تتوالى الدعوات للتعجيل بإيواء المتضررين من زلزال الحوز، حماية لهم من سوء الأحوال الجوية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، تزامنا مع فصل الشتاء. وإضافة إلى التنبيهات الوطنية، قالت منظمة "هيومن أبيل" وهي مؤسسة خيرية بريطانية، إن التهديد التالي الذي يواجه ضحايا زلزال المغرب، هو برودة الطقس. وأشارت المنظمة في بلاغ لها إلى أنه ومع بدء توزيع المساعدات الغذائية وغير الغذائية بالقرب من مركز الزلزال في مراكش والمناطق المجاورة، فإن عمال الإغاثة التابعين لها يحذرون اليوم من تهديد آخر يقترب من الناجين من الزلزال، وهو سوء الأحوال الجوية. ونبهت "هيومن أبيل" إلى أن آلاف الأشخاص فقدوا منازلهم في قرى جبال الأطلس المرتفعة، حيث وقع الزلزال. ومع اقتراب فصل الشتاء، ستبدأ درجات الحرارة في الجبال بالانخفاض بشكل أسرع على الارتفاعات الجبلية العالية، مما يعرض آلاف الأشخاص الذين شردوا بسبب الزلزال إلى ظروف الشتاء الجبلية القاسية. وسجل ذات البلاغ أن التجارب السابقة، تجعل الأمر مقلقا للغاية بشأن درجات الحرارة المتجمدة التي سيعانيها قريبًا أولئك الذين أصبحوا بلا مأوى عبر القرى المتضررة في جبال الأطلس المرتفع، حيث إن "الشتاء قاتل" في مثل هذه الظروف. وبعد القافلات الإنسانية المحملة بالمواد الغذائية التي اتجهت من مختلف جهات المغرب صوب المناطق المنكوبة، فإن الإشكال اليوم بات مرتبطا بالأساس بالمأوى، حيث لا يزال أفراد الأسر الناجين يبيتون في العراء. وفي الوقت الذي تتعالى الأصوات الداعية إلى توجيه الاهتمام أكثر صوب الخيم التي يمكن أن تأوي الناجين، تشير أصوات أخرى إلى أن الخيم لن تشكل سوى حلا جد ظرفي، حيث يرتقب أن تسوء الأحوال الجوية قريبا ما يتطلب حلول إيواء حقيقية.