تعليق في الأيام الأخيرة تداولت عدة وسائل إعلامية وطنية خبرا مفاده أن إدريس لشكر الزعيم المزعوم لحزب لاتحاد الاشتراكي، "اتهم وزراء في الحكومة المغربية الحالية بكونهم يرفعون يافطة الحلال والحرام، معتبرا أن المؤسسات التي تعتمد على مبدأ الحلال والحرام تهدد مستقبل البلاد، وأن ذلك أمر مخيف...". ولقد سمعنا مرارا من بعض صغار الملحدين واللادينيين، كلاما شبيها يهاجم مبدأ الحلال والحرام، ولم يستدع ذلك الالتفاتَ إليه أو التعليق عليه، لكن حين يصدر هذا الكلام من بعض ذوي "الوزن الثقيل"، فالأمر يختلف ولا بد معه من وقفة ولو أولية قصيرة. فأولا: أود التذكير بأن "الحلال والحرام" هو الدين نفسه والشريعة ذاتها. فما الدين وما الشريعة إلا حلال وحرام. ثانيا: لست أدري هل كان هذا البرلماني المزمن حاضرا أو غائبا أو نائما، حين صرح عاهل البلاد الملك محمد السادس قائلا أمام البرلمان: "بصفتي أميرا للمؤمنين لا يمكنني أن أحلل حراما أو أحرم حلالا". ثالثا: الشعار الذي رفعه الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي - وهو شعار " تخليق الحياة العامة" - وجعَله من أهم أهداف حكومته، هل هو بعيد أو خارج عن منطق الحلال والحرام؟ إذا كان المقصود هو فقط تطبيق القانون، فلماذا شعار التخليق؟ وماذا يضيف هذا المصطلح إن لم يكن يعني مخاطبة المغاربة المسلمين وتذكيرهم بأخلاقهم وما فيها من حلال وحرام؟ ورابعا: فأنا منذ وعيت وأنا اقرأ في صحافة الاتحاد الاشتراكي الحملات الدائمة ضد المال "الحرام" واستعماله لأغراض سياسية وانتخابية. فهل الحزب في عهده الجديد تخلى عن محاربة المال الحرام، أم أن هذا المال لم يعد حراما؟ أم أن كاتبه وحده هو الذي لا يحلل ولا يحرم؟