شرعت عدة دول في إجلاء رعاياها وموظفيها من السودان وسط تواصل القتال بين الطرفين المتناحرين في العاصمة الخرطوم. وأعلنت عدة دول عن إجلاء رعاياها أو شروعها في إجلائها خوفا من قوضى انزلاق السودان إلى حرب أهلية قد تستقطب قوى خارجية في بلد يعاني من الفقر وعلى شفا كارثة إنسانية. وتوالت، الأحد، إعلانات عدة دول إجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها خارج السودان، من بينها دول غربية وعربية وأسيوية. ويبدو أن المغرب هو الدولة الوحيدة التي لم تبادر إلى إجلاء رعاياها وموظفي سفارتها في السودان، بما انه لم يصدر حتى الأن ما يفيد أي تحرك رسمي في هذا الاتجاه. وكانت السفارة المغربية بالخرطوم قد أوصت أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، حفاظا على أمنهم وسلامتهم، بتوخي الحيطة والحذر واجتناب التواجد في المناطق التي تعرف أي نوع من أنواع الاشتباكات. كما طالبت السفارة، في بلاغ لها يوم السبت الماضي، أفراد الجالية بعدم مغادرة المنازل في الوقت الراهن؛ والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن السلطات السودانية المختصة وعدم مخالفتها. وتجري العديد من جهود الإجلاء عبر جيبوتي بالنسبة للدول التي تملك قواعد عسكرية بهذه الدولة المحادية للسودان، بينما قامت دول أخرى بإجلاء رعاياها عبر ميناء بورسودان المطل على البحر الأحمر، على بعد نحو 650 كيلومترا شمال شرق الخرطوم. وتسبب اندلاع القتال قبل ثمانية أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية ومقتل 400 ومحاصرة آلاف المدنيين في منازلهم. واندلع القتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين وأجزاء أخرى من البلاد في 15 أبريل، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية. واشترك الطرفان في انقلاب عام 2021 لكنهما اختلفا خلال مفاوضات حول خطة لتشكيل حكومة مدنية ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. وخارج الخرطوم، وردت تقارير عن أسوأ أعمال العنف من دارفور، الإقليم الغربي المتاخم لتشاد والذي عانى من صراع تصاعد منذ عام 2003 وأسفر عن مقتل 300 ألف شخص وتشريد 2.7 مليون شخص. ولم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال، بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر التي بدأت الجمعة. ولأول مرة منذ بدء القتال، ظهر حميدتي لفترة وجيزة في مقطع فيديو جرى نشره، وكان يرتدي زيه العسكري ويجلس في مقعد الركاب في شاحنة صغيرة محاطا بقوات تهتف بالقرب من القصر الرئاسي بالخرطوم. وتمكنت رويترز من التأكد من الموقع من خلال المباني والطرق التي شوهدت في الفيديو والتي تطابق صورا بالأقمار الصناعية للمنطقة، لكنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من تاريخ تصوير الفيديو. وقال البرهان يوم الاثنين الماضي إنه يتمركز في مقر الجيش على بعد كيلومترين من القصر. واستمر القتال العنيف حول مقر الجيش بوسط الخرطوم والمطار الذي أُغلق نتيجة الاشتباكات، وعلى مدار اليومين الماضيين في بحري، حيث استخدم الجيش قواته على الأرض وكذلك الضربات الجوية لمحاولة صد قوات الدعم السريع. وقالت قوات الدعم السريع يوم الأحد إن ضربات جوية استهدفت قواتها في منطقة كافوري في بحري مما أدى إلى "مقتل وإصابة العشرات". وأفاد مراسل لرويترز بأن قوات الدعم السريع انتشرت بكثافة في الشوارع وعلى الجسور في أنحاء العاصمة، فيما أمكن رؤية قوات الجيش في أجزاء من أم درمان. وبخلاف ذلك، كانت الأحياء خالية إلى حد كبير من المدنيين ومظاهر الحياة العادية. وجهات نظر "سويسرا مدعوة إلى إعادة حساباتها بشكل جذري" هذا المحتوى تم نشره يوم 18 أبريل 2023 يوليو,18 أبريل 2023 الدعائم الأساسية للهوية السويسرية تترنح. على سويسرا إعادة حساباتها بشكل جذري. وأظهر مقطع فيديو، تحققت رويترز من صحته، احتراق سوق كبيرة في بحري. وتحدث سكان عن أعمال نهب في المنطقة التي تضم مناطق صناعية يوجد بها مطاحن دقيق (طحين) مهمة. ووصف رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس عدة هجمات دامية على منشآت صحية. وكتب على تويتر "المسعفون والممرضون والأطباء في الخطوط الأمامية غير قادرين في الأغلب على الوصول إلى الجرحى والمصابين الذين لا يستطيعون الوصول إلى المنشآت".