مجلس الحكومة يعفي استيراد الأبقار والأغنام من الضرائب والرسوم الجمركية    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان        إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله        ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب        بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى الشيخ الفيزازي : وماذا بعد تكفيري ..؟ !!!! (1)
نشر في هسبريس يوم 09 - 06 - 2011


حوار بالسيف والقلم !
بداية لا بد من التنويه بأن الحوار هو قيمة دينية ، أخلاقية ،إنسانية وحضارية سامية . وللحوار آداب وشروط تنأى به عن كل جدل عقيم أو نقاش سفيه . وأولى آداب الحوار الاحترام ، أي احترام المحاوَر شخصا وفكرا . احترامه شخصا بعدم التجريح واللمز والقذف والتشهير . أما احترامه فكرا فيكون بحسن الاستماع والفهم بعيدا عن كل إكراه أو عنف نفسي أو لفظي . وبالعودة إلى مقالة الشيخ الفيزازي لا نجد فيها من آداب الحوار أو شروطه شيئا . فهي كلها سب وقذف وتكفير وتنطع كعادة الشيخ مع مخالفيه وخصومه . الأمر الذي يجعله يتجنى على الدين قبل الحوار . فالسب والطعن والتكفير ليس من أخلاق المسلم ولا من شيم الإنسان الفاضل أيا كان معتقده . ذلك أن الله تعالى نهانا عن سب الكفار والمشركين في محكم كتابه ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله ) ، فكيف حين يتعلق الأمر بالمسلم المؤمن الذي جعل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم دمه وعرضه وماله حراما على كل مسلم ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . والسب هو طبع في الشيخ الفيزازي يتعامل به مع غيره متى خالفوه الرأي وليس الاعتقاد . بل يصير لسانه "بالوعة" لا تنفث سوى القذارة ( حاشى القراء الكرام) . وهذه عينة بسيطة من كلام الشيخ الذي يزعم الورع والتقوى وخشية الله في أعراض عباد الله .
في كتابه " بين منهج الرحمن ومنهج الشيطان " نقرأ :
(إن خوض الزنادقة في دين الله تعالى أشبه ما يكون بالمياه الحارة التي لا تفسد للبحر ماء ولا تحرم منه لحما - هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُه - وأشبه ما يكون بكلب عقور مجنون غطس في نهر النيل فمال به الماء فمات .. فما جاؤوا به من تحليل وتعليل، وتأويل وتقويل، وتذليل وتدليل... أشبه ما يكون بضرطة عير في فلاة. )
(فقل لي بربك أي شيطان يركب رؤوس هؤلاء وأي إبليس يتبول في عيونهم وآذانهم؟) .
أنعم به وأكرم ، فالشيخ يهوى السباحة في مياه الصرف الصحي ويلعق منها ألفظه . ما هذا بكلام عالم ، وحاشى أن يرضى العلماء الذين ورثهم الله الأنبياء ، أن تدنس ثيابهم قطرة من المياه الحارة فأحرى ألسنتهم . ما هذا بكلام عالم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلوات الله عليه وسلامه الذي كان خلقه القرآن . ولا بأس أن أذكر الشيخ بحديث الإمام على - كرّم الله وجهه - حين قال " تكلّموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه ". فالشيخ الفيزازي ، شخصا وطباع وفكرا ، يكشف عنه لسانه الذي يجري بالمياه الحارة والعبارات الفظة خلافا لما نصح به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عمه العباس حين قاله له : "يعجبني جمالك ياعم ، فقال : وما جمال الرجل يارسول الله ؟ قال - صلى الله عليه وسلم –-"جمال الرجل لسانه ". ألم يكن حريا بالشيخ أن يحسّن ألفظه ويمسك عليه لسانه ، فلا ينهش أعراض غيره ولا يكفرهم ؟ بأي حق يكفرني الشيخ ويخرجني من ملتي ، بل ويجعلني "محاربا للإسلام" كما في قوله ( وكل ما انتصب لأجله هو محاربة الإسلام في عقائده وشرائعه وشعائره وأخلاقه... دون تسميتها عينا، لكن بالغمز واللمز والهمز.. وبمحاربة المؤمنين في عقيدتهم التي يسميها ضلالا، وفي شريعتهم التي يسميها تخلفا) . فكانت مقالته بعيدة عن جوهر الحوار وآدابه ، مكتفية بالسب والقذف والتكفير علما أن الحديث الشريف واضح ( أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما ). ورغم ذلك سأتخذ منها أرضية ومنطلقا لحوار صريح يضع الحقائق أمام أعين القراء الكرام ليحكموا للشيخ أو عليه ، وهل هو من التكفيريين أم المعتدلين؟
1 بخصوص التحدي الذي طرحه الشيخ في موضوع إعلاني الإيمان بالله وبدينه ورسوله محمد (ص) كالتالي ( والآن أتحداك على رؤوس الأشهاد أن تعلن للقراء الكرام أنك تؤمن بما نؤمن به نحن المسلمين المغاربة... افعلها إن كنت صادقا! ولئن فعلت لآتينك ولو حبوا معلنا لك أخوتي في الله وفي الدين والوطن.) ؛ فالأمر يذكرني بمحاكم التفتيش وبمشهد المحاكمة السخيفة التي تعرض لها الراحل نصر حامد أبو زيد لما تحداه خصومه بمباركة من القضاء المصري أن يعلن الشهادة أمام المحكمة . فالإيمان عهد بين الله والعبد ، وليس لأحد أن يتلصص على هذا العهد الذي لم يشترط فيه الله تعالى شهودا ولا عقدا مكتوبا ولا أوصياء ولا قرابين ، ولا جعل لبشر مهمة إجازته . فحتى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لم يختبر إيمان أحد ، بل ظل ملتزما بالأمر الإلهي }قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا { . وأما الذين يتنطعون ويزعمون أنهم الأفضلون ويزكون أنفسهم ، فليقرؤوا قول الله تعالى : }قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا { . إن الرقيب الوحيد على الضمائر هو الخالق سبحانه وتعالى ، والحمد لله أننا في عهد سياسي ننعم فيه جميعا بالمساواة في المواطنة السياسية والمدنية وإلا لجزت الأعناق وسبيت النساء وفرضت الجزية على فئات واسعة من المواطنين من طرف أنظمة طالبانية تعيش خارج التاريخ تستند إلى فتاوى شيوخ التطرف والغلو أمثال الشيخ الفيزازي الذي أجاب عن أحد سائليه بالتالي (ولا يضحكن عليك أحد بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين" و"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، فإن معناه غير مراد عند هؤلاء الزنادقة، إن هذا يعني فيما يعنيه في الإسلام أن أهل الذمة وأن المصالحين على عهد وأن المستأمنين من طرف السلطة الشرعية وما إلى ذلك هؤلاء لا إكراه في الدين ويحمون بموجب الشريعة؛ لأنهم تحت شريعة العهود والمواثيق وشريعة أهل الذمة التي من أسسها إعطاء الجزية عن صغار والرضا بحكم الله تعالى، وارجع إلى تفسير سيد المفسرين الطبري لقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" تجد ما قلته لك صحيحا.). الأمر الذي يحتم علينا كمواطنين التصدي للإكليروس وتقوية دولة المؤسسات وسيادة القانون وإشاعة قيم الانفتاح والتسامح التي تميز بها الشعب المغربي على مر العصور دون تعصب أو إقصاء . عاش أهل الديانات السماوية على هذه الأرض الطيبة في وئام واحترام ؛ وخلا قاموس المغاربة اللغوي من ألفاظ التكفير والتبديع في حق الطرقيين أو حتى "وكالين رمضان" الذين احتضنهم المجتمع ودعا لهم الناس دوما بالهداية . وكذلك كان حال أهل الديانات والمذاهب الأخرى . هذا هو الشعب المغربي الأصيل الذي تشبعتُ بثقافته المتعددة واعتنقت ديانته الإسلامية واتبعت تعاليمها السمحة وآمنت بربه جل علاه واتبعت رسوله الكريم (ص) ، والتزمت الصلاة لله حبا له وشكرا على نعمه ولم أبلغ الحلم بعد . وأحمد الله تعالى أن خلقني من صلب والدين أدعو لهما ما حييت بالرحمة والمغفرة كما ربياني صغيرا وأرشداني يافعا لم تجرفني مسالك الفسوق ولا ملذات الخمور . أما ما يدعو له شيوخ التطرف من عقائد التكفير والغلو فدخيل على هذا المجتمع وقيمه وثقافته . وقد اختارت الدولة ، نهاية سبعينيات القرن العشرين ، إستراتيجية استيراد السلفية الوهابية ودعم دعاتها بعدما مكنتهم من منابر الجمعة ومدرجات الكليات بهندسة من وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري وتخطيط من نظيره المدغري وزير الأوقاف الذي هو نفسه أكد هذه الإستراتيجية في قوله ( من هو الجهاز المكلف بمراقبة الحسابات البنكية للأفراد والهيئات والجماعات في المغرب للتأكد من حركة التمويلات الخارجية وحجمها ، هل هي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ؟ من كان يسمح بدخول الأطنان من الكتب والأشرطة الوهابية إلى المغرب ويسمح بتوزيعها وبيعها في قارعة الطريق ، هل هي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ؟ من كان يسمح بفتح المعاهد الدينية الوهابية في أنحاء المغرب ؟ .. من سمح بجعل الكاراجات والبراريك مساجد ؟ )( جريدة الصحراء المغربية 9 يونيو 2003) . بل إن الشيخ الفيزازي أقر بهذا التمويل وواقعه حين انتقد الشيخ المغراوي في كتاب "عملاء لا علماء" كالتالي (فالناس - و الحمد لله -يعرفون من الذين هم على منهاج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حقيقة, و من الذين هم على منهاج الآل و فساد الحال و المآل, و يعرفون من هم المتمسّحون بأعتاب الأجلاف من الأعراب, المتملّقون لسادة الخليج و عملائهم من علمائهم, الممارسون وظيفة التجسّس و التحرّش الوثيق, السالكون طريق المنافقين في التّثبيط و التّعويق) . وأعاد التأكيد على هذا الواقع الخسيس بقوله ( و أعود لأسأل, ما هو هدف هذه الخيانات التي يترأس مؤسساتها في المغرب و يتولّى كبرها المغراوي عاقّ شيوخه ودينه و وطنه؟
في تقديري, الهدف هدفان :
أولهما : يريد أن يوسّع له في شبكة "دور القرآن" أو قل دور التجسّس لصالح الآل, خدمة للريال و الدولار. و ما يسمى بدور القرآن جلْب لأموال من الزّكوات و غيرها, و لاسيما و التّسمية دار [القرآن] تضرب على عصب كل مسلم محسن يريد أن يقرض الله قرضا حسنا, التسمية أكيدة بدون شك, فهي تعرف كيف تلين قلوب المحسنين و تستنهض هممهم و تهيّج كرمهم, و ما أكثرهم. فمن ناحية التسمية مرة أخرى هي تسمية ذكيّة, لكن ليس هناك أثر غباء و بلادة ممن يشتري بآيات الله ثمنا قليلا, و ما هو فيه المغراوي لا يخرج عن هذا المحيط القذر. أما من أعطى في سبيل الله بعد أن لبّسوا عليه و أوهموه بنظافة المقصد, فهذا على نيّته و مراده, و تقبّل الله منّا و منه, و الله لا يضيع أجر المحسنين. فكلّ درهم أو ريال يدفع لهم, فهو حرب على الله و رسوله و كتابه.
