيرك، ونظرة اختزالية وتبسيطية لمشروع علمي نُظر إليه من زاوية الذات والهوية، وبالتالي، قد يحجب مداخل مهمة لاكتشاف والتقاط زوايا نظر عميقة من مشروعه السوسيولوجي، وعمقه الفكري، بعيدا عن لغة المحاباة والمداهنة. فمقاربة جاك بيرك لعوالم الاسلام تنهل من خلفية إنصاف الإرث الحضاري الاسلامي، ودوره في تجسير التقارب الجغرافي، بين عوالم مختلفة، وفي بعث ويقظة تحولات تاريخية عميقة لحضارة أوروبا، وهو بذلك، رفض مطلق للانغلاق على الذات، وشوفينية الحضارات الإنسانية، التي تُقصي الآخر من المتاح البشري، ورفض لمسألة التنقيص من اسهامات الحضارات في بناء المشترك الانساني، والاستفراد بالخصوصية الحضارية. سبق لبيرك أن عبَّر من خلال كتاباته عن رؤية ثاقبة حول قضايا ومواضيع سوسيولوجية هامة في بنية النسق الاجتماعي المغاربي الماقبل استعماري، وهو رؤية استرفدت من ثقافة موسوعية بعلم الأديان، اللسانيات، التاريخ، الأعراف والقانون، والأساطير…وعن اهتمام متواتر بتحليل التقاليد، المعتقدات، الطقوس، الممارسات، الرموز، العصبية، أشكال القرابة، آليات الإنتاج، علاقات الإنتاج، الديموقراطية المحلية، المؤسسات الدينية…بالنهاية، نحن أمام تراث ضخم ومتنوع، يطرح تحديا ابستيميا أمام الباحثين لجمعه وتصنيفه وقراءته وإعادة تأويله في براديغمات سوسيولوجية جديدة، قد تعيد تركيب معطيات جديدة، كما قد تنفي أخرى. لهذا السبب حظيت ولا زالت تحظى إسهامات جاك بيرك السوسيولوجية حول الفضاء المغاربي بمتابعات وقراءات متواصلة، من مختلف التخصصات، وحظى صاحبها باحترام جيد من طرف ورثة مشعل السوسيولوجيا. تثير بيوغرافية جاك بيرك شغف المهتمين بتاريخ البنيات والأنساق الاجتماعية والثقافية والدينية داخل العالم الإسلامي، من حيث التقاط اللحظات الكبرى التي بلورت شخصيته، وشكلت مبادئ مشروعه السوسيولوجي منذ لحظة الولادة إلى لحظة الانعزال…وهو مسار يعين على فهم وتحليل الخطاب البيركي، وتموجاته حسب الظرفيات التي هيأت له، واستغوار الثابت والمتغير في بنية الخطاب البيركي. ولد جاك بيرك سنة 1910م، بقرية فرندا بولاية تيهارت غرب الجزائر، بها قضى مرحلة الطفولة، قبل أن ينتقل إلى الجزائر العاصمة، فكانت هناك أولى ذكرياته في مجال القراءة والتحصيل، وقد عرف نفسه قائلا: "ولدت في الجزائر في العام العاشر من هذا القرن، كان أبي موظفا كبيرا في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر، وعشت صباي كله بالجزائر". انتقل بيرك في ثلاثينات القرن العشرين إلى فرنسا لاستكمال دراساته العليا بجامعة السوربون، تزامنا مع احتفالات فرنسا بالمؤتمر الأفخارستي المسيحي بقرطاج الفرنسية، وتصاعد حركات الاحتجاج بالمدن المغربية ضد صدور ظهير 16 ماي 1930م، واحتفالات الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، وتنظيم المعرض الكولونيالي بباريس، وكطالب علم لم يكن بيرك مرتاحا من تقاليد السوربون، حيث كانت تسود قيم وسلوكيات الاعتزاز بالذات، وهو ما دفعه إلى التخلي عن مستقبله الدراسي، مما أثار خيبة أمل أسرته وأساتذته بالجزائر، وبعد ذلك قدمه والده أوغستين بيرك لاجتياز مباراة "المراقبة المدنية"، فعين في تلك سنة 1934م كمراقب مدني، تابع للمكتب العربي في ثلاث قرى، ثم انتقل إلى فاس 1937م، هنا تمكن من الاحتكاك المعرفي بالأرض ورجالاتها. بعد زواج أول فاشل أواخر الثلاثينات، فضل بيرك التجنيد ودخول تجربة الحرب العالمية الثانية، ممضيا زهاء سنة كاملة، لقد خولت له هذه التجربة الناجحة وظيفة في القسم السياسي للإقامة العامة سنة 1943م،على عهد بونيفاص، إذ صار هذا المنصب يلزمه بالاستخبار عن الحركة الوطنية المتنامية وجس نبضها. وأمام التحولات التي شهدها المغرب في فترة الأربعينات، بدأ الإحباط يتملك بيرك من جدوائية الحماية وشعاراتها الجوفاء، ومن إصلاح القطاع الفلاحي تحت شعار"الجماعة فوق الجرار"، فكان طلاقه مع أجهزة الإقامة مسألة وقت ليس إلا، إذ بدا زملاؤه يصفونه ب"عار المراقبة" وزادت مجزرة سطيف في إصدار التقرير الأصفر عن المشكل الزراعي بالمغرب، الذي صادف تاريخ رفع وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى إدارة الحماية، مما جعلها تُبعده عن فاس وتعينه في منطقة نائية. وجد جاك بيرك نفسه بعيد عن مراقبة أجهزة الحماية، وبدأ في مرحلة التحصيل، بحثا عن لقب أكاديمي يغنيه عن تلك الوظيفة العسكرية. واتخذ ميدان قبائل سكساوة كمجال لإعداد أطروحته، وبدأ يتعلم اللهجة المحلية، متأثرا بمدرسة الحوليات الفرنسية، وبمناهجها في البحث والاستقصا، ومزاوجا بين التحليل التاريخي والبحث السوسيولوجي للقبائل قيد المعاينة والدرس كقبيلة بني مسكين وقبائل سكساوة بالأطلس الكبير، فهل تمتل علاقة الفتور التي واجهته مع أجهزة الحماية انعطافة في مساره نحو الاهتمام بالبحث والمسار العلمي؟ سينتقل جاك بيرك في منتصف الخمسينات إلى لبنان، وسيوسع مجال اهتمامه بالشرق الإسلامي، وسيظهر ذلك جليا في كتابه "هنا عند المارونيين وهناك عند المسلمين"، وخلال هذه الإقامة بلبنان، أخبر بيرك بانتخابه كأستاذ في الكوليج دو فرانس للتاريخ الاجتماعي للإسلام المعاصر، معوضا بذلك أستاذه روبير مونتاتي صاحب أطروحة "البربر والمخزن"، الذي كان يحمل كرسيه تحت عنوان "تاريخ توسع الغرب". احتفظ بيرك بهذا الكرسي الذي سبق أن شغلته عدة شخصيات وزانة من أمثال وليام مارسي وليفي بروفنصال. يحكي بيرك في مذكراته "مذكرات الضفتين" أن هذا التشريف قد أصابه في البدء بنوع من الهلع، لأنه لم يكن في جعبته العلمية سوى معارف ميكروسوسيولوجية من "مدونات وفقه الأنساب واللهجات" وهي معارف من قعر المطمورة، لا يمكن توصيلها إلى الآخرين، وقد ينكرها حتى أصحابها المعنيون". حياة جاك بيرك كما يرويها صاحبها بكثير من الدقة والشاعرية، مليئة بالآفاق المتقاطعة حملته إلى أقطار جغرافية، كزائر أو كمحاضر، سواء بالشرق الأوسط، أو أمريكا الشمالية والجنوبية وخاصة في مونتريال خريف 1962م، ثم إلى لوس انجلس وشيكاكو وكاراكاس ومكسيكو وبيونس ايريس في سنة 1963م، إذ يظل بيرك يتميز بنفس الحيوية والفضول العلمي والإنساني في كل محطاته. خلال السبعينات بدأ جاك بيرك يبتعد عن الدراسة الميدانية لفائدة العلوم المنتعشة آنذاك من لسانيات وسيميولوجيا ونقد أدبي، بعد ثورة الشباب بفرنسا 1968، ولعل الدافع لهذا التحول الابستمولوجي هو الضرورة التعليمية، أي مسايرة موضة العصر، إضافة إلى سماه بيرك في مذكراته ب "الإخفاقات المهنية" التي لحقت بعض مؤلفاته، مثل "تحرر العالم" و"مصر الإمبريالية والثورة" و"الشرق الثاني"، وهي مؤلفات لم تنل ما تستحقه من عناية في الأوساط العلمية أو الصحفية. حياة بيرك حافلة بالمواقف والأعمال، والانجذاب نحو الأمثل، وعصية عن الإمساك والمتابعة النقدية، إداري متمرد ومنتقد للاستعمار"، متجول ومشارك في صراعات تصفيته بدول العالم الثالث، ومنخرط أيضا في سجالات النخبة الفرنسية المثقفة. ودع