بعد تجنب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز التعبير عن تأييد مدريد لمبادرة الحكم الذاتي خلال خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الجاري، وتأكيده على أن إسبانيا تؤيد "حلا سياسي مقبولا للطرفين"، خرج وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس ليؤكد على دعم مبادرة الحكم الذاتي. ونفى ألباريس في حوار صحافي أن يكون خطاب سانشيز يعكس تناقضا في الموقف الإسباني بخصوص الصحراء، وأصر على أن الإعلان الإسباني المغربي الصادر في 7 أبريل، والذي تضمن تأييد مدريد للحكم الذاتي هو الموقف الذي لدى إسبانيا مع المغرب. وأضاف أن ما عبّر عنه سانشيز بوضوح في الأممالمتحدة هو أن ذلك يتم بالسعي إلى حل سياسي مقبول للطرفين، في إطار قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن التابع لها. وأبرز رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن جميع نقاط ذلك الإعلان الإسباني المغربي يتم الوفاء بها، فهو خارطة طريق، تتطور بمرور الوقت مع الاستمرارية. وأبرز أن هناك علاقة وثيقة للغاية بين إسبانيا والمغرب بسبب الموقع الجغرافي، والروابط التاريخية، والروابط الثقافية و الاقتصادية، والروابط الأسرية والشخصية. وهكذا، فإن الهدف الأكبر هو الحفاظ على الصداقة بين إسبانيا والمغرب، وقد اجتمعت جميع مجموعات العمل الموجودة على خارطة الطريق وعقدت اجتماعات وتعمل بنشاط، يضيف الوزير الإسباني. وبخصوص نتائج الاتفاق الثنائي فيما يتعلق بالهجرة، فسجل ألباريس أن هناك انخفاضا كبيرا للغاية في الأشهر الأربعة الماضية، بنسبة 20 في المائة، في الدخول غير النظامي، بينما يتضاعف في أوروبا. كما كانت هناك زيادة بنسبة 30 في المائة في التجارة الثنائية حتى الآن هذا العام، واستؤنف مرور الناس في سبتة ومليلية وعادت الحياة الطبيعية، وقد حققت عملية مرحبا نجاحًا كبيرًا.، حسب المتحدث. وأكد ألباريس أنه سيعقد الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين، والذي لم يعقد منذ عام 2015، قبل نهاية العام، مضيفا "نحن دولتان متجاورتان ونشهد ثمار علاقة تقوم على المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وعلاقة بموضوع الهجرة غير النظامية، فقد قال الوزير إن على المرء أن يفهم صعوبة عمل الشرطة والحرس المدني الإسباني والدرك المغربي، إنهم يواجهون انجتياحات غير متوقعة تمامًا لعدة آلاف من الأشخاص، ويحملون أحيانًا العصي أو غيرها من الأشياء الحادة. وزاد "نحن نواجه مشكلة لها أسباب عميقة في التخلف، والتي تجبر الآلاف من الناس الذين يسعون بشكل مشروع إلى تحسين حياتهم على التصرف بشكل يائس.. وهكذا يتحول البحر الأبيض المتوسط،عامًا بعد عام، إلى مقبرة لمئات من الناس في دراما إنسانية. وعلّق الوزير قائلا "وهذا هو سبب التزامنا بالتعاون مع بلدان منشأ وعبور الهجرة، ليس فقط لمحاربة المافيات التي تتاجر بالبشر، ولكن أيضًا لوضع برامج التعاون التنموي الطموحة، بحيث تكون الهجرة خيارًا وليس التزامًا يائسًا يؤدي في العديد من المناسبات إلى الموت" مشيرا إلى رفع المساعدات بهذا الخصوص. وشدد على أن التعاون الإسباني المغربي في مجال الهجرة، وفي جميع المجالات الأخرى، يتم دائمًا في ظل احترام صارم لحقوق الإنسان والحقوق الأساسية، على الرغم من التحدي الذي تمثله حركات الهجرة غير النظامية، وعلى الرغم من أنها قتال مستمر ضد المافيات. وتوقف ألباريس على تأخر اتفاق الجمارك في سبتة ومليلية مع المغرب، وقال إن فريق العمل اجتمع عدة مرات، "ونعمل بهدف البدء في العمل في شهر يناير تقريبًا".