و ثانيهما: خدمة مصالح الأمريكان و عملائهم القائمة على محاصرة الدّعوة إلى الله تعالى باسم الدّعوة إلى الله نفسها, و باسم الكتاب و السنّة و باسم السلفيّة و ما أشبه ذلك. و هذه الخدمة هي نفسها جلْب للريال و الأعمال, فالهدفان يرجعان في النهاية إلى هدف واحد: المال) . إننا أمام شهادة شاهد من أهلها . تلك كانت سياسة الدولة المغربية ( دعم السلفية الوهابية وغض الطرف عن تمويلاتها وأنشطتها ) لمواجهة المد الشيعي خاصة بعد نجاح الثورة الخمينة في إيران . ولم تدرك الدولة خطورة عقائد السلفية الوهابية إلا عقب الأحداث الإرهابية في 16 مايو 2003 . حينئذ قرر الملك في خطاب العرش لسنة 2003 التالي ( سنتصدى لمن يروج لأي مذهب دخيل على شعبنا ، بقوة ما تقتضيه أمانة الحفاظ على الوحدة المذهبية للمغاربة .. إننا لن نقبل أبدا اتخاذ الإسلام مطية للزعامة باسم الدين ، أو القيام بأعمال الإرهاب ، وتمزيق الوحدة المذهبية للأمة ، والتكفير وسفك الدماء ) .
2 عقائد التكفير والتطرف هي موضوع النقد لأنها مصدر الإرهاب .
إن النقد الذي وجهته وأوجهه للشيخ الفيزازي وباقي شيوخ التيار السلفي الوهابي بشقيه التكفيري أو الجهادي ، لا يستهدف الأشخاص في حياتهم الخاصة ، بقدر ما يركز على طبيعة العقائد التي يحملون وينشرون ومخاطرها على عقول الشباب وأمن الدولة واستقرار المجتمع . فالعقائد إياها هي التي حولت ضحاياها من شباب مسالمين وطيبين إلى انتحاريين بأحزمة ناسفة أو تفجيريين بعبوات مدمرة كما وقع في مقهى أركانة . ولم يكن لهؤلاء الشباب أن يصبحوا قتلة لولا الشيوخ الذين حببوا لهم قتل الأبرياء باسم الجهاد وزينوا لهم الموت تفجيرا . إن مهمة الشيوخ هي شرعنة قتل من يحكمون عليهم بالردة والكفر ، بينما مهمة الانتحاريين والتفجيريين هي تنفيذ فتاوى وأحكام الشيوخ . لهذا فالتفسير "الجهادي" يجعل من أتباعه :
يسعون لتقويض كل الأنظمة السياسية التي لا تخضع لتوجهاتهم ، إما بحجة أنها تجسد "الطاغوت" الذي أمر القرآن الكريم بمحاربته ، أو كونها أنظمة شركية لأنها تشارك الله تعالى سلطة التشريع . وسواء كانت هذه الأنظمة استبدادية أو ديمقراطية ، فهي في حكم هذا التيار "كافرة" . هكذا نجد مثلا يوسف فكري يكفّر نظام الحكم في المغرب بقوله ( إن دين الله وحكم الإسلام في واد ونظامنا الحاكم في واد آخر .. فمتى كانت قوانين أوربا ودساتير أمريكا واستشارة اليهود مقدمة على شريعة أحكم الحاكمين ؟ قال تعالى : " أم لهم شركاء شرّعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " ) . ونفس الحكم أصدره أبو حفص في قوله : ( الإسلام السيادة فيه لله عز وجل . والنظام الإسلامي يقوم على الاستسلام لأمره سبحانه وتعالى ، وبالتالي فالإسلام أو الشرع أو الله سبحانه وتعالى هو الذي له السيادة المطلقة ، والسيادة العليا . فهو الذي له حق الحل وحق التحريم وحق التشريع . وأما سيادة غيره ، هذا هو مفهوم الديمقراطية ، أن تكون السيادة للشعب ، فهذا مما لا يرضاه الله عز وجل ، ومما لا نرضاه ، يعني من منظورنا الشرعي . هذا باطل شرعا أن تكون السيادة لغير الله سبحانه وتعالى ) .
