أكد البروفيسور عز الدين إبراهيمي عضو اللجنة العلمية أن المغرب ليس في منأى عن سلالة "أوميكرون" المقلقة، خاصة وأن المتحور الجديد لفيروس كورونا تم تسجيله في أوروبا، ما يعني أن الخطر جد قريب وجد وارد. وأوضح إبراهيمي في تدوينة له أن المغرب ليس استثناء، والجائحة كونية، وإن لم تتخذ الإجراءات اللازمة فسيصبح وصوله مسألة وقت فقط، ولن تتعدى بضعة أيام أو بضعة أسابيع. ونبه عضو اللجنة العلمية إلى أن المحاكاة التي أجريت على "أوميكرون" لحد الآن تبين أن بعض المستضدات التي استعملت لتطوير اللقاحات الجديدة قد تضررت، مستدركا كون لقاح سينوفارم الأكثر استعمالا في المغرب طور ضد أجزاء مختلفة من الفيروس وليس فقط الشوكة البروتينية، ما يعلي من احتمالية احتفاظه بنجاعته، وقد أثبتت كل اللقاحات لحد الآن نجاعتها ضد الكوفيد وضد كل السلالات وبنجاعة كبيرة. وسجل إبراهيمي أن الكثير ممن طوروا هذه السلالة في جنوب إفريقيا لم يكونوا ملقحين وأن حامليها من مصر إلى بلجيكا في نفس الوضعية، مضيفا أنه إذا كان بالإمكان التنبؤ علميا بالنسبة لمناعة الملقحين لأننا نعرف نوع اللقاح المستعمل والكمية التي أعطيت والمؤشرات المناعاتية بدقة، فإنه بالمقابل لا يمكن التكهن ولا إنجاز أعمال مختبرية بالنسبة لغير الملقحين، لأن لكل شخص غير ملقح مناعة مختلفة تملي استجابتهم للإصابة وتطوير المرض. كما أشار البروفيسور إلى أنه من غير المعلوم أيضا ما إذا كان يتسبب هذا المتحور في مرض أشد وأفتك، وزاد "يمكن أن يكون للملقحين أمل أكبر في التشافي و عدم تطوير الحالات الحرجة ما دام التلقيح يرفع من مستويات المناعة الخاصة والعامة، فكل اللقاحات و في جميع البلدان وضد جميع السلالات أثبتت نجاعتها بنسبة أكثر من 95 في المئة ضد الحالات الحرجة". وبخصوص سرعة انتشار هذا المتحور الجديد، أبرز المتحدث أن أرقام جنوب إفريقيا ترنو لذلك، ولكن هناك حاجة أولاً إلى معرفة مدى انتشاره وتحديد مؤشر توالده، وما هي قدرته في مواجهة وتعايشه مع دلتا. وأوضح إبراهيمي أن هذا المتحور يتميز بالعدد الكبير من الطفرات والذي يمكن أن يجعله أكثر قابلية للانتقال، مؤكدا أنه على مدبري الأمر العمومي حماية الحدود، وتوفير جميع اللقاحات للمواطنين الذين عليهم العودة للالتزام بالإجراءات الاحترازية والإقبال على التلقيح.