جاك بيرك التدريس في بداية الثمانينات، وابتعد عن صخب وضوضاء العاصمة الباريسية، قاصدا منزله الغابوي في وسط ليلاند، صحبة امرأة جميلة وشابة، متبرعا بخزانته الغنية إلى الكوليج دو فرانس والمكتبة الفرندية بمسقط رأسه، مكتفيا ببعض المؤلفات المفضلة لديه بلغات مختلفة التي تهم الشعر والتفسير، إضافة إلى لسان العرب…خلال هذه العزلة أنجز محاولات في ترجمة القرآن الكريم ظهرت في طبعة سندباد بباريس سنة 1990م، وكان هذا العمل آخر ما نُشر قبل أن يوفيه الأجل في 27 يوليوز 1995م، وهو مُنهمك على ترجمة أجمل الصفحات من كتاب الأغاني لصاحبه أبي الفرج الأصبهاني وقد صدرت في السنة نفسها عن دار ألبان ميشيل. أغنى جاك بيرك خزانة السوسيولوجيا المغاربية بما يقارب 164 كتاب ودراسة، إضافة إلى عشرات المداخلات والمقابلات، توزعت بين التاريخ والسوسيولوجيا، والتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والقانون واللغة…هذا الزخم المعرفي سيجعله يتربع على عرش الكوليج دوفرانس خلفا لأستاذه روبير مونتاني، وسيجعل من اسمه خالدا في ثنايا سوسيولوجيا العالم العربي. في الختم، تكمن جدة الأبحاث التي أنجزها جاك بيرك في مزاوجته بين عباءة المؤرخ، المتشبع بروح الحوليات، وخلفية السوسيولوجي، المؤمن بالتجربة الميدانية وبالقياس الكمي المشبع بلغة الأرقام والاحصائيات، ونظرة الأنثربولوجي المبنية على المعاينة والمثاقفة المحلية، ونباهة السيميولوجي في تحليل الرموز والصور. بيرك نموذج الباحث الذي يمتلك قدرة فائقة على محاورة الحقول المعرفية والانتقال فيما بينها عبر تبني أسلوب الاقناع، فتارة يجنح بيرك نحو تبني أسلوب التلميح، وثارة ينحو اتجاه الفضح والتعرية دون مواربة، مما يستعصي على قارئ خطاب جاك بيرك تصنيفه ضمن براديغمات محددة، لذلك فهو لا يفتأ ينبه القارئ بأن على العبارة أن تُجهد نفسها بأقصى ما تستطيع لتعكس الواقع، لأن الواقع ليس بمستو حتى تكون العبارة مستوية. نموذج الباحث الفذ الذي يرفض التعامل مع النصوص الميتة، ويجد في اكتشاف الواقع الحي، الواقع الذي يصعب اختزاله ميكانيكيا في براديغمات معينة. أبحاثه تفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي في المنطقة المغاربة من أجل فهم جذور الجوار الصعب، بسبب غناها وتنوعها وابتداعها لزوايا نظر جديدة حتى يتأتى رصد الجذور الثقافية والاجتماعية والنفسية والذهنية للإنسان المغاربي. باحث وناقد البيبليوغرافيا: 1 – حسن المجاهيد، سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في علم الاجتماع، مؤسسة افاق، الطبعة الأولى، مراكش،2012. 2 – عبد الكبير الخطيبي، جاك بيرك أو النكهة الشرقية، ترجمة محمد برادة، مجلة البحث العلمي، العدد 48،المعهد الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس السويسي، الرباط، 2004. Abderrahim Adnaoui, Contribution à l'étude de la sociologie politique du Maroc, l'apport de Jacques Berque, mémoire pour l'obtention du diplôme d'études supérieure en science politique, Faculté des sciences juridiques économiques et sociales, Casablanca avril ,1987. Jacques Berque, de l'Eupharate a l'Atlas, histoire et nature, la bibliothèque arabe, Edits, Sindbad, paris, 1978. Abdellah Laroui, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain (1830-1912), centre culturel Arabe, Casablanca, 2001.