من المتوقع أن تشهد نفقات الدفاع في شمال إفريقيا نموا مطردا، وفقا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، كان لدى الجزائر أعلى ميزانية للإنفاق الدفاعي في إفريقيا خلال عام 2022، وبلغت 9.7 مليار دولار أمريكي، بالتالي احتلت البلاد المرتبة 23 في العالم من حيث الانفاق على التسلح. وكشف تقرير "اتجاهات الانفاق العسكري في العالم 2022" أن ميزانية الانفاق العسكري في المغرب ارتفعت العام إلى 5.4 مليار دولار أمريكي، ما يجعل المملكة تحتل المرتبة الثالثة في افريقيا بعد نيجيريا التي أنفقت حوالي 5.9 مليار دولار. واستأثرت الجزائر والمغرب معًا ما يقرب من ثلاثة أرباع (74 في المائة) الإنفاق العسكري في المنطقة دون الإقليمي، مدفوعا بالخلاف الإقليمي بين البلدين المتعلق بقضية الصحراء، التي غالبًا ما يكون لها تأثير كبير على سياسات الإنفاق العسكريفي عام 2022. بشكل عام، كانت شمال إفريقيا المنطقة التي تخصص أكبر ميزانية للدفاع الوطني في القارة. ففي عام 2021، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في المنطقة 19.6 مليار دولار، أي أقل بنسبة 1.7 في المائة مما كان عليه في عام 2020، ولكنه أعلى بنسبة 29 في المائة عن عام 2012. وأشار التقرير إلى أن تفاقم التوترات بين أكبر دولتين انفاقا على التسلح في شمال إفريقيا (المغرب والجزائر) بدءا من عام 2021 جعل المغرب يرفع ميزانية مشترياته من العتاد العسكري بنسبة 3.4 في المائة. في عموم القارة السمراء ارتفع الإنفاق العسكري في إفريقيا بنسبة 1.2 في المائة في عام 2021 إلى ما يقدر بنحو 39.7 مليار دولار، حسبما أفاد معهد ستوكهولم. تم تقسيم إجمالي إفريقيا بالتساوي تقريبًا بين شمال إفريقيا ( في المائة من الإجمالي الإقليمي) وأفريقيا جنوب الصحراء (51 في المائة). وقال التقرير إنه على مدى العقد 2012-21، اتبع الإنفاق العسكري الأفريقي ثلاثة اتجاهات مختلفة، فقد ارتفع أولابشكل مستمر بين عامي 2012 و 2014، تلتها أربع سنوات من التراجع حتى 2018 ثم ثلاث سنوات متتالية من النمو حتى عام 2021، ليعطي زيادة إجمالية قدرها 2.5 في المائة. يغذي هذا الاتجاه التصاعدي الصراعات الداخلية الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والإرهاب الذي حدد حاجة العديد من البلدان الأفريقية إلى تحسين قوتها العسكرية. في عام 2021 ، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 20.1 مليار دولار، بزيادة 4.1 في المائة عن عام 2020، ولكن أقل بنسبة 14 في المائة عن عام 2012. وكانت الزيادة في عام 2021 هي الأولى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ عام 2014 وكانت مدفوعة في المقام الأول من نيجيريا التي رفعت بين عامي 2020 و 2021 إنفاقها العسكري بنسبة 56 في المائة، ليصل إلى 4.5 مليار دولار. وجاءت الزيادة استجابة للتحديات الأمنية المختلفة لنيجيريا، مثل هجمات المتطرفين الإسلاميين والمتمردين الانفصاليين.