فاز المرشح اليساري غابرييل بوريك، يوم الأحد، بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تشيلي، وهو انتصار اعترف به رسميا خصمه اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست. وحقق الائتلاف اليساري الذي ينتمي إليه الحزب الشيوعي انتصارا ساحقا في هذه المواجهة الانتخابية غير المسبوقة منذ العودة إلى الديمقراطية في عام 1990 بين مرشحين لديهما مشاريع اجتماعية متعارضة تماما. وحصل بوريك على 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسه اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست بعد فرز أكثر من 99% من مراكز الاقتراع. وهنأ الرئيس المنتهية ولايته سيباستيان بينيرا الرئيس المنتخب الذي سيتولى منصبه رسميا في 11 مارس. وكتب كاست على تويتر "تحدثت للتو إلى غابريال بوريك وهنأته على انتصاره العظيم. إنه اليوم رئيس تشيلي المنتخب ويستحق كل احترامنا وتعاوننا البناء. تشيلي تأتي دائما في المقام الأول". واختار الناخبون بوريك، 35 عامًا، وهو زعيم احتجاج طلابي سابق من جيل الألفية تعهد برفع الضرائب على "فاحشي الثراء". أما كاست، البالغ 55 عامًا، فهو كاثوليكي متدين وأب لتسعة أطفال دافع مرارًا عن ديكتاتور البلاد السابق أوغستو بينوشيه. وكلا المرشحين من خارج التيار الوسطي الذي يحكم تشيلي منذ عودة البلاد إلى الديمقراطية بعد سنوات من الحكم العسكري في عهد بينوشيه. وكان ميجيل، شقيق كاست، أحد كبار مستشاري بينوشيه، وكان ترشيحه مسكونًا بالكشف عن أن والده الألماني كان عضوًا في النازيين. وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت قبل التصويت أن بوريك يوسع الفارق مع منافسه رغم أن معظم استطلاعات الرأي أظهرت أن السباق صعب. وقالت لوكريشيا كورنيجو، الخياطة البالغة من العمر 72 عامًا، لوكالة رويترز للأنباء وهي تقف في طابور للإدلاء بصوتها لصالح بوريك: "أريد تغييرًا حقيقيًا". كانت تأمل في أن يتمكن بوريك من فعل شيء حيال عدم المساواة في التعليم والمعاشات التقاعدية والرعاية الصحية. وقالت طالبة طب الأسنان فلورنسيا فيرجارا (25 عاما) لرويترز إنها تدعم كاست باعتباره "أهون الشرين" في الأمور الاقتصادية. وتابعت فيرجارا بالقول: "تعجبني مقترحاته بشأن القضايا الاقتصادية، رغم أنني لا أتفق مع كل مُثله السياسية". ويبلغ عدد سكان تشيلي 19 مليون نسمة، وهي أكبر منتج للنحاس في العالم.