قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إن إنتاج القمح في المغرب هذه السنة يقدر بحوالي 4.1 مليون طن، نتيجة لظروف الجفاف، أي أقل بنسبة 17 في المائة من متوسط الخمس سنوات، ولكنه في نفس الوقت أكثر ب 60 في المائة من الإنتاج الذي ضربه الجفاف الشديد في عام 2022. وحسب تقرير للمنظمة حول المحصول في المغرب، فإن إنتاج الشعير في عام 2023، يقدر بنحو 1.35 مليون طن، بزيادة 20 في المائة عن متوسط الخمس سنوات، وقرابة ضعف حصاد عام 2022. وتوقفت "الفاو" على كون حصاد محاصيل الحبوب الشتوية الرئيسية لعام 2023 انتهى في منتصف شهر يوليوز الجاري، مبرزة كون الحبوب المزروعة في أكثر من نصف الأراضي الصالحة للزراعة بالمغرب بعلية بالكامل تقريبًا، ويتغير إنتاجها بدرجة كبيرة من سنة إلى أخرى اعتمادًا على كميات الأمطار وتوزيعها. ولفتت المنظمة إلى أن أربعة مواسم زراعية من أصل خمسة مواسم، تأثرت بالجفاف بدرجات متفاوتة الشدة. وبخصوص هذا الموسم، فقد أشارت "الفاو" إلى أنه وبعد بداية مواتية للموسم بين أكتوبر ودجنبر 2022، شهدت مناطق واسعة من البلاد كميات أقل من المتوسط من الأمطار في يناير الماضي، ثم أدى تحسن معدل هطول الأمطار في فبراير إلى بعض الراحة للمحاصيل في المناطق الشمالية والغربية من البلاد. لكن، عاد هطول الأمطار إلى مستويات أقل بكثير من المتوسط في مارس وأبريل، كما أدى ارتفاع درجات الحرارة في أبريل إلى تسريع نضج الحبوب. ومع هذا الانتعاش الطفيف في الإنتاج المحلي، تتوقع منظمة الزراعة أن تنخفض واردات الحبوب المغربية في موسم 2023/2024، إذ من المتوقع أن يبلغ متوسط متطلبات استيراد الحبوب 8.3 مليون طن، أي أقل بنسبة 5 في المائة تقريبًا من واردات موسم 2022/2023. وتوقفت المنظمة على كون المغرب يعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب لتغطية احتياجاته الاستهلاكية، مبرزة أن القمح يشكل حوالي 60 في المائة من واردات الحبوب. وبخصوص البلدان التي يستورد منها المغرب، قالت المنظمة "في الماضي، كان الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأسود يزودان المغرب بمعظم القمح "اللين"، على الرغم من أن نصيب الأرجنتين والبرازيل آخذ في الازدياد، لكن وخلال السنوات الأربع الماضية، بلغت واردات القمح من أوكرانيا والاتحاد الروسي حوالي 20 و 7 في المائة، على التوالي، من إجمالي الواردات، وفي عام 2022، تم الحصول على نسبة لا تذكر (1 في المائة) من إجمالي واردات حبوب القمح من أوكرانيا ولم يتم استيراد الحبوب من الاتحاد الروسي.