استجابت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية لنداء استغاثة من ناقلة تجارية في خليج عدن تم احتجازها من قبل أفراد مسلحين، وأكد مسؤولون أمريكيون يوم الأحد أن السفينة الآن في مأمن. تم التعرف على الناقلة، التي كانت تحمل حمولة من حمض الفوسفوريك، باسم "سنترال بارك". التفاصيل المتوفرة حول الموضوع تؤكد أن هذه السفينة خرجت من ميناء مدينة آسفي قبل أسبوع، وكانت ستكمل مهمتها عبر طريقها إلى شبه الجزيرة الهندية، حاملة شحنة من حمض "الفوسفوريك" نُقل انطلاقا من الرصيف المخصص للمكتب الشريف للفوسفاط بميناء آسفي. ووفق المعطيات المتوفرة فإن الأمر يتعلق بسفينة تابعة لشركة بريطانية اسمها "زودياك"K لكنها مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وقد غادرت المغرب بتاريخ 12 نونبر الجاري وهي تحمل علم جمهورية ليبيريا، وكانت مسجلة تحت رقم 9725823، مع الإشارة إلى أنها تحمل مواد كيميائية. وأوضحت المصادر ذاتها أن السفينة كانت متوجهة إلى شبه الجزيرة الهندية، حيث يعد المغرب المزود الرئيس للهند وباكستان بحمض الفوسفوريك من خلال المكتب الشريف للفوسفاط، إذ تملك المجموعة شراكة في الهند ثلاثية في إطار شركة "إندو ماروك فوسفور" تربطها بشركتي "تاتا كيميكال" و"شامبال فيلتيليزر"، كما أنها مساهم في مؤسسة "باكيستان ماروك فوسفاط" مع مؤسسة "فاوجي" الباكستانية للغرض نفسه. وأظهرت بيانات ملاحية خروج ناقلة النفط "سنترال بارك" من ميناء آسفي دون الإعلان عن وجهتها النهائية. كما تظهر البيانات إغلاق السفينة أجهزة التتبع الخاصة بها قرابة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش بعد مرورها من خليج السويس في البحر الأحمر يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ولم تظهر بعد ذلك مرة أخرى. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن شركة زودياك أن السفينة "المختطفة قبالة اليمن تحمل شحنة من حمض الفوسفوريك"، مشيرة إلى تعيين فريق لإدارة الأزمة في مقرها بلندن. ويأتي هذا الحادث بعد استهداف الحوثيين سفينة أول أمس الجمعة، واحتجاز سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في جنوبالبحر الأحمر الأسبوع الماضي. وقال المسؤول الدفاعي الأميركي لوكالة أسوشيتد برس -وفق وصف الوكالة التي لم تورد تفاصيل عنه- إن سفينة تحمل علم مالطا يُشتبه في أنها استُهدفت بطائرة إيرانية مسيرة من طراز "شاهد-136″ تحمل قنبلة، وذلك في أثناء وجودها بالمياه الدولية. وأشار إلى أن الطائرة المسيّرة انفجرت، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالسفينة من دون إصابة أي من أفراد طاقمها. وحذرت جماعة الحوثي منذ أيام من أي تدخل في المياه الإقليمية لليمن، متوعدة ب"رد مناسب" على هذه الخطوة، وموضحة أن لديها الأسلحة والصواريخ المناسبة للتعامل مع أي تطورات.