لو أننا كنا نرغب في تأطير مقالنا هذا، وحول صنف محدّد من "القارئ" (سنقدم على "تسميته" بعد حين)، ضمن "منظور سوسيولوجيا القراءة" (وهو "المنهج/ التصوّر" الذي لم نسلكه في مقالنا (الأخير) ("القارئ الصغير والفتات السياسي")، لكنّا لن نجد، ومن ناحية "جذر التصوّر"، ما هو أفضل من عنوان هذا المقال "الكتاب خير جليس، لكن ليس بالمغرب!" الذي أقدم على نشره (قبل أيام فقط) الكاتب المغربي رشيد أيت الطاهر في جريدة "القدس العربي" (السبت: 23/06/2013). ثم إن ما كان سيحفّزنا، وأكثر على "التشابك الموجب" مع المقال عنوانه الصادم أكثر مقارنة مع أرقامه المعروفة... والمخيفة والمؤلمة في الوقت ذاته بخصوص "وضع القراءة" أو بالأحرى "نفق القراءة" بالمغرب. فنحن لا نعنى بالقارئ في إطار من القراءة ك"تقليد اجتماعي" بتعبير الأنكلوساكسون، وإنما نعنى بالقارئ المندّس في "رمال التواصل الاجتماعي" من أجل "التعليق السياسي"... مستفيدين في ذلك من "التحليل الثقافي" أو "النقد الثقافي" في سعيه إلى "الحفر" في "الأنساق الثقافية المفترسة" التي يكون الإنسان "انعكاسا" و"تكريسا" لها في الوقت ذاته. "إن الأفراد جزء من إنتاج التركيب ويسهمون فيه" كما تقول الكاتبة باربارا ويتمر في كتابها "الأنماط الثقافية للعنف" تبعا لعنوان الترجمة العربية. وإذا كنّا، في المقال سالف الذكر، قد ركّزنا على "القارئ الصغير" الذي لا يقوى على "صداع الأكاديميا" و"ماكينات التحليل" و"الصناعة الثقافية الثقيلة"، ودون أن يكون في "قصدنا" أدنى نوع من "التشفي" أو "الشماتة"، آخذين بوصية مفكرنا الأثير عبد الله العروي حول "ضرورة التحليل الصارم"، فإننا سنبحث، هنا، في صنف آخر من القارئ وهو "القارئ العدواني". وهذا الصنف من القارئ يقع في "المتصل" أو "المتوالية" ذاتها التي هي متوالية "الخراب السياسي" التي تنضاف إلى المتواليات التي عالجناها سابقا من "لغة سياسية منحطّة" و"جنون سياسي" و"ترييف سياسي"، وكل ذلك في الوحدة السياقية الكبرى التي هي وحدة "أمراض الحالة المغربية" التي تطفو فيها السياسة بدون سند من "الثقافة" الداعمة ل"منظومة القيم" و"الأخلاق". وفي سياق أوسع فقد أجمع الفلاسفة والمحللون والملاحظون على أن عصرنا الحالي هو "عصر العنف والعدوان"، وهو ما يتأكَّد بشكل يومي وسواء من خلال أحداث عالمية مثل الحروب والإبادة والعبودية والبربرية والنزاعات الإقليمية... أو من خلال حوادث محلية مثل القتل المعتاد وغير المعتاد والصدام الدموي والتخريب المادي... إلخ. والغاية من الفكرة الأخيرة هي التأكيد على أن العدوان يكاد يرتبط ب"أطراف" كبرى منمَّطة ودونما تفكير في أطراف هامشية مثل موضوع "القارئ العدواني" كما في حال مقالنا؛ وهذا مع أن "تأثير" هذا الخير لا يقل "كارثية" (و"الكارثة"، هنا، بمعناها المصاغ في العلوم الاجتماعية). لقد جرت العادة أن نربط "العدوان" بالبلدان مثل أمريكا في "هجماتها