ما زالت عدد من الدواوير في أعالي جبال الأطلس محاصرة بالثلوج، ويعاني سكانها في الحصول على مواد غذائية ورعاية طبية مناسبة بسبب ذلك. ويحدث هذا، بالرغم من أن السلطات المغربية جندت الكثير من الموارد والوسائل لمساعدة السكان المتضررين، وفك الحصار عن الدواوير المعزولة بشكل نهائي عن العالم الخارجي، بسبب كميات الثلوج الكبيرة التي تساقطت هذا الشهر. في هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة أن طائرة مروحية نقلت سيدة من دوار اكرد نتاوريرت التابع لجماعة زاوية أحنصال بإقليم أزيلال، إلى مستشفى مدينة أزيلال كانت تعاني من تدهور حاد في وضعيتها الصحية.
وقال حميد الكيناني، وهو فاعل مدني في الجماعات القروية بأزيلال في تصريح ل"اليوم 24″، إن "الثلوج ما زالت تحاصر بعض الدواوير في أعالي الجبال، وبات من الصعب على فرق الإغاثة أو المجموعات التي تقدم المساعدة الغذائية، أن تصل إليهم، بسبب غمر الطرق بكميات هائلة من الثلوج".
وأشار الكيناني إلى أن السلطات عالجت الكثير من حالات العزلة في منطقة أزيلال، لكن بقيت بعض الدواوير خارج مقدرتها على التدخل في الوقت الحالي.
ولم تعلن السلطات عن وقوع أي حالات وفاة بسبب نقص الرعاية الطبية للمواطنين الموجودين في الدواير المعزولة، ويرى الفاعلون المحليون في المناطق المتضررة بأن الإجراءات المتخذة حتى الآن، نجحت في تفادي حدوث أي كوارث بشرية، بالرغم من عدم كفايتها بشكل كامل في دفع الناس إلى الاطمئنان في حالة عودة موجة جديدة من سوء أحوال الطقس.
وليست هناك معلومات دقيقة عن وضعية الدواوير في مناطق أخرى، لاسيما في إملشيل، نواحي ميدلت، ويوضح محمد حبابو ل"اليوم 24″، وهو ناشط محلي هناك، أن غالبية الدواوير خرجت من دائرة العزلة، لكن هناك بعض قليل منها ما يزال خارج التغطية، مؤكداً أن "بعض المساعدات قد وصلت إلى الكثير من المتضررين، كما قامت السلطات بفتح الطرق الترابية نحو بعض الدواوير، وليست هناك مخاوف كبيرة الآن من حدوث مشكلة تموين". ومازالت موجة البرد مستمرة في هذه المناطق.
في هذا السياق، قال الحسين بوعابد، المتحدث باسم مديرية الأرصاد الجوية، إن "درجة الحرارة ستصل إلى ناقص 3 درجات، لكنها ستبدأ في الارتفاع بشكل تدريجي مع توالي الأيام هذا الأسبوع".
ولقي رضيعان حديثي الولادة مصرعها في إملشيل في بداية هذا الشهر، لكن وزارة الصحة قالت إن وفاتها غير مرتبطة بسوء أحوال الطقس، وإنما بسبب موقف سلبي لوالدهما الذي رفض نقلهما إلى المستشفى بالرغم من طلب السلطات له بفعل ذلك. وعدا ذلك، لم تسجل حالات وفاة ناتجة بشكل مباشر عن موجة البرد في تلك المناطق، بحسب المعلومات المتاحة، ونفت وزارة الداخلية وفاة أي طفل في إملشيل أو غيرها بسبب البرد. غير أن فاعلين محليين نقلوا معلومات عن وفاة بعض الأشخاص بسبب البرد، لكن السلطات لم تربط بين هذه الحوادث وبين موجة البرد.
وحتى في صفوف المشردين أو الأشخاص بدون مأوى، لم تسجل حالات وفاة باستثناء توثيق حالة شخص واحد في مدينة طنجة توفي نهاية شهر نونبر الفائت، بالشارع العام حيث كان يبيت. وأطلقت السلطات المغربية تدابير لتطويق آثار موجة البرد على المشردين في شوارع مدن البلاد. وأصدر الملك محمد السادس تعليمات لمصالح وزارة الداخلية لمساعدة الأشخاص بدون مأوى بالمدن التي تعرف انخفاضا شديدا لدرجة الحرارة. وشملت العملية منذ بدايتها آخر الشهر الفائت، أكثر من 1200 شخص بدون مأوى. كما أطلقت وزارة الصحة برنامجا يسمى "رعاية 2016" مخصص لمساعدة المناطق المتضررة من سوء أحوال الطقس.