فاطمة شكيب افتتاحيات الصحف الصادرة يومي السبت والأحد 12 و13 أكتوبر، بين قضية قبل المراهقين على الفايسبوك وميلاد حكومة بنكيران الثانية، مواقف الصحف تباينت في أعمدتها بين السخرية والمقارنة. بنكيران دخل علبة الكبريت اعتبرت افتتاحية جريدة "أخبار اليوم" أن احتفاظ بنكيران بالكرسي الذي يجلس عليه، يعني أن المقاعد والشرعية الانتخابية التي حصل عليها في 25 نوفمبر 2011 لم تعد كافية للاستمرار على رأس الحكومة، وأن المطلوب منه في الرحلة القادمة أن ينسى شيئا اسمه الربيع العربي، والانتقال اليدمقراطي، والنموذج المغربي في التحول الهادئ في مناخ مضطرب. وقال صاحب الافتتاحية، إن "حزب التقنوقراط" يبسط نفوذه على قطاعات استراتيجية مهمة، كما أن جزءا من الوزارات السياسية هو في العمق تقنوقراطي. فالوضع صعب بلا شك، وبنكيران يدبر الأزمة وليس الرخاء، ويتحرك في علبة الكبريت، فهو يرى أن الربيع تحول إلى خريف في جوارنا، وأن الثقة التي كان يسعى إلى كسبها لم يحقق منها شيئا، وأن الساعة التي قيل إنها رجعت إلى الصفر بينه وبين المحيطين بالسلطة، ما زالت تشتغل وفي بطنها للتوقيت القديم، أي ما قبل دستور 2011ّ. دار لقمان لازالت على حالها قالت افتتاحية جريدة "المساء" في سخرية عن حكومة بنكيران الثانية، إن "الجبل تمخض فولد فئرانا"، فلم نكن نعتقد أننا سنشهد، بعد أزيد من 3 أشهر، مثل هذه المهزلة التي أفضت إلى تفكيك الحكومة وتشتيت القطاعات الوزارية بتنصيبهم من كعكة الاستوزار". وجاء في الافتتاحية أن "المشهد السوريالي أظهر أن التوزيع الجديد للحقائب الوزارية غلب عليه منطق الريع السياسي، واتضح أن بنكيران نجح في إرضاء الخواطر". وختمت الافتتاحية، قولها في سخرية، إن "دار لقمان ما تزال على حالها، وما يحدث اليوم يؤكد لنا أن العمل السياسي في هذا البلد ما يزال يدار بمنطق الريع والقبلية والمصالح الحزبية الضيقة". كل وقت ووقتو تطرق عمود "شوف تشوف" بجريدة "الأخبار"، إلى موضوع اعتقال مراهقين بسبب نشر صورة لهما يقبلان بعضهما البعض في الفايسبوك، واعتبر العمود ما كان عيبا في نظر الأجيال السابقة يعتبر اليوم في أوساط الجيل الجديد شيئا عاديا جدا. وأكد نفس العمود على أن اليوم انتهى ذلك الزمن الجميل، الزمن الذي لم يكن فيه بريد آخر غير البريد العادي الذي يحتاج إلى ورقة وظرف وتنبر والتنقل إلى مصلحة البريد، الزمن الذي لم يكن فيه هاتف آخر غير هاتف بقال الحي الذي يعرف كل بيت باسمه ويعرف عائلاتهم ومعارفهم وقصص حياتهم لكثرة ما استمع إليهم يحكونها في هاتفه. فالآباء أصبحوا اليوم لا يفهمون أبنائهم، وبسبب الثورة المعلوماتية صار مراهقو اليوم يعيشون داخل دهاليز هواتفهم الذكية أكثر مما يعيشون في بيوتهم. وقال صاحب العمود "في مخيلتي الصغيرة وأنا بعد طفل في العاشرة، ارتبطت صورة بوب بملصق بالحجم الطبيعي لهذا المغني النحيل علقه بائع الزريعة القادم من واحات الرشيدية في باب دكانه الصغير، أما عيناه فكانتا مغلقتين في شبه انخطافة ساحرة. وكان يحلو لي أن أجلس داخل دكان مول الزريعة وأتأمل صورة هذا المغني الزنجي وأسمع صوته المنبعث من آلة التسجيل المتهالكة التي كان يحشوها لحسن، بأشرطة بوب مارلي الملطخة ببقع المرق والزيت. فنحن أيضا كنا بالمقارنة مع الجيل الذي يكبرنا مراهقين أشقياء نقترف أشياء تبدو لهم بمثابة كبائر لا تغتفر، ولذلك فكل جيل هو بنظر الذين يكبرونه سنا "جيل قيمش مايحشم مايريمش". واعتبر عمود "الأخبار" أنه كان من الممكن تفادي الوصول إلى حد اعتقال المراهقين بسبب القبلة، والاكتفاء بتنبيه أولياء أمورهما لخطورة سلوكهما داخل المدرسة والأسرة والشارع.