توفيق عبد الصادق- في افتتاحيات الصحف الصادرة يوم غد الثلاثاء 24 شتنبر، وجدت كل من جريتي "المساء" و"أخبار اليوم" ، في صورة أنصار حزب الاستقلال وهم يجرون الحمير ومعلقين عليها كلمات وشعارات معروفة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، المناسبة للتأكيد على انحطاط وبؤس المشهد السياسي والحزبي بالبلاد، بينما رأت جريدة "الأخبار" في سلوك قيادات حزب العدالة والتنمية مع حالة العجز التي تعرفها الحكومة اليوم، بأنه استعداد من الحزب لمغادرة الحكومة والعودة للمعارضة. المشهد السياسي المغربي في الحضيض كتبت جريدة "المساء" في زاوية "قهوة الصباح" عن التصرف غير الحضاري الذي أبان عليه حزب الاستقلال في احتجاجاته يوم امس الأحد 22 شتنبر عندما استعان بالحمير لإيصال رسائله إلى بنكيران، فهذه صفاقة غير مقبولة من حزب عريق تقول الجريدة، فمثل هذا السلوك يدق أخر مسمار في نعش المشهد السياسي الذي هو أصلاً في الحضيض. وفي نفس الجريدة كتب عبد الله الدامون تحت عنوان من الأقوى... نحن ام الصين؟، عن المقارنة بين المسؤلين السياسيين ببلادنا والصين، على خلفيات إصدار محكمة صينية حكما بالسجن المؤبد في حق سياسي صيني لامع كان إلى وقت قريب مؤثر في قرارات الحكومة والحزب الشيوعي، أما عندنا فالسياسي يصبح نجما ثم يسكن قصراً وبعدها يقول للآخرين" أنا ربكم الأعلى". فنحن يقول الدامون من يستحق لقب الدولة العظمى الحقيقية وليس الصين ولكن في حجم الفساد. لا وجود للحكومة ولا للمعارضة بوعشرين في افتتاحيته قال تحت عنوان "جريمة تسييس الحمير"، نعم الحكومة فشلت إلى الآن في إيجاد حلول للمشاكل الكبيرة التي تتخبط فيها المملكة، وهي غير قادرة على تنزيل الدستور بقواعده الديمقراطية، فالحكومة لا تعرف سوى وصفات البنك الدولي للحد من عجز الميزانية وتلجأ إلى الحلول السهلة للازمة الاقتصادية، عن طريق الزيادة في الأسعار دون سياسات اجتماعية. لكن صاحب جريدة "أخبار اليوم" توقف عند الصورة التي ظهرت في مسيرة حزب الاستقلال قبل يوم أمس بالرباط، والتي ظهر فيها أنصار الحزب وهم يجرون الحمير ووضعوا شعار فوق رؤوسها "واش فهمتوني ولا لا" كتشبيه لبنكيران وكلامه، فهل هذه هي المعارضة التي تقول أنها قادرة على إخراجنا من الأزمة يتساءل بوعشرين؟ أليس حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة يتحملون المسؤولية، فيما وصلنا إليه اليوم من انحطاط على جميع المستويات. فأسوء شيء يقع لأي حكومة ألا تكون لها معارضة أو أن تكون المعارضة أسوء من الحكومات فهذا هو العطب المزدوج التي تعانيه المملكة اليوم. العدالة والتنمية يستعد للمغادرة في عموده اليومي "شوف تشوف"، يرى رشيد نيني في جريدة "الأخبار"، أن حزب العدالة والتنمية يستعد هذه الأيام ويجمع العدة للعودة إلى المعارضة، التي افتقد حلاوتها بعدما تجرع مرارة الأغلبية، فالحكومة لم يتبقى لها سوى نقشة لكي تسقط، وبنكيران لا يريد إلقاء المنديل أرضاً وينتظر أن تبادر المعارضة بتقديم ملتمس الرقابة لإسقاطها كباب للنجاة، غير أن المعارضة تفضل أن تسقط الحكومة أمام الاحتجاجات. فنحن اليوم على حسب الجريدة على مرمى حجر من وضعية التقويم الهيكلي، التي عانى من ويلاته المغاربة سنوات طويلة، ومع ذلك لا اثر لمشروع ميزانية 2014 وللتعديل الحكومي، فليس هناك سوى الإضرابات والاحتجاجات وارتفاع الأسعار في كل شيء، بينما وعود حزب العدالة والتنمية في الرخاء الاجتماعي الذي بنى عليه حملته الانتخابية أصبح في خبر كان.