يعلنون "الجهاد" ضد كل المواطنين الذين يؤمنون بالديمقراطية وبحق الناس في التشريع لأنفسهم أو يقبلون بالعيش في ظل الأنظمة "الطاغوتية" . في هذا الإطار أفتى عبد الكريم الشاذلي بالكفر في حق المغاربة كالتالي ( كل من اتخذ مع الله آلهة أخرى في التشريع فقد أشرك بالله .. وعلينا أن نعلم أن المرء لا يكون من الموحدين حتى يكفر بكل طاغوت قديما كان أو معاصرا . فإن لكل عصر وزمان ومكان طواغيته وأشنعها طواغيت عصرنا الذين يحكمون الناس بالقوانين الوضعية في صور شتى ) . وبسبب هذه العقيدة الدموية يصبح قتل المواطنين المتهمين بالردة مقدما على قتل الأجانب بمن فيهم اليهود الذين هم ألد أعداء "الجهاديين" . إذ لا فرق لديهم بين اليهودية كدين والصهيونية كإيديولوجيا عنصرية . فقد برر عبد الكريم الشاذلي ذلك بأن ( جهادهم مقدم على جهاد اليهود لسببين : القرب والردة ) .
يرون القتل والتدمير هو الأسلوب الوحيد لإقامة مملكة الله في الأرض . من هنا يجعلون من قتل الأبرياء أعظم قربة يتقربون بها إلى الله تعالى . هذا ما أقر به يوسف فكري في رسالته حيث قال ( وبعد شهرين رجعنا إلى مدينة اليوسفية لكي نترك للسلطة رسالة عملية مفادها أنكم بسبب اعتقالكم لأولئك الإخوة فإننا سنلجأ إلى عمل من نوع خاص والذي يعتمد على السرية التامة فكان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله عز وجل ) . كما يجعلون من قتل أنفسهم ، عبر العمليات التفجيرية أو تنفيذ أحكام الإعدام ، "استشهادا" يبوئ صاحبه أعلى درجات الجنان . لهذا هم ينتظرون لحظة الموت بشوق وسعادة . هذا ما أفصح عنه يوسف فكري في دعواه ( وأنا قادم على لقاء الله عز وجل وقد يكرمني ربي بشهادة في سبيله على يد هؤلاء المرتدين ) .
هل يختلف الشيخ الفيزازي عن هؤلاء الشيوخ في التكفير والتحريض على القتل ؟
لنترك كتب الشيخ الفيزازي وحواراته التي جاءت بلسانه ويده تجيب ، ليعلم القراء الكرام وعموم من ساند الفيزازي أو انتصر أو صفق له حقيقة عقائده التي يزعم أنها لا تكفر ولا تغلو :
أ حوار في موقع إسلام أون لاين بتاريخ 28/5/2002 جاء فيه :
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان عن «إدانتها واستنكارها المطلقين للتصرفات الهمجية» التي ارتكبتها مجموعات متطرفة ضد العديد من المواطنين أغلبهم من المدنيين. واعتبرت المنظمة، في بيان لها، أن هذه التصرفات تعد «تعديا فاضحا على حقوق أساسية للإنسان تتمثل في الحق في الحياة والسلامة الجسمانية والحرية الشخصية وحرية الاعتقاد والحق في العيش في أمان واستقرار».. ما رأي فضيلتكم؟
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الذي أعلم بواسطة الإعلام أن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أدانت ما أسمته بالاختطافات العشوائية في حق هذا أو ذاك، وأنها طالبت أجهزة الأمن بتطبيق المسطرة القانونية في أي حجر أو تفتيش أو اعتقال.
