نظمت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، يوم الجمعة بالمكتبة الوطنية بالرباط، ندوة اختتام تنفيذ برنامج "ألفا 3" المتعلق بمحو الأمية بالمغرب، لدعم الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي. ويأتي تنظيم هذه الندوة في سياق الاحتفال باليوم الوطني لمحاربة الأمية، الذي يصادف 13 أكتوبر من كل سنة، من أجل تقديم حصيلة برنامج "ألفا 3" وتثمين عمل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بتعاون مع الاتحاد الأوروبي على مدار 15 سنة، والذي مكن من إعداد خارطة الطريق 2017-2021 لرفع عدد المستفيدين من محو الأمية إلى مليون و300 ألف سنويا. وبهذه المناسبة، أكد مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، عبد الودود خربوش، أن الاحتفال باليوم الوطني لمحاربة الأمية يشكل مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في هذا الإطار، لاسيما إنجازات الوكالة بمعية شركائها المؤسساتيين الوطنيين والدوليين. وأبرز خربوش أهمية تطور مقاربة مفهوم "محاربة الأمية" من عملية التعليم والقراءة والحساب إلى تيسير اندماج الفئة المعنية في سوق الشغل، من خلال التكوين وتطوير المهارات وتقوية القدرات، قصد إحداث مشاريع مدرة للدخل، مضيفا أن ذلك ما تعمل الوكالة على تنفيذه عبر تنزيل خارطة الطريق 2023-2027، باعتبار محاربة الأمية بمثابة رافعة للتعلم مدى الحياة. وفي هذا السياق، أشار خربوش إلى أن الوكالة، عملت على ربط محاربة الأمية بالإدماج الاقتصادي والاجتماعي، ودعم التنزيل الترابي للاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، بالإضافة إلى تجويد نظام مراقبة وتقييم السياسة العامة في مجال محاربة الأمية، وتجويد هندسة التكوين من خلال إحداث معهد التكوين في مجال مهن محاربة الأمية. من جانبه، أكد مدير التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، احساين أوجور، أن البرامج الحكومية المتعلقة بمحو الأمية مكنت من مضاعفة عدد المستفيدين الذي تجاوز، خلال السنوات الخمس الماضية، عتبة المليون مستفيد سنويا، كما بلغ العدد التراكمي لمجموع المستفيدين حوالي 9,1 مليون مستفيد، بمتوسط زيادة سنوية في الالتحاق تقدر ب8 في المائة، مع إعطاء الأولوية لفئة النساء والفتيات وسكان العالم القروي والشباب. ومن أجل استقطاب التلاميذ ومحاربة الهدر المدرسي، يوضح أوجور، عملت الوزارة على وضع وتنويع البرامج بشكل يستجيب للحاجيات المختلفة للفئات المستفيدة، عبر التفعيل الأمثل لخارطة الطريق 2023- 2027، من خلال العمل على تقليص نسبة الانقطاع بمقدار الثلث ومضاعفة نسبة تلاميذ السلك الابتدائي المتحكمين في التعلمات الأساسية، ومضاعفة نسبة التلاميذ المستفيدين من الأنشطة الموازية. من جهتها، أكدت رئيسة قسم ببعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، ليز باتي، أن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال محو الأمية "طويلة الأمد"، منو هة بالتزام وانخراط المغرب في هذا الورش منذ 15 سنة. وأوردت باتي بأنه تبين من خلال العمل المشترك مع المغرب في مجال محو الأمية أن هذا الورش يرتبط بشكل وثيق بمختلف المستويات التعليمية، بما فيها التربية والتكوين المهني والتعليم العالي، ولذلك يندرج محو الأمية في التعلم مدى الحياة، وذلك بحسب احتياجات المتعلمين اعتمادا على أعمارهم واهتماماتهم، مشددة على أهمية اعتماد مقاربة ترتكز أساسا على المتعلم أولا. وبخصوص تدبير ما بعد كارثة زلزال 8 شتنبر، سجلت باتي أن الاتحاد الأوروبي مستعد، إلى جانب المغرب، للعمل على إعادة تكييف البرامج التعليمية الموجودة بحسب احتياجات المتعلمين، بهدف ضمان الولوج إلى التعليم بالنسبة لمختلف المستويات.