عفوًا السيد المدير: قد تكون أكثر الناس تأهيلا لملأ هذا المنصب قد تكون أذكى الناس. وقد تكون أكثرنا دهاء. وقد تكون وتكون وتكون. ولكن فإنك تبقى في حاجة ماسة إلى استيقاظ الإنسان في ذاتك. إنك تفتقر إلى أن تتعلم أبجديات التعايش داخل المؤسسات والمجتمعات والتكتلات البشرية. إنك تعوزك الحاجة إلى ضرورة صقل ملكة الاستماع علما السيد المدير أن هذه الملكة هي أحسن الملكات وأكثرها تميزا. يجب أن تتعلم كيف تستمع لمطالب المستخدمين الذين يكونون إلى جانبك في المؤسسة، وأية مؤسسة؟. إنها من أغنى المؤسسات، مؤسسة تمثل وجه المملكة المغربية بدون شك، لكل هذا ولأشياء أخرى قد تعرفها أو تجهلها يجب أن تنزل من برجك المتهرئ والذي انهالت عليه ضربات مطارق النقد اللاذع عبر وسائل الإعلام، وعلى ألسنة المواطنين وعلى لافتات المحتجين. عفوًا السيد المدير. ليس من حقك أن تخدش وجه الديمقراطية التي ناضل ويناضل من أجلها الشرفاء في هذا الوطن العزيز، ليس من حقك أن تعكر علينا صفو أحلامنا وتوقظنا على وقع حذائك الحديدي المجلجل بكل نعوت العنجهية والغرور والتحدي السلبي لتعلن تسريحات جزئية وإغراءات مالية لترسم خرائط نقابية تساير مزاجك المريض، والأنكى من ذلك فإنك لا تدري ماذا تفعل وأنت تحاول أن تتحايل على عقود مستخدمي الأطلس الأزرق لتحويلها من عقود دائمة إلى عقود مع الهواء ومع المجهول، وبالتالي فإنك تسرح بطريقة الأفلام المكسيكية ليس إلا. عفوًا السيد المدير. إن وطننا يعيش نفحة الديمقراطية ويعرف نقلة نوعية ويصبو إلى تحسن أكبر وعلى جميع المستويات، ويبدأ الأمل الذي هو أمل مشروع لكل مغربي ومغربية ولا يبدأ ولن يبدأ إلا من الحق في الشغل، والكرامة في الشغل،والشعور في الاطمئنان داخل فضاءات الشغل، لنحبه فنبدع فيه ونتفنن فيه، ونحقق المردودية أيها المدير. عفوًا السيد المدير. أعرف أنك لا تفهمني، وأعرف أنك لا تريد أن تفهمني وأعرف أنه لا يهمك أمري، وأعلم أنك تقول إنكم نقابة لا تمثيلية لها داخل هذه المؤسسة، وأن المحتجين هم عصابة خارج عن المؤسسة فماذا ستقول بعد احتجاج يوم الجمعة 4 مارس؟ ألم تر بذلات المضيفات والمضيفين بألوانها الزاهية تؤثت فضاء الاحتجاج؟؟. ألم تر أطرا يافعة مكونة، راقية في كل حركاتها حتى الحركات الاحتجاجية؟؟. ألم تر الإجماع الحاصل حول حبنا لملكنا واستنجادنا به؟ والتفاف هؤلاء المستخدمين حول انتمائهم النقابي وحول بمناديبهم وأطرهم، وبكليتهم، فيا ترى ماذا ستقول السيد المدير؟؟. لن تفوتني الفرصة السيد المدير أن أنقل لك شهادة: ما ذكر اسمك أمام أي أحد في الساحة الاحتجاجية أمام مؤسستك إلا وهمس قائلا: لا نعرف ماذا يريد هذا الشخص، أو أعوذ بالله إنه متكبر ومتعجرف..... إنها شهادة إجماع، ألم يئن الأوان أن تراجع هذا السلوك، وعلى أي السيد المدير، فإنك لن تكون مديرا ناجحا، ولا مسيرا ولا مدبرا ولو حملت شواهدك على ظهر السفن والطائرات والقطارات والشاحنات لن تكون ناجحا لا لأنك تبدد الملايير، أو لأنك لا تحسن التدبير ولم تأت بخدمات من شأنها أن ترفع من المنافسة في عالم بات معولما، أو أنك لم تستطيع أن تفهم مغزى الحوار الاجتماعي أو لأنك بعيد عن الشعب وهمومه أو لأنك لم تخضع يوما للمحاسبة، بل فقط لأن الانسان في ذاتك ميت أو غائب أو مجمد. فمتى يستيقظ الإنسان في ذاتك. من دفاتر من مناضلة*