قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، يوم السبت، إن قبول حزبه المشاركة في الحكومة هو استجابة لقرار من الناخب المغربي الذي جعلهم يحتلون المرتبة الثانية في انتخابات 8 شتنبر الماضي. واضاف وهبي، الذي كان يتحدث أمام الدورة الاستثنائية لبرلمان حزبه، المنعقدة في مراكش عن بعد، أن قرار حزبه الدخول في الحكومة يعني أنهم لا يريدون أن يكونوا "تجار مشاكل المجتمع المغربي"، ويكتفون فقط ب "تشخيصها في خطاب شعبوي يتلذذ في كسل المعارضة من أجل المعارضة" وزاد وهبي، الذي تنتقده عدة أصوات من حزبه بسبب عقد دورة برلمان الحزب عن بعد، وهو ما رأت فيه تهريبا للنقاش الدخلي، إنهم في حزب "الأصالة والمعاصرة" "أصحاب حلول وبرامج وأفكار واقعية، تفيد تنمية وطننا ولسنا ولن نكون أصحاب خطاب بكائي تشاؤمي يسترزق بمعاناة المواطنين ويركن في أقبية المعارضة". وهاجم وهبي، بطريقة غير مباشرة المعارضة الحكومية اليسارية، ممثلة في حزبي "التقدم والإشتراكية" و"الاتحاد الإشتراكي"، دون يسميهما، عندما قال ساخرا منهما "لم نبتز يوما أحدا لنكون نشازا أو تماثيل في حكومة ما، ولم نرضى أن نكون أقلية تتكرم عليها الاغلبية، ويشفق عليها خصومها الأيديولوجيون بمناصب حكومية استغلت لتهديد حرية التعبير بالمغرب. لم نتشدق في أقبية المقرات بتقدمية مزعومة لنغرر بما تبقى من المغرر بهم من بعض شباب المغرب، ونجتمع في الصباح في القاعات المكيفة الفسيحة جنبا إلى جنب مع من لا رابط فكري معهم ولا رابط ثقافي معهم يجمعنا"، في إشارة غير مباشرة إلى تحالف حزب "التقدم والاشتراكية" و"العدالة والتنمية"، عندما كانا مشاركين في حكومة عبد الإله بنكيران. وانتقد وهبي من يتهمون الأغلبية الحالية المكونة من أحزاب "التجمع الوطني للأحرار" و"الاستقلال" و"الأصالة والمعاصرة"، بالهيمنة، وقال "أما الذين يستعملون مفهوم الهيمنة لوصف التشكيلة الحكومية الحالية وعملها، من الواجب علينا أن نصحح لهم المفاهيم، فنحن ومعنا حلفائنا في الحكومة، لا نهيمن، بل نشكل تحالفا وفق شرعية منحتها لنا صناديق الاقتراع والدستور المغربي، أما الهيمنة فان مجالها الثقافة و الاديولوجية وهي اليوم ولله الحمد هيمنة الثقافة الديمقراطية التعددية التي حققها الشعب المغرب بقيادة ملكه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وليست هيمنة الفكر الأحادي المتياسر الذي طالما روج أكذوبة العلم العام للكاتب العام". ووجه وهبي سهام نقده، بطريقة غير مباشرة، وهذه المرة إلى حزب "الاتحاد الإشتراكي"، قائلا "من كان يريد المشاركة والهيمنة داخل الحكومة الجديدة رغم أنه أقلية، كان عليه أن يكون في مستوى مسؤولية حفظ أمانة تاريخ حزب وطني عتيد، ويصون أمجاده التي ساهمت في بنائها خيرة أجيال عديدة من المغاربة، تتحسر اليوم وبمرارة، على تحويله إلى تنين يئن تحت قبضة الأطماع الأنانية". وزاد وهبي مخاصما حلفائه بالأمس "الديمقراطية المغربية اليوم لم تعد تقبل أساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية، ولأن الحكومة ليست ناد للأصدقاء، بل أداة بمصداقية شعبية لبناء مستقبل المغاربة".