أما إن كان ما تقوله صحيحا فحسب عباراتك هناك حق وباطل، فليس لأي كان الحق في طعن ديننا أو التبجح من الاستخفاف من قيمنا أو التنكر لملة الإسلام أو استفزاز حياء الأمة ومشاعرها باسم الشخصية وحرية الاعتقاد وما إلى ذلك، ليس عندنا في ديننا شيء اسمه حرية الاعتقاد، إنما عندنا في ديننا ما قاله الرسول الكريم في صحيح البخاري: "من بدل دينه فاقتلوه" لكن من يقتله؟ هل آحاد الناس في الشارع أم هذا من الأحكام السلطانية؟ إن هذا من الأحكام السلطانية.
وعليه فحرية الاعتقاد تضمنها المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقتل المرتدين يضمنه حديث رسول الله السالف الذكر، فهل أنت مع إعلان اليهود والنصارى؟ أم مع شريعة رب العالمين؟
ولا يضحكن عليك أحد بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين" و"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، فإن معناه غير مراد عند هؤلاء الزنادقة، إن هذا يعني فيما يعنيه في الإسلام أن أهل الذمة وأن المصالحين على عهد وأن المستأمنين من طرف السلطة الشرعية وما إلى ذلك هؤلاء لا إكراه في الدين ويحمون بموجب الشريعة؛ لأنهم تحت شريعة العهود والمواثيق وشريعة أهل الذمة التي من أسسها إعطاء الجزية عن صغار والرضا بحكم الله تعالى، وارجع إلى تفسير سيد المفسرين الطبري لقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" تجد ما قلته لك صحيحا.
أما حرية الاعتقاد على نحو ما طرحت والحرية الشخصية فلا حق لأحد من ذلك في بلاد الإسلام. فالأمن والاستقرار إنما هو مع الإيمان والانتصار لدين الله عز وجل، فلا أمن ولا استقرار عندما لا يكون أمن واستقرار لدين الله أولا وأخيرا.
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، فضيلة الشيخ ألا ترى معي أن ما قام به "أمراء الدم" "فقهاء الظلام" أو "السلفية الجهادية" من ذبح وتقتيل ومداهمات دموية في حق مجموعة من المواطنين المغاربة أعطى صورة جد فاسدة عن الإسلام والمسلمين وبعث الرعب في النفوس، وهذا مما لا يتفق ومبادئ الإسلام مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا".. فما هو رأيكم؟
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هذه الأسماء من أمثال ما ذكرت "فقهاء الظلام" و"السلفية الجهادية" من بنات أفكار اليسار الملحد في المغرب واليسار كله ملحد.
السؤال: سيدي الشيخ، إذا كانت القضية بين تيار الكفر والزندقة والإلحاد.. فهل أنتم تكفرون الحكومة الحالية؟
الإجابة: نعم.
(المحرر: تعتبر شبكة إسلام أون لاين نفسها ضد منهج تكفير الآخر، أيا كان هذا الآخر.. وأقوال الشيخ قد تلزمه وجماعته فقط، ولذا لزم التنويه.) يلاحظ القارئ كيف تبرأ الموقع من حكم التكفير ألذي أصدره الفيزازي ضد الحكومة المغربية .
وفي درس مشترك بين الشيوخ : أبو حفص و الحدوشي و الكتاني والفيزازي أجمعوا على فتوى التكفير والقتل كالتالي ( فاليساريون في بلادنا كفار ينبغي أن نتعامل معهم بالأحكام الشرعية التي تتعلق بالكافرين ، بالمرتدين . فلقد قلت ألف مرة نحن لا نكفر العصاة من أبناء القبلة بكل ذنب ، نحن لا نكفر السكير والسارق والمرابي والقاتل والزاني .. لا نكفر هؤلاء . لكن هؤلاء الزنادقة لا يخفى كفرهم على أحد .. أقول للدولة المغربية ، ولا أقول للحكومة ، إن كانت مسلمة ، فعليها أن تحاكم هؤلاء الشيوعيين ، أن تقيم لهم محاكم شرعية ينالوا جزاءهم ، ودونه الإعدام لأنهم أئمة الكفر ) .
