ياني سخيبر- تذهب الشركات الغربية لمراقبة الانترنت بكل رحابة صدر الى الشرق الاوسط، حيث يمكنهم بيع الكثير من معدات التجسس على المواطنين على الانترنت. هذا الاسبوع نشرت ويكيليكس وثائق تظهر البلدان التي كان يقصدها مندوبو هذه الشركات مؤخرا. وعلى ما يبدو إن البلدان التي تفتقر الى الحرية كانت الاكثر شعبية. مطاردة النشطاء تبيع هذه الشركات الغربية معدات متطورة لمراقبة حركة المواطنيين على الانترنت. بواسطة هذه المعدات يمكن قراءة رسائل البريد الالكتروني، واكتشاف الرموز السرية، وملاحقة مستخدمي الانترنت، وغيرها. تقدم هذه الشركات خدماتها فقط للاجهزة الحكومية والامنية. ولكن لا يتم اعتقال المجرمين فقط بمساعدة هذه المعدات. إذ بواسطتها تم إكتشاف نشطاء حقوق الانسان في البحرين وذلك عن طريق تثبيت Finfisher على اجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم، وكان سبق ان اُكتشف في مصر سوفت وير التجسس هذا، وهو من صنع الشركة البريطانية غاما انترناشيونال Gamma International. هل انعدام الحرية افضل؟ تم جمع البيانات التي نشرتها ويكيليكس مع "مؤشر الحرية" لمنظمة "فريدوم هاوس" الامريكية غير الحكومية. تبيع الشركات معداتها لاجهزة حكومية، ولكن يبدو انهم يفضلون على صعيد عالمي بيعها للبلدان التي تنعدم فيها الحريات. في العالم العربي، كانت دولة الامارات العربية الوجهة الاكثر شعبية، 7 من الشركات الاحدى عشرة، والتي تتابعها ويكيليكس، قامت بزيارة هذا البلد. ولدى الشركة الالمانية Trovicor فرع هناك. خلال السنوات الماضية القي القبض على عدد من الاشخاص في الامارات بسبب نشاطاتهم على الانترنت. كما قام فريق القرصنة الايطالي بزيارة المغرب مرتين العام الماضي. وفي المغرب، دق صحافيو "مامفاكينش" ناقوس الخطر بعد ان تبين لهم ان رسالة الكترونية، حول فضيحة سياسية، ما هي إلا سوفت وير مراقبة من صنع الشركة الايطالية. تجارة مربحة تجارة بيع معدات التجسس تدر اموالا طائلة. ووفقا لدراسات سابقة، قامت بها منظمات تناضل من اجل الحفاظ على الخصوصية على شبكة الانترنت، تبين ان الاموال التي صُرفت على مثل هذه المعدات وصلت الى 5 مليار وهو مبلغ يفوق ما يُصرف في تجارة الاسلحة التقليدية. ووفقا للوثائق التي نشرتها ويكيليكس يتبين، على سبيل المثال، ان كلفة الرخصة الاساسية ل Finfisher تبلغ 100 الف يورو. وينشط الترويج له، في منشورات باللغة العربية، وفي المعارض الدولية التي لا يسمح بالمشاركة فيها سوى لممثلين عن الحكومات والاجهزة الامنية وشركات المراقبة. الاماكن المشمسة بعض ممثلي الشركات الذين تابعت ويكيليكس حركة اتصالاتهم الهاتفية سافروا بكثرة الى الشرق الاوسط، احد ممثلي شركة غاما انترناشونال كان لديه بلوق حول زياراته الى العالم العربي من دون ان يذكر نشاطاته المهنية. هذا البلوق اصبح غير نشط الآن. بالطبع إن الزيارة بحد ذاتها لا تثبت ان هناك حركة تجارة حاصلة. قالت المتحدثة باسم شركة تروفيكور للموقع الالكتروني الفرنسي Rue89 انه استنادا الى قائمة البلدان يبدو ان الاماكن المشمسة كانت الوجهة المفضلة. لم يشأ مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج ان يخبر وسائل الاعلام كيف تمكن من تعقب هواتف مثل هؤلاء الاشخاص. والآن؟ قال السفير الهولندي لحقوق الانسان في مقابلة سابقة مع إذاعة هولندا العالمية انه "ينبغي اعتبار تكنولوجيا المراقبة على انها تكنولوجيا "ذات استخدام مزدوج": سلاح يمكن استخدامه لاغراض جيدة واخرى سيئة. يتحرك النشطاء والسياسيون منذ عدة سنوات من اجل الحد من تصدير تكنولوجيا المراقبة. على الرغم من ان اوروبا تعمل على هذه التشريعات، إلا ان هذه التجارة لم تتوقف. ينشر باتفاق تعاون وشراكة مع موقع: هنا امستردام