نددت 205 جمعية مغربية حقوقية ومدنية ب"الحملة التحريضية" التي يتعرض لها المثقف والناشط الأمازيغي،أحمد عصيد، على خلفية تصريحات انتقد فيها عبارة دينية مدرجة في المقرر المدرسي للتلاميذ. وحدرت الجمعيات المُتضامنة مع عصيد، في بيان لها توصل الموقع بنسخة منه، من أية "محاولة المسّ بسلامته أو إيذائه أو إرهابه بأي شكل من الأشكال"، مُعربة عن تضامنها "المبدئي والمصيري في كل مواقفه الحقوقية والفكرية المشرفة، الرامية إلى ترسيخ قيم حقوق الإنسان، وإنجاح الإنتقال نحو الديمقراطية، وإنهاء الميز والمفاضلة بين المغاربة على أساس العقيدة أو اللسان أو اللون أو العرق والنسب". وعزى البيان "الحملة التحريضية"، ضد عصيد إلى "إرهابه ودفعه إلى الصمت والتخلي عن نضاله الحقوقي وإسهاماته في النقاش العمومي". وأوضح البيان أنّ النقد الذي يوجهه عصيد إلى الأطراف الحكومية والسياسية والتيارات الإيديولوجية في المجتمع هدفه إنهاء مرحلة "استغلال الدين والتقاليد السلبية وتوظيفهما لأغراض سياسية تنتهي إلى تكريس الاستبداد والميز"، مشيرا إلى أن مواقفه تقتضي عند من يخالفه في الرأي "المناقشة والمحاججة بالحسنى وليس التحريض والتهديد والقذف". وكانت عدد من الشخصيات والجمعيات الدينية بينها جمعية البصيرة للدعوة و التربية قد هاجمت عصيد التي دعت إلى "لجم عصيد عن بغيه و عدوانه على المسلمين و مقدساتهم"، فيما وصفه أحد رموز السلفية المغربية وهو حسن الكتاني ب"المجرم وعدو الله". وجاءت هذه الحملة ضد عصيد بعد أن انتقد خلال ندوة نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مؤخرا، المقررات التعليمية بالمغرب، خاصة عبارة "أسلم تسلم" الواردة بالمقرر المدرسي ، موضحا بأن تلقين الطفل مثل هذه العبارات "الإرهابية" في زمن ليس هو زمن النبي فيه إساءة للمغرب المعاصر ومصادمة له مع الحقوق والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي اعتبرها الدستور المغربي سامية على ما دونها من القوانين المغربية الأخرى.