أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس دعمه لدور إفريقي أكبر على الساحة الدولية، كما تعهد بأن الولاياتالمتحدة لن تتوانى عن تشجيع الديموقراطية. وقال بايدن لنحو 50 من القادة الأفارقة المجتمعين في واشنطن بقمة لثلاثة أيام تنتهي الخميس، إن "الولاياتالمتحدة ملتزمة تماما من أجل إفريقيا ومعها". بعد دعوته في سبتمبر إلى تخصيص مقعد إفريقي دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أيد الرئيس الأميركي منح الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين وكشف أنه يعتزم زيارة دول في إفريقيا جنوب الصحراء ستكون الأولى لرئيس أميركي منذ عام 2015. وقال بايدن "سنراكم جميعا وستلتقون بنا كثيرا" بدون الإعلان عن موعد أو وجهة محددة لرحلته. وكان قد دعا في اليوم السابق القادة الأفارقة إلى حفل عشاء في البيت الأبيض، مع وصول الاتحاد الإفريقي أولاً إلى السجادة الحمراء في أول قمة من نوعها منذ أن أطلق باراك أوباما مبادرة مماثلة عام 2014. ولم يخف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عدم اهتمامه بإفريقيا، فيما صارت الصين التي تعتبرها الولاياتالمتحدة أكبر منافس عالمي لها، فاعلا رئيسياً في القارة من خلال استثمارات كبرى في السنوات الأخيرة. دعم الديموقراطية أعلنت الولاياتالمتحدة خلال القمة تخصيص استثمارات بقيمة 55 مليار دولار في مشاريع بالقارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، من بينها استثمارات في الطاقة الخضراء وتدريب العاملين في مجال الصحة وتحديث شبكات الإنترنت. كما تعهد القطاع الخاص باستثمارات بقيمة 15 مليار دولار لاسيما في قطاع التكنولوجيا الرقمية. على النقيض من الصين التي لا تمانع التعامل مع جميع الأنظمة الإفريقية، حرصت الولاياتالمتحدة على التأكيد على الديموقراطية رغم أن بايدن دعا قادة يُنظر إليهم على أنهم سلطويون. وقال الرئيس الأميركي للزعماء الأفارقة إن "الولاياتالمتحدة ستقود دائما بقيمها". وأردف "دعم الديموقراطية واحترام حكم القانون والالتزام بحقوق الإنسان والحوكمة المسؤولة، كلها جزء من كياننا". وأعلن بايدن عن تخصيص دعم بقيمة 100 مليون دولار لقطاع الأمن، لكنه كشف أيضًا أن واشنطن ستستثمر 75 مليون دولار لمواجهة "النكوص الديموقراطي" بما في ذلك من خلال تعزيز هيئات الانتخابات والمجتمع المدني. كما التقى الأربعاء زعماء ستّ دول إفريقية تجري انتخابات العام المقبل من بينها نيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، أكبر دول إفريقيا جنوب الصحراء من حيث عدد السكان والمساحة على التوالي، سعيا للحصول على وعود بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. وقال مارك غرين، العضو السابق في الكونغرس ورئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إن الولاياتالمتحدة تركز على بناء الاعتماد على الذات في إفريقيا، بينما تتطلع الصين إلى "تعزيز الاعتماد على المساعدات". وأضاف غرين الذي يرأس حاليا مركز ويلسون "إذا أدى الاستثمار الصيني في إفريقيا إلى زيادة الاعتماد على الذات، فإن شخصًا ما في بكين سيفقد وظيفته أو وظيفتها". وتنفي الصين الاتهامات الأميركية بأنها تنصب للدول النامية "فخّ ديون" ودعت بدورها واشنطن إلى عدم النظر لإفريقيا من منظور المنافسة الجيوسياسية. التصدي لروسيا من جهته، رحب الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يرأس حاليا الاتحاد الإفريقي، بدعم الولاياتالمتحدة للمؤسسة وأعرب عن تقديره لقمة بايدن. لكنه دعا واشنطن إلى إنهاء العقوبات طويلة الأمد على زيمبابوي، وأعرب عن قلقه بشأن مشروع قانون في الكونغرس الأميركي من شأنه أن يفرض عقوبات على الدول الإفريقية بسبب تعاملها مع روسيا. وقال سال لنظيره الأميركي أمام الزعماء "ستكون هذه هي المرة الأولى في العلاقات الدولية التي يتم فيها استهداف قارة بأكملها". وسيرأس جو بايدن في وقت لاحق الخميس جلسة حول الأمن الغذائي في وقت تؤكد إدارته على المساعدة الأميركية وتوجه أصابع الاتهام إلى روسيا على خلفية الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية الذي ساهم في انتشار الجوع، خصوصا في منطقة القرن الإفريقي التي يضربها الجفاف. هاجمت روسيا في شباط/فبراير أوكرانيا، وكلاهما مصدر رئيسي للحبوب إلى الدول النامية. وسعت روسيا إلى حشد الرأي العام الإفريقي من خلال تحميل مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء للعقوبات الغربية المفروضة على عليها بسبب الحرب.