عن الانتخابات :
السؤال: الشيخ الفزازي الفاضل، السلام عليكم وحمة الله وبركاته، ما رأيكم في مشاركة أفراد من إحدى الجماعات المغربية بالانتخابات التشريعية؟ وما رأيكم في منهجها، هل يوافق منهج أهل السنة والجماعة أما ل ؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، المشاركة في الانتخابات التشريعية هنا وهناك في أي مكان من أنحاء الدنيا عمل فاسد شرعا كاسد واقعا يعوزه الدليل الصحيح بل يدمغه الدليل الصحيح، فهل نحن المسلمين في حاجة إلى تشريع والبرلمان قبة تشريعية؟ فهل عملنا بشريعة الله أولا؟ ثم للنظر إذا كان هناك نقص في شرع الله وحاشاه فلنقم بعد ذلك قببا للاستدراك على الله؟ معاذا الله.
قال الله تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله"؛ فالمعركة بين المسلمين والكافرين معركة التوحيد أولا وليس معركة تعديلات طفيفة هنا وهناك كالمطالبة مثلا بالعطلة يوم الجمعة وما شابه.
لذا فمنهج هذه الحركات لا يوافق منهج أهل السنة والجماعة في شيء. أنا لا آخذ على من لا دين له ولا شرع له فيخترع تشريعات ليقيم حياته على أساسه كما يفعله اليهود والملاحدة وغيرهم، أما الذين يزعمون الإسلام لهم كتابا وسنة وشرعا غنيا ما فرط الله فيه من شيء ثم يبحثون عن انتخابات تشريعية أقول لهم: ويحكم ويحكم ويلكم آمنوا بالله عودوا إلى شريعة الله تفوزوا في الدنيا والآخرة.
ب حوار في قناة الجزيرة وأماكن أخرى : يكفر الديمقراطية ومن يؤمن بها أو يمارسها من المواطنين والحكام :
ب 1 البرلمان ويعتبره الفيزازي مكان التحليل والتحريم في قوله ( هو المكان الذي يحلل فيه المحللون ويحرم فيه المحرمون ، فأين شريعة الله من كل هذا وأين كل هؤلاء من شريعة الله تعالى ) . ومعنى هذا أن الفيزازي يضع البرلمان ، من حيث اختصاصاته ، في تعارض مع الشريعة ، أي يجعله ندا لله تعالى في مجال التشريع . وهذا موقف تتقاسمه كل الجماعات الإسلامية المتشددة بعد أن تراجعت عنه قليلا الجماعات الموصوفة بالمعتدلة .
ب 2 الانتخابات التي يعتبرها شهادة ( والشهادة الديمقراطية تقبل من كل مواطن بلغ سن الرشد القانوني ( وليس الشرعي ) ولو كان يهوديا أو نصرانيا ولو كان تاركا للصلاة أو ملحدا معروفا ، فضلا عن الفساق الذين يتباهون بالمعاصي الظاهرة .. كل هؤلاء تقبل شهادتهم في الدين الديمقراطي ) بينما ، يضيف الفيزازي ( ديننا لا يقبل شهادة من مسلم فاسق .. فكيف يقبلها من زنديق مارق أو كافر ناعق ؟ ) .
ب 3 الأحزاب السياسية ، في حكمه لا يمكن أن تكون إلا " علمانية" ، أي حاملة للقيم الإنسانية التي يعتبرها الفيزازي منافية للقيم الدينية . ومن ثم ، يقرر أن أتباع هذه الأحزاب ( يرفضون شريعة أرحم الراحمين وكلهم يعلنون ولاءهم للشرائع الدولية ويقبلون بالتحاكم إلى محاكم اليهود والنصارى في ( لاهاي ) وغيرها ، وهم يعلمون أن تلك المحاكم ليس فيها آية واحدة أو حديث واحد وليس من قضاتها مسلم واحد وحتى إن كان فليس مسلما ) . وكل علماني هو بالضرورة كافر .
من هنا لا يرى الفيزازي في الدولة وقوانينها ومؤسساتها غير " الكفر" ومحاربة الدين والتشريع وتحليل الحرام وتحريم الحلال . لذلك نجده يفاخر بكونه ( يحلل حرام الشرعية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( عقوق الرحمن ) والقوانين الوضعية التي تحرم الحكم بما أنزل الله وتعتبره تطرفا وتخلفا .. وتحرم الجهاد في سبيل الله ، وهذا ذروة سنام الدين ، وتعتبره عنفا وإرهابا وأسلوبا غير متحضر ، وتحرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعتبره تدخلا في الحياة الشخصية للغير . وتحرم فرض الجزية على أهل الكتاب ، وتسميه دعوة إلى الفتنة والطائفية .. بل وأبعد من ذلك تحلل الردة والخروج عن الدين والطعن في القيم كما تنص على ذلك المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي ( للعقوق ) . وتحلل موالاة الكفار .. وتحلل المظاهر الشركية من البناء على القبور .. أقول هذا كله أحرمه وأرفضه .. فهذه عندنا منكرات وفظاعات نُكفّر من استحل مُحرَّمَها ، أو جحد واجبها متقربين إلى الله تعالى بذلك ) .
وهذه شهادة أحد الشبان الذي ذهب ضحية عقائد التطرف والتفكير التي تشبع بها على أيدي الشيوخ ومنهم الفيزازي . يقول علي العلام ( درست علم الشرع في الحرم على يد أبو قتادة وأبو الوليد الفلسطينيين ، أخذت بعض القواعد عن محمد الفيزازي في طنجة .. في تلك الفترة ( لما كان عمره 20 سنة ) كان الفكر الجهادي بيننا عقب تأكد قناعات في عدم جدوى الحلول الترقيعية ، وعن طريق بعض الدعاة ترسخت لدينا ضرورة القيام بمبادرات بمنهجنا السلفي الجهادي .. حيث اقتنعنا أنه إما أن يطبق شرع الله أو القتال وكنا ننبذ الحلول الترقيعية ، شخصيا كان لدي طموح للمشاركة في الجهاد الأفغاني وتكوين نواة جهادية هنا في المغرب بعد العودة ، وبالفعل عملت في ذلك عن طرق نسخ الأشرطة والأنترنيت إلى غير ذلك ، وانتشرت الدعوة الجهادية في مدن الدار البيضاء وفاس والرباط وغيرها من المدن .. كان أساس الدعوة الجهادية هو أنه على الأقل إذا لم يصبح المدعوون معي فعلى الأقل تتزعزع قناعاتهم بخصوص شعارات الديمقراطية وأنصاف الحلول ) .
هذا هو الشيخ الفيزازي وهذه عقائده . فهل هو بريء من التكفير ؟ وهل يتقاسم مع المجتمع المغربي نفس الثقافة والعقائد والقيم ؟ إن المغاربة ناضلوا وضحوا من أجل نظام سياسي ديمقراطي يضمن للمواطنين كرامتهم وحريتهم . وها هي حركة 20 فبراير الشبابية تسير على نفس النهج وترفع نفس المطالب التي ضحى من أجلها خيرة أبناء هذا الوطن . إنها تطالب بملكية برلمانية ومؤسسات ديمقراطية وسيادة للقانون يضمن الحريات السياسية والمدنية والفكرية والعقدية . وعموم الشعب يساند هذه المطالب ويصفق لها . فهل يساند التيار السلفي بكل أطيافه مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية ؟ وهل سيقبل بها الشيخ الفيزازي ويساندها ؟ بل هل يقبل التحدي الذي رفعه على نفسه قبل غيره بقوله (وأنا زعيم بإعلان توبتي أمام الدنيا كلها إذا أظهرت لي شططا أو تطرفا أو غلوا أو فتوى ضالة لا قدر الله. لك فيها من الله برهان.) ؟ للرد على الشيخ الفيزازي بقية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.