ان عدم استدعاء اللاعب حمد الله لخوض مباريات تحديد اللاعبين المؤهلين لحمل قميص المنتخب الوطني ليس قناعة ناخب وطني واختياراته وحيدا دون حسيب ولا رقيب، بل انه التزام بمنح الفرصة لكل اللاعبين دون استثناء لعلاقة ذلك بالشفافية و و بمبدأ المساواة و تكافؤ الفرص بين كل الكفاءات في تمثيل الفريق الوطني، ولكون الرهان وطني بامتياز يتجاوز الأشخاص ومزاجهم الشخصي . و كل التبريرات المقدمة من طرف المدرب الوطني و رئيس الجامعة الملكية ليست متناسقة منطقيا، بل يطبعها التناقض. سواء من حيث الاختلاف في المسوغات او تقابل الحيثيات التي أدلى بها المدرب نفسه، و لعدم وجودما يسندها ويعطيها الجدية، بالنظر الى مستوى اللاعبين الذين تم استدعاؤهم. ذلك أن جل اللاعبين المستدعين ليسوا أساسيين في فرقهم وليسوا أسماء لامعة، بل جلهم في دكات الاحتياط، فهل سنخوض المونديال بمجرد أسماء كانت حاضرة فيما مضى، ومصادرة حق وفرصة الجاهزين في البطولة الوطنية كما في الاحتراف ، رغم أن الأمر شبه محسوم في طبيعة حجم الانتظارات من المشاركة المغربية . رغم ان المقابلة الأخيرة خفضت من مستوى التشاؤم دون القضاء عليه، و خلقت أملا نرجو ان لا يكون سرابا. ومع ذلك، فان الانتصار على الشيلي لا يجب أن ينسينا الأهم في حق تمثيل المغاربة لمن هو الأجدر فقط. ذلك أن تصريحات المدرب تتناقض مع تلك التي أدلى بها رئيس الجامعة نفسه عندما أرجع أمر عدم استدعاء اللاعب حمد الله الى طغيان الآنا لديه. فالآنا جزء من اللعب ومحفزات اجتهاده ، و الآنا مكروه عندما يتحول الى مصدر انحصار و ابتزاز. كما أن آنا حمد الله لا تتعدى حدود عتبة آنا اللاعب زياش عندما اشترط رحيل وطرد المدرب السابق من أجل عودته، وتحقق له ذلك الشرط !. ان الاشكالية إذن ليست في مستوى اللاعب حمد الله، فقد أظهر خلاف تلك الذريعة ، و عبر عن استعداده لأداء واجب وطني، المشكل يتجاوز المدرب الجديد ويمتد الى عناد مجاني من المسؤولين على قطاع كرة القدم،رغم أنه عناد يؤخر أكثر من أنه يقدم.فهل الأمر يرجع الى قناعات اللاعب و مزاجه، وهو بطبعه متمرد لكنه لاعب موهوب وقناص ماهر للأهداف. وقد يراد من هذه القضية تحقيق ردع اللاعب الشخصي، ولمن في شاكلته من اللاعبين الذين يستمدون شخصيتهم واستقلاليتهم من قدراتهم الخارقة. ولاعيب في ذلك ، فبالأمس تم الكشف عن شروط ميسي لتجديد عقده مع برشلونة . فلماذا اصر المدرب على ابعاد وحيدا وزياش اشترط طرد المدرب قبل الرجوع للمنتخب . فما ننتظره اليوم هو الشجاعة في قول الحقيقة تحت طائلة تأكيد الشطط والتعسف الذي ناله وينال كل المغاربة في منتخب للمستحقين من الكفاءات واللاعبين الموهوبين، يتم انتقاؤهم بمعيار القتالية والموهبة. فالمنتخب الوطني حق للجميع وليس منة ولا صدقة. و يتم ضرب حقوق المواطنة للاعب حمد ا في تمثيل وطنه، كما يتم انتهاك مبدأي المساواة وتكافئ الفرص والمنافسة الشريفة بين اللاعبين. فالمنتخب الوطني للأجدر والأقوى والبارع الفنان الماهر. وان المدرب والادارة وجدت من أجل ذلك الهدف فقط وحسب. محامي بمكناس خبير في القانون الدولي، قضايا الهجرة ونزاع الصحراء.