فاز الكاتب السنغالي محمد مبوغار سار، الأربعاء، بجائزة "غونكور"، أرفع جائزة أدبية فرنسية، عن روايته الثالثة "ذاكرة البشر الأكثر سرّية". وانتزع سار الجائزة في الدور الأول حيث حاز ستة أصوات دفعة واحدة من دون الحاجة إلى المرور إلى دور ثانٍ من التصويت كما يحدث عادة في مداولات "غونكور". وأطاح الروائي الشاب بثلاثة مرشحين آخرين إلى القائمة النهائية هم سورج شالوندون، وكريستين أنغو ولويس فيليب دالومبير، بعد اختياره من قبل لجنة مؤلّفة من 10 صحفيين أدبيين. وتلقى سار (31 عاماً) دراسته في مرحلتي الاعدادي والثانوي بالسنغال ثم انتقل إلى فرنسا وتابع تحصيله الدراسي في مدينة كامبيين، والتحق بعد ذلك بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية في باريس. ولم يتأخر سار كثيرا في إبراز موهبته الأدبية وأصبح أحد أهم الأصوات الأدبية الواعدة على الساحة الفرنسية. ونشر "مبوغار سار" روايته الأولى "أرض مقدسة" عام 2015 ولفتت انتباه النقاد والصحافة الثقافية وحازت على جائزة آمادو كوروما في معرض الكتاب الدولي بجنيف ثم فازت بجوائز أخرى مغمورة. ثم نشر سار روايته الثانية عام 2018 "صمت الجوقة" وهي حكاية عن مجموعة من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المحتجزين في مركز للاجئين بجزيرة صقلية الإيطالية. الجائزة الفرنسية العريقة، التي تبلغ قيمتها 10 آلاف يورو، توّجت الرواية الثالثة لسار، التي يتناول فيها التحديات التي يواجهها الأدب الأفريقي. وتدور الرواية حول دييغان لاتير فاي، كاتب سنغالي يعيش في باريس يكتشف كتاباً منشوراً منذ سنة 1938، مما يدفعه إلى التحرّي عنها وعن كاتبها، ويقوده ذلك إلى التنقل بين السنغال والأرجنتين وباريس وأمستردام. من خلال هذه القصّة، يتعمق سار في ذاكرة الاستعمار، والحرب العالمية الأولى، مازجاً بين الحقيقي والخيالي.