فاطمة شكيب ركزت معظم افتتاحيات الصحف المغربية الصادرة يوم الخميس 10 أكتوبر، على موضوع النسخة الثانية من حكومة بنكيران، فكان أبرز عناوينها، "الاخوة الأعداء" كما جاء في عمود جريدة "الأخبار"، فيما افتتاحية "أخبار اليوم" تساءلت: من حكومة ميدلت إلى حكومة أرفود..ماذا تغير؟ وجريدة "المساء" قالت إن بين الأحرار والعدالة التنمية..اختلاف على المناصب. الأحرار والعدالة والتنمية..اختلاف فقط على المناصب لا على البرامج السياسية تطرق ركن "مع قهوة الصباح" على جريدة "المساء" إلى النسخة الثانية من حكومة بنكيران، وكتبت "المساء" أن عدد الأخبار والإشاعات التي ما لبثت تتسرب طيلة أشهر من الانتظار القاتل والمفاوضات العسيرة، فإذا كان هناك من شيء، تقول الافتتاحية، أجمعت عليه هذه الأخبار وتلك الإشاعات فهو أن الطرفين المتفاوضين، الأحرار والعدالة والتنمية، لم يختلفا حول البرنامج الاجتماعي والاقتصادي، ولا حول خطة عمل الحكومة الجديدة، قدر اختلافهما على المناصب والمطامح الشخصية. من حكومة ميدلت إلى حكومة أرفود..ماذا تغير؟ تحدثت افتتاحية جريدة "أخبار اليوم" عن حكومة ميدلت التي لم تعمر سوى أقل من سنتين، ثم جاءت حكومة أرفود في ظروف غير الظروف، وفي أجواء مختلفة تماما عن الأجواء التي ذهب فيها بنكيران على متن طائرة هيلكوبتر عسكرية إلى ميدلت لتسلم أول ظهير تعيين لإسلامي وزيرا ورئيسا للحكومة. واعتبرت الافتتاحية، الربيع العربي الذي كان بنكيران "يسخن به كتفيه"، تحول إلى خريف طويل، وحلم تشكيل الحكومة مع أحزب الحركة الوطنية (الاستقلال، الاتحاد)، تحول إلى كابوس على يد حميد شباط الذي هرب بحزب "الاستقلال" إلى تموقع آخر لم يخطر على بال قادة الاستقلال تاريخيا. واعتبرت الافتتاحية أن حكومة بنكيران كتب لها عمر جديد، لأن الأحرار وافقوا على أن يمدوا لها حبل النجاة، معتبرة ذلك، ليس بالعمل الخيري، بل لأنها حركة سياسية محسوبة جدا، ومزوار لن يقبل بأقل من إشراكه في إدارة الحكومة، والحصول على مقاعد وزارية مهمة. الإخوة الأعداء تساءل عمود جريدة "الأخبار" في ركن "شوف تشوف" حول ما إذا كان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، سيفتح تحقيقا حول "الخرق" القانوني الذي يتهم السلطات المحلية بمولاي يعقوب بارتكابه، أم انه سيغض الطرف مشجعا كل من يرغب في خرق القانون على فعل ذلك. وجاء في العمود المعنون ب"الإخوة الأعداء"، ان من حق رئيس الحكومة، أن يغضب بسبب فقدانه لمقعد مولاي يعقوب، فهو يعرف أن الناس هناك لم تصوت ضد مرشح حزبه، بل صوتت ضده شخصيا، لأنه جاء من الرباط واعتلى منصة الخطابة وطالب الساكنة بمنح مرشحه ثقتهم، لذا، يقول صاحب العمود، إن الذي انهزم في دائرة مولاي يعقوب ليس مرشح حزب "العدالة والتنمية"، وإنما رئيس الحكومة الذي كان عليه أن يضع مسافة بينه وبين الحملة الانتخابية وينكب على مشاكل حكومته الداخلية التي ستظهر أكثر في نسختها الثانية. وأشار العمود إلى أن بنكيران، كان قد قرأ وأعجب بالمسلسل المصري "الاخوة الأعداء" الذي لعب فيه دور البطولة صلاح السعدني، وشرع في تطبيق أحداثه وفصوله. حيث أوضح أن حلم بنكيران في نهاية المطاف ليس هو أن يبقى رئيس الحكومة، فهو يعرف أن هذا المنصب زائل، وإنما حلم حياته هو أن يصل إلى منصب رئيس حركة "التوحيد والاصلاح" حتى يصبح غنوشي المغرب وبديعه، نسبة إلى راشد الغنوشي زعيم حركة "النهضة التونسية" ومحمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر.