رحبت ألمانيا بإشارات التهدئة التي بعث بها المغرب في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وجاءت إشارات التهدئة من الجانب المغربي بعد أن كانت وزارة الخارجية الألمانية قد أشادت بدور المملكة "كحلقة وصل بين الشمال والجنوب". وقالت وزارة الخارجية الألمانية، يوم الخميس، أنه ينبغي أن تعود البعثات الدبلوماسية في الرباطوبرلين بأسرع ما يمكن إلى "قنواتها المهنية المعتادة للتواصل". وأضافت الوزارة أنه يجب الآن دفع العلاقات الألمانية المغربية للأمام من خلال الحوار. وكان المغرب قد استدعى سفيرته من برلين للتشاور في ماي الماضي بسبب غضب المملكة مما اعتبرته "تراكما للمواقف العدائية ضد المصالح العليا للمملكة من جانب جمهورية ألمانيا الاتحادية". وأبرز البلاغ الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية، في هذا الصدد، أن ألمانيا "سجلت موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأمريكي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيرا لم يتم تفسيره لحد الآن"، حسب ما جاء في بلاع صادر عن وزارة الخارجية المغربية. في المقابل، ردت وزارة الخارجية الألمانية بالقول إن "هذه الاتهامات لا يمكن فهمها". وفي تطور لاحق، أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الأربعاء، بأن المملكة المغربية ترحب ب"التصريحات الإيجابية والمواقف البناءة" التي عبرت عنها الحكومة الألمانية الجديدة مؤخرا. ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الوزارة القول إن "من شأن هذه التصريحات أن تُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباطوبرلين إلى شكله الطبيعي." وأشارت الوزارة إلى أن المغرب يأمل في أن "تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقات على أساس الوضوح والاحترام المتبادل". وجاءت إشارات التهدئة من الجانب المغربي بعد أن كانت وزارة الخارجية الألمانية نشرت على موقعها الإلكتروني منتصف الأسبوع الماضي مقالا أشادت فيه بدور المغرب "كحلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب"، مشيرة إلى أن المملكة تعتبر شريكا محوريا للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا وأنها تلعب "دورا مهما بالنسبة للاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة".