منذ صباح أول أمس السبت، والمبادرات التضامنية للمغاربة مع ضحايا زلزال الحوز متواصلة بشكل مكثف، بانخراط جمعيات ومدونين ومواطنين من مختلف الأعمار. عشرات القافلات التضامنية المحملة بالمواد الأساسية من أكل وشراب وملابس وأغطية وغيرها، تشق طرق المملكة من مختلف المدن، في محاولة لمساعدة ساكنة الدواوير المتضررة من الزلزال. وأظهرت المبادرات كيف هب المغاربة، بمن فيهم الفقراء، للمساهمة ولو بقنينة ماء، مع إخوانهم المتضررين، في حين اختار البعض التطوع بنفسه أو بسيارة أو شاحنة لنقل المساعدات. ومقابل هذه المشاهد التضامنية، تعالت الأصوات المنتقدة لجشع العديد من الشركات وعلى رأسها شركات المحروقات، التي تراكم الأرباح الفاحشة منذ سنوات، والتي لم تعمد إلى اتخاذ أي مبادرة لدعم القافلات. وطالب العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذه الشركات بالمساهمة في جهود المساعدة، والإعلان عن دعم الشاحنات والسيارات المحملة بالمساعدات، عبر تخفيض الأسعار، ولم لا تزويد هذه القافلات التضامنية بوقود مجاني. واعتبرت العديد من التدوينات أن خفض أسعار المحروقات بشكل استثنائي سيلعب دورا أساسيا في دعم نقل المساعدات لضحايا الزلزال، فالمركبات التي تنقل المساعدات بشكل مجاني في حاجة لخفض الأسعار، حتى يتم تسهيل وصولها لوجهتها، وحتى يتم حشد المزيد من المركبات، خاصة وأن المساعدات تقطع مئات الكيلومترات من مدن بعيدة. وتوجهت تدوينات أخرى لرئيس الحكومة عزيز أخنوش باعتباره الفاعل الأول في سوق المحروقات بالمغرب، لمطالبته بخفض سعر المحروقات للراغبين في تقديم المساعدة. المطالب نفسها، شملت أيضا الأسواق الممتازة وشركات المواد الأساسية، حيث تعالت الدعوات للمتاجر الكبرى بتخصيص جنبات للمواد الأساسية، بعروض تفضيلية من أجل المساهمة في جهود التضامن مع الضحايا، عوض الاكتفاء بمراكمة الأرباح على حساب جيوب المتضامنين. وكتب الناشط الحقوقي خالد البكاري " زعما مول محطات إفريقيا على الأقل ميعطيش المازوط مجانا للشاحنات والرموكات الحاملة للمساعدات ( يعتبرها إشهار كاع). ويتبعوه لوخرين". وأضاف في تدوينة له "زعما مرجان وكارفور وأسواق السلام ميخصصوش جناح للناس المتطوعة في اقتناء المساعدات، تكون فيها تخفيضات مهمة لي تخلي حجم المساعدات يكون أكبر… وزعما شركة الطرق السيارة ما تعفيش قوافل المساعدات من الأداء." وجاء في بعض التدوينات "آلاف الشاحنات و السيارات كيضربو مسافات طويلة باش يمشيو للدواوير لتوصيل المساعدات .. و هاد الشركات مازال كيدخلو فلوس صحيحة و مقدروش ينقصو حتا سنيتم و لا على الأقل يقدموا تخفيضات للناس لي غتمشي تشد الطريق". وفي الوقت الذي لم تحرك فيه هذه الجهات ساكنا، يلاقي الدعم الشعبي الكبير إشادة واسعة، رغم الغلاء في المواد الغذائية ورغم الزيادات المفرطة في أسعار المحروقات التي كان من المفروض على الحكومة أن تعمل على خفضها.