أبدى العديد من القراء ومن المواطنين ومن زوار الموقع، أن ألبي فضولهم في الكشف عما دار بيني وبين الوزير نبيل بنعبد الله أخيرا في مدينة تامسنا... وهذا مطلب يسعدني، لأنني من المواطنين الذين يعيشون همهم وهموم غيرهم، ولا يبلع لسانه سواء تعلق الأمر بهرطقة حيوان أو إنسان... السيد نبيل بنعبد الله من أولئك السياسين الذين يعتبرون أن "البشر" أقرب بكثير من الأصول التي نسبهم إليها "فرويد"... وهي أصول القردة، ولا شك أنه لم يؤمن بهذه القناعة، إلا بعد أن ترقى على ظهور الناس من "ترجمان" إلى زعيم يرهب بنكيران.. وكل سياسي قرّان.. لماذا قدم بنعبد إلى مدينة تامسنا المدرجة في دماء الفساد.. فساد الحكومة، وفساد إدارة العمران..في هذا الظرف الزمني، يوم الخميس 21 مارس 2013..؟ لقد جاء لتدشين حملة انتخابية مفضوحة، وسابقة لموعدها، تؤطرها جماعة من جماعات حزبه القليلة جدا في المغرب، هي جماعة سيدي يحيى زعير، التي يرأسها الثري اليساري " العربي خربوش".. الذي يشيد حاليا "حماما" ضخما في تامسنا، بعد أن حبا نفسه بقطعة في وسط المدينة من أراضي العمران.. كما قدم لتزييت حلمه وتشحيمه، في الاستيلاء على "مؤسسة العمران".. وهي محاولة سبق وأن أفشلها سابقا رئيس الحكومة "بنكيران" بمناسبة انعقاد الجمع العام للمجلس الإداري الذي يرأسه حسب القانون الأساسي لذلك "الهولدينغ" رئيس الحكومة.. ومما يؤكد هذا، هو أن خطباء مناسبة قدومه إلى تامسنا "المزبلة ". كانوا يلقبونه بمعالي وزير الدولة.. أما لماذا يسعى الوزراء لمؤسسة العمران، فلأنها ببساطة المؤسسة الوحيدة التي تنافس دار السكة في ثرائها، والحزب الذي يظفر بها يمكنه أن يتغلب على متاعب الانتخابات المادية، مهما كانت التكلفة؟ وبالصدفة.. وأنا في طريقي لتماريني الرياضية عثرت على قيامة خطابية قرب "باندرول" مكتوب عليه "من أجل انطلاقة جديدة لمدينة تامسنا".. استغربت كيف يحصل هذا قريبا من بيتي ولا علم لي به، رغم أنني أرأس جمعية مدنية تسمى "تامسنا أولا".. دخلت قاعة الخيمة العظيمة "لآل عِمران"، وكم كانت دهشتي عظيمة وأنا أرى الخطباء يشيدون بالمدينة وبأيادي الحكومة الحنونة البيضاء على تلك المدينة التي تعمرها القطط والكلاب والحمير والحشرات والزواحف وكل عفونات العالم.. ولما نزل آخر الخطباء خرجت من الصفوف، وأنا أخطب فيهم بما يلي: أين صوت المواطن من هذا الحفل في الافتراء على الرأي العام..؟ من أنتم أيها الناس .. وأشرت إلى حشدهم بسبابتي.. الذين تتسيدون المشهد..؟ هل أنتم سكان تامسنا، أو جماعة من الأفاكين جئتم تكذبون كما كذب من سبقكم؟ تعالوا لنقوم بجولة في تامسنا لنقف على المنجزات العظيمة التي تتحدثون عنه.. في هذه اللحظة وجدت نفسي مطوقا بعشرات العراس والمنافقين. ووجها لوجه مع الوزير صاحب الشارب الجذاب.. الذي قال عنه الشاعر المتنبي: أغاية المجد أن تحفوا شواