خلقت المقاعد الثلاثة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في انتخابات مجلس المستشارين جدلا واسعا بين أعضائه، حيث عبر عدد من قيادات الحزب عن رفضهم لها، باعتبارها "غير مستحقة" و"منحة" يهدف من خلالها مهندسو الانتخابات الإمعان في إذلان الحزب والنيل من صورته. وبدا عبد الصمد الإدريسي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، غاضبا حيث اعتبر في تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انتخاب أعضاء مجلس المستشارين من "القرن الماضي".
وكتب الإدريسي في تدوينته "فعلا هي انتخابات من القرن الماضي.. وتبقى نتائجها غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية.."، وأضاف "لا يمكن لمن سلب في 8 شتنبر أن يعطي في 5 أكتوبر"، في إشارة إلى الهزيمة القاسية التي مني بها حزبه.
وزاد مبينا "انهم يدفعون في اتجاه مزيد من قتل السياسة وفقدان الثقة في السياسيين.. وجب رفض هذا العبث ورفض العطية في السياسة وعدم قبول المقاعد الحرام سياسيا.."، وذلك في دعوة مباشرة إلى رفض الحزب للمقاعد التي فاز بها في انتخابات مجلس المستشارين.
وفي السياق ذاته، كتب محمد أمحجور عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بدوره في حائطه الفيسبوكي "النتائج المعلنة نتائج غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية لما بعد 8 شتنبر.. مشاكييييل.."، في رفض واضح منه لها.
أما لحسن العمراني القيادي في الحزب فكتب بدوره تعليقا على النتائج التي حققها "البيجيدي"، قائلا: "ثلاثة مقاعد باسم الحزب لمجلس المستشارين، في ثلاث جهات، وبأصوات تعادل عشر مرات تقريبا عدد منتخبينا بالجماعات، بالجهات المعنية: المرتبة الأولى في جهة فاسمكناس، وبعدد أصوات يقارب 800، المرتبة الثانية بجهة سوس ماسة، وبعدد أصوات تجاوز 600، المرتبة الثالثة بجهة الدارالبيضاءسطات، وبعدد أصوات يقارب 600 أيضا".
وأضاف "إذا قال الحزب عن هذه النتائج، أنها "غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس (ما منح لنا في 8 شتنبر)" تجي معها. لي بين قوسين من عندي"، وزاد "لم يتم إيداع ترشيحنا لنفس الهيئة بجهة الرباطسلاالقنيطرة، بسبب تأخر ربع ساعة (سير أ سي حميد، لهلا يحرك فيك شي عظم)!".
وأكد العمراني "يظهر لي، أن المناضلين خالد السطي ولبنى علوي، الناجحان باستحقاق، باسم الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، كافيان لإسماع الصوت بذات المجلس! غير ذلك، طلقة ما بعد رصاصة الرحمة!"، في إشارة منه إلى أن الحزب نال مقاعد لا يستحقها وينبغي رفضها.
ويبدو أن حالة الغضب التي عبر عنها عدد من مناضلي وقيادات حزب العدالة والتنمية من نتائج انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، عامة وتشمل جميع هياكل ومؤسسات الحزب، إذ أن الموقع الرسمي لحزب المصباح لم ينشر حتى حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الأربعاء، أي مادة عن النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية الليلة الماضية، وهو ما يمثل عدم رضى الحزب عن الذي جرى في انتخابات 5 أكتوبر.