العدوانية" على بلدان "مستضعفة" بدليل أنها ووفق "المعجم الأمريكي الإمبريالي" "إرهابية"، كما جرت العادة أن نتحدث وفي المدار الذي لا يفارق، هذه المرة، "مقالب الإعلام" بتعبير روجي غارودي عن "إيران التي خسرت الكثير في الساحة العالمية بسبب سلوكها العدواني تجاه جيرانها". وفي حال الإنسان جرت العادة أن يتم التركيز على "السلوك العدواني السلبي" ولدى الأطفال كثيرا في أفق "قياس" هذا العدوان و"تعديله" اعتمادا على مكاسب "التحليل النفسي الإكلينيكي" و"تقنيات العلاج السلوكي المعرفي". ومما لا شك فيه أن حال العنف والعدوان، وكما قيل، أيا كانت أنواعه أو أشكاله وسماته فهي تعبر عن حال الباتولوجيا الاجتماعية والنفسية. غير أننا، وفي حال "القارئ العدواني"، نركّز على "الباتولوجيا الثقافية"، ذلك أن "ردود" هذا القارئ و"كتاباته الموازية" و"خربشاته النارية" و"استهاماته المشتتة"... واتكاءه على اللغة العامية والعامية المتيبِّسة، وإقحامه لأقوال مأثورة وأمثال ميدانية ومصطلحات مهجَّنة ومفاهيم هلامية... كل ذلك، وغيره، دليل "ثقافة مرضية مضادة"، لكي لا أقول " ثقافة موازية"، ما دام أنها تصرّ، وابتداءً، على إسقاط "العرش" من "رؤوس" أصحابها. وقبل أن نواصل الحديث عن "استراتيجيا العدوان"، من قبل القارئ، لا بأس من التذكير بما يصل بين "القارئ الصغير" و"القارئ العدواني" وعلى نحو ما هو متمثِّل في الرجوع إلى "النص" وليس بدافع من "الانطلاق" منه أو بدافع من أن نجعل منه "عتبة" (Seuil) بلغة جد السيميائيين وفلاسفة الاختلاف الفيلسوف الفرنسي بول ريكور. ولعل في التصور الأخير ما يرقى بالنص إلى أن يكون مدار تفكير مسؤول وتأمل محمود ونقاش مفتوح... وبالتالي يرقى به إلى أن يكون مدار "صياغة نص مختلف بارق" وليس على أنقاض النص المصدر، وإنما بموازاة معه وبما يدعمه ويثريه ويكشف عن رحابته وبما يكشف من ناحية موازية عن رحابة القارئ ونزعته الإنسانية المفتوحة في وجه "البربرية الزاحفة والمقيتة". وقد يحصل كل ذلك ودونما تفريط في "بطارية النقد"، و"النقد الصارم"، ومن خارج "مستنقع الازدراء" إذا جاز أن ننوِّع على "مستنقع الشماتة" كما أومأنا إليه قبل قليل. فمن الجلي، وفي الحالين معا، أن "الرجوع" إلى النص لا يهدف البتة إلى "الانتظام" في هذا الأخير... بقدر ما يهدف إلى "الانطلاق" منه وبما يفرِّق بينهما وعلى نحو بموجبه لا يتم التشويش على النص فقط وإنما حرمانه من انتشار أفكاره ومن مواصلة حياته أيضا. ف"العدوان التعنيفي"، وكما قيل، يقوِّض الحياة بأكملها. غير أن ما سلف، ومن ناحية "جذر النص" ذاته، لا يفيد أي نوع من "التقارب الفكري" بين القارئين؛ ذلك أن القارئ الصغير "ينحني" أمام النص و"يشتكي" منه (وإن ب"مكر" في أحيان وأحيان كثيرة) عكس القارئ العدواني الذي يصرّ على "تدمير النص" وقبل ذلك تدمير صاحبه. والقارئ العدواني ، الذي راح يتمتع ب"الحق في التعليق"، والذي راح ينعم ب"المعلومة" في وقت برقي، لا بد من أن يكون على قدر من الثقافة وعلى الأقل من ناحية ما يعرف ب"مجتمع المعرفة" الذي صارت فيه "المعارف" (لكي لا نقول "العلوم") "متاحة" وليس "مأمولة" كما كان الأمر في فترات سابقة. ولذلك وجدنا هذا القارئ، وبطريقته، يعتمد، في "القتال القرائي"، أساليب الإقناع التي لا تخطر على بال "التداوليين" ومنظري ودارسي "مقتضيات المجال التداولي"، من قياس ومماثلة ومقارنة ومقابلة... مثلما وجدناه يقيس ويماثل ويقارن ويقابل... لكن بشكل معكوس، ونافر، وبما يدل على أنه في قارة فيما النص في قارة أخرى خارج الأرض ذاتها؛ وتلك هي حال "الإقناع الأصلع". والأخطر ما في الأمر ليس هو الاستقرار على "الانفجار الإعلامي" الذي يعمِّق، بدوره، من "جرح القارئ العدواني" في "الفضاء الثقافي العام". الأخطر، في تصوّرنا، هو "الانفجار الثقافي" الذي بموجبه أخذت تطرح للنقاش، وسواء العمومي أو الشخصي، قضايا الهوية والتاريخ والذاكرة... وغير ذلك من "البراكين" حتى لا نستقر على تسمية "الأوراش" (الناعمة). ومهما كان فوسائل الإعلام امتداد لثقافة الإنسان، وليست هي التي "تتكلم" و"تتدخل". والإنسان هو الذي يرقى بها إلى "سلاح للقتال"؛ والإنسان، كذلك، هو الذي بإمكانه أن يرقى بها إلى غير "درس السلاح". وألم يقل صاحب المقولة الأشهر ("العالم قرية صغيرة") مارشال مكلوهان (Marshal Mcluhan) بأن "التكنولوجيا امتداد للأحاسيس الإنسانية الإدراكية الحسية". ولا داعي للتأكيد على أن هذه الأحاسيس، وبما في ذلك الفطرة ذاتها، تحتاج إلى ثقافة محدد لكي تتأطر داخلها... فتكون مفعول هذه الثقافة مثلما تكون مفعول "الحتمية الاجتماعية" حتى لا نبالغ في تقدير "النزعة الثقافية" (Culturalism) وحتى لا نردّ كل شيء في الدنيا للثقافة وإن بمعناها الأنثروبولوجي الرحب. وعلى مستوى آخر، وفي فترات سابقة، وتحديدا في سنوات "الجمر والرصاص" وسنوات "استخراج الإنسان من قفاه" بتعبير "بلاغة المقموعين"، كان "العطش إلى الحرية" لا يعلو عليه عطش آخر. وطبعا الحرية بمعناها "التاريخي الوجودي" وليس بمعناها "الإجرائي العادي" إذا جاز أن نتكلّم بلغة المؤرخ المفكر المغربي الألمعي عبد الله العروي. إلا أنه، وبموازاة مطلب من هذا النوع، كان هناك من ينبِّه إلى خطورة توفير مناخ من الحرية ما لم يتمّ التفكير (المسبق) في الحرص على تدبيرها وحمايتها من الانحرافات والانزلاقات. ومن ثمّ تعطيل الموعد مع التاريخ. ولنا في "القارئ العدواني" أوضح حال على ما آلت إليه الحرية التي راح يتيحها "التواصل الاجتماعي اللامتناهي". أجل لقد كشف "الربيع العربي" عن تحوّل ملموس في التعاطي ل"عوالم الشاشة"، وعلى الأقل من ناحية عدم التقوقع في "التسلية" و"الدردشة الجانبية". لقد تكشَّف نوع من الاهتمام ب"الشأن السياسي" ببلادنا وعلى ما يعانيه "الأداء السياسي" من هزال وتصحّر. وهكذا وبدلا من تعميق النقاش والاقتراح والنقد ذاته فإن الحاصل ما يتجاوز "الكراهية الفولاذية" نحو تعميق "العداء المحض" الذي يفضي بدوره إلى تكريس "العنف المنفلت" و"الشر الراديكالي" كما أسمته الفيلسوفة حنا أرندت. يصعب أن نعثر، ومن أوّل وهلة أو حتى من ثالث أو عاشر... نظرة، على فكرة تسعى إلى أن تتقاطع مع أفكار النص الذي من المفروض أن يكون موضوع "قراءة". نحن لا نطالب ب"قراءة لصيقة" تبعا لاصطلاح الأكاديمي المصري إيهاب حسن أو ب"قراءة مقرَّبة ونبيهة" باصطلاح الأكاديمي الأمريكي إدوارد سعيد، ولا نطالب باستفادة هذا القارئ من المنظورات غير الأحادية ومن المقتربات المنهجية العامة. نطالب فقط بقراءة تضع النص في وحدته السياقية الصغرى أو الكبرى، مثلما تضع القارئ في وحدته السياقية الموازية، ذلك أن "فعل القراءة" ذاته ما ينتفي في "الحال العدوانية". فالقارئ العدواني لا يكلف نفسه حتى بقراءة النص وحتى إذا ما قرأه فلا مجال ل"فضيلة القراءة" في "استخلاص الدلالات" اعتمادا على "افتراضات القارئ وتوّقعاته". فاستراتيجيا العدوان، وكما في أقرب قاموس من قواميس التحليل النفسي، قائمة على "الهجوم" (عبر "الكلام" في حال موضوعنا). أجل يتمظهر القارئ العدواني في شكل "فرد" مثلما يتمظهر في شكل "مجموعة"، كما يطمح في أن يتمظهر في شكل "مؤسسة". ويكفي أن يقترب "النص" من موضوع متعين حتى يتلقى صاحب النص سيلا من "الشتائم" و"النعوت القذرة". ولو أن بعض المواقع الإلكترونية أفسحت المجال، وبالكامل، للقارئ العدواني لتوقفنا عند "عفن التاريخ" كما ينعته ماركس ولربما أصيب الكتاب بأحجار من الشاشة ذاتها. ولا يخفى أننا بلغنا، في الحال المغربية، لحظة "فساد الملح" بكلام المسيح. إن هذا القارئ الذي يصدر من مواقع خفية، بل ولا تنقصه الجرأة في التصريح باسمه، لا يعلم أنه، بردوده، يسهم في توسيع "متن" قائم بذاته يقطع مع "البناء الفكري" و"المخيال المجتمعي"... ويقطع مع "منظومة القيم". لا ينبغي أن نستهين بدور القارئ بعامة، فالفكر لا يمكنه التقدّم بدون "فكر قرائي" وبدون "مجتمع قرائي". ولذلك، ومن خارج "سوسيولوجيا يجب" تبعا للعبارة السجالية التي سادت من قبل، لا ينبغي أن نستهين باكتساح القارئ العدواني للفضاء القرائي ومصادرته ل"قيم السياسة" باسم "العداء المرضي" الممزوج ب"الابتسار" و"الاجتزاء" و"عدم الفهم". أجل، وحتى نتلافى "مصائب التعميم"، قد يستفز، ومعرفيا، القارئ العدواني "صاحب النص"، مما يدفع هذا الأخير إلى يعيد النظر في "منتوجه الفكري"... إلا أن مثل هذه الحالات، وللمناسبة، نادرة أمام العداء المعمم. وأخذا ب"السياق المتدافع" للوقائع والأحداث، وقبل ذلك أخذا بنوع من "النظرة المتكاملة"، سيكون من اللازم عدم التغافل عن الصراعات التي يعيشها الفرد وعن التصورات الاجتماعية الضاغطة والمتجددة التي تعتصره وعن الزوابع الذهنية التي تزعزعه وعن العنف والعنف المضاد الذي يباشره... وحتى نلخص: لا ينبغي التغافل عن أشكال الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه يوميا. ولا ينبغي التغافل عن "وحوشنا السياسيين" الذين صاروا عنوانا عريضا على المرحلة بدلا من أن يكونوا جزءا من المرحلة. وكما لا ينبغي التغافل عن بعض الكتاب العدوانيين ممن يرادفون بين "الكتابة" و"الاستفزاز". وهذه جميعها عوامل تصعِّد من "مكبوت العدوانية" بل وتؤكد على أن العدوانية شكل من أشكال المقاومة والدفاع وقبل ذلك تؤكد على أن العدوانية سلوك فطري لدى الأفراد. وكما قيل ف"الإنسان جبل على الدفاع عن نفسه". واللافت ليس الفطرة ذاتها، وإنما "الثقافة" التي تلوي ب"الفطرة" وتفضي تاليا إلى العدوانية. ومن ثم منشأ "الرد الكتابي العدائي العنيف" الكاشف عن "القارئ المتدرّب على صناعة العداء العنيف". وحتى إن كان القارئ العدواني لا يطرح من ذاته "بطلا"، أخذا ب"سيكولوجيا العدواني" ككل، فإن هذا القارئ مصرّ على "المحو" و"الاجتثاث" و"الاستئصال"... إلخ. فالقارئ العدواني لا تحكمه قواعد ومعايير... وهو يظهر مصرّا على "جهنم أرضية" (Apocalypse) وكأن زاده في ذلك كلمات شكسبير التالية: "لا أملك كلمات/ صوتي في سيفي". لا شك أن القارئ العدواني قارئ "مناسباتي" (Occasionnel) كما يقول الفرنسيون، غير أنه يمثل تحديّا ثقافيا حقيقيا ووازنا، وإلا لما كانت له مخلفات وتبعات وتأثيرات. وهو يمثل تحديّا من هذا النوع... لأنه، حتى نتكلم باصطلاح "التحليل النفسي"، غير "مشخَّص" حتى نتتبَّع انتقاله من "التهيؤ" إلى "التفعيل" من خلال "الاحتكاك" مع "الآخر"؛ والمقصود "تفعيل كميات العداء". ومن منظور "سوسيولوجيا الثقافة"، هذه المرة، فهو لا يتمظهر وعلى النحو الذي يجعلنا نفيد من "نظرية الميدان" عند كورت لوين حتى نفكك "خطاطاته"، وعلى نحو أوضح فهو لا يظهر في ما نظّر له السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو تحت تسمية "الحقل الثقافي" حيث التيارات والأفراد والمؤسسات. و"في الحقل هناك نزاعات ويوجد التاريخ" كما يقول بيير بورديو نفسه. ولعلنا، ومن خلال ما سلف، لم نكن نرغب في استخلاص "صفات" القارئ العدواني أو تقديم "وصفات" للتعامل معه. كان هدفنا (المعرفي) هو التأكيد على خطورة هذا النوع من القارئ الذي لا يكترث بها الباحثون والمفكرون بالنظر إلى انجذابهم إلى "الأطاريح الكبرى" وبالنظر إلى تقوقعهم في إطار من "الثقافة العالمة" و"التحليل البارد". إننا بإزاء "شبح" لا يمكن "التعامل" معه، وفي أفق "التصدي" له، إلا من خلال "التفكير" في "المجال الثقافي" في أفق "الحضور الكثيف" في هذا المجال وبعيدا عن "أوهام السيطرة" تبعا ل"الدعوى القديمة/ الجديدة". ومن خارج لغة البدائل الضيقة: لا يمكن التصدّي للقارئ العدواني إلا من خلال "النزعة الإنسانية المعدّلة" في ضوء معطيات "الثقافة المغربية الحديثة" وفي ضوء تقدير مجمل المتغيّرات والتبدّلات التي مسّت أنساق الفكر وأنساق التأويل.