بعدما عرفت طريق الهجرة غير النظامية بين المغرب وجزر الكناري تناميا في عدد القوارب التي تسلكها، ولجوء المهاجرين لها بعد تشديد المراقبة على السواحل المتوسطية، في السنوات الأخيرة، عادت هذه الطريق لتعرف تراجعا في أعداد القوارب بفعل زيادة المراقبة على طول السواحل الجنوبية. وكشفت أرقام رسمية وأرقام منظمات غير حكومة نشرتها صحيفة "إلباييس" عن تقلص أعداد المهاجرين الذين سلكوا "طريق الموت" نحو جزر الكناري، بعد زيادة تعاون وتنسيق سلطات المغرب وإسبانيا. فحسب وزارة الداخلية الإسبانية، دخل 15 ألفا و466 مهاجرا إلى جزر الكناري منذ بداية السنة وإلى غاية 15 دجنبر الجاري، وهو ما يكشف تراجعا في الرقم الذي بلغ 20 ألفا و603 مهاجرين خلال العام الماضي. وأبرز ذات المصدر أن المرحلة الجديدة من التعاون بين الرباط ومدريد، على إثر تأييد حكومة بيدرو سانشيز للحكم الذاتي في الصحراء المغربية ساهمت في احتواء الهجرة غير النظامية إلى البلد الأوروبي. ويأتي استمرار التنسيق بين المغرب والاتحاد الأوروبي خاصة إسبانيا، في سياق تنامي التنديد بسياسات الهجرة التي تفتك سنويا بمئات المهاجرين الراغبين في العبور من دول إفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا عبر المغرب. ورغم زيادة المراقبة على الطريق نحو جزر الكناري إلا أن "طريق الموت" هذا لا يزال يخلف وراءه ضحايا بالجملة، حيث بلغ العدد ما بين 2018 و2022 حوالي 7700 ضحية حسب منظمات غير حكومية. وتعد الرحلة نحو الأرخبيل من أكثر الرحلات دموية ومأساة نحو أوروبا، ففي السابع من شهر دجنبر الجاري، اختفى ما بين 53 و 56 شخصًا كانوا مسافرين على متن قارب مطاطي أو غرقوا بعد إبحارهم من طانطان، بالإضافة إلى جثث أخرى عديدة في مشرحات الأقاليم الجنوبية للمملكة.