عبر عدد من قيادات وأعضاء بحزب العدالة والتنمية عن رفضهم للنتائج التي حصدها الحزب خلال انتخابات مجلس المستشارين، داعين قيادة الحزب إلى رفض المقاعد الثلاثة التي فاز بها. واعتبر "بيجيديون" أن المقاعد التي حققها الحزب غير مستحقة وغير مفهومة ولا تعكس حقيقة النتائج المحصل عليها خلال انتخابات 8 شتنبر، والخريطة السياسية التي أفرزتها تلك المحطة. ووصف عبد الصمد الإدريسي عضو الأمانة العامة المستقيلة، هذه الانتخابات بأنها من "القرن الماضي"، مشيرا إلى أن نتائجها غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية. وأضاف "لا يمكن لمن سلب في 8 شتنبر أن يعطي في 5 أكتوبر، إنهم يدفعون في اتجاه مزيد من قتل السياسة وفقدان الثقة في السياسيين.. وجب رفض هذا العبث ورفض العطية في السياسة وعدم قبول المقاعد الحرام سياسيا". ودفع نجيب بوليف الوزير السابق والقيادي بالبيجدي في اتجاه كون الانتخابات مخدومة، واعنبر أن "اليد الخفية" التي تدخلت في نتائج انتخابات العدالة والتنمية ل8 شتنبر تعيد الكرة يوم 5 أكتوبر!؟!؟ هزلت". وعلى ذات المنوال، دون أعضاء آخرون من الحزب، وعبروا عن رفضهم واستغرابهم للنتائج، حيث كتب محمد أمحجور "النتائج المعلنة نتائج غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية لما بعد 8 شتنبر"، وكتب حسن حمورو عضو المجلس الوطني للحزب "الأصوات والمقاعد التي يتم تداولها لصالح حزبنا في انتخابات مجلس المستشارين (فئة ممثلي اعضاء مجالس الجماعات الترابية) ليست لنا.. وعلى قيادة الحزب أن ترفضها وتتبرأ منها، أو تنسحب فورا من السياسة!". وأجمعت أصوات المنتسبين للبيجيدي ومراقبين على أن هذه النتائج التي حصل عليها الحزب غير مفهومة وغير منطقية، وفيها ما فيها، في إشارة إلى أن النتائج كانت مخدومة. وحصد البيجيدي ثلاثة مقاعد عن فئة ممثلي أعضاء مجالس الجماعات، بعدد أصوات يضاعف بكثير عدد المستشارين الذين يتوفر عليهم، ففي جهة فاسمكناس يتوفر الحزب على 89 مستشارا لكنه حصل على 872 صوتا، ليتمكن من الفوز بمقعد. وقد كشفت النتائج عن أن أصوات مستشارين عن أحزاب مثل التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، ذهبت لصالح مرشحي البيجيدي، بشكل غير مفهوم. وفي ذات الصدد تساءلت القيادية بالحزب آمنة ماء العينين "من وَجَّه منتخبي باقي الأحزاب للتصويت على مرشحي الحزب ونحن نعلم جيدا ما يجري في انتخابات المستشارين والثمن الذي يبلغه الصوت الواحد في سوق "الناخبين الكبار" المقيتة؟". وأوضحت "لم تعلن قيادة الحزب المستقيلة عن أي نوع من التحالفات أو التوافقات السياسية التي يمكن أن تفسر النتائج، خاصة وأن الأمين العام للحزب رفض الاستجابة لدعوة مجاملة من رئيس الحكومة المعين، فمن أين "نبَتَ" هذا الحب المفاجئ الذي أهدانا ثلاث مقاعد "مستحيلة" في سوق سوداء تَشَرَّف حزب العدالة والتنمية تاريخيا بعدم وضع رجله فيها حفاظا على مبدئيته السياسة وتميزه الحزبي. وأضافت ماء العينين "لقد سجل الأستاذ محمد حفيظ يوما موقفا تاريخيا برفضه مقعدا برلمانيا آمن أنه لا يستحقه، ونحن للحقيقة والإنصاف لا نستحق ثلاثة مقاعد "مشبوهة ومريبة" في مجلس المستشارين، مهما حاولنا تبريرها فلن نتمكن من "غسلها" لأن الفوز بها لا يحترم قيمنا السياسية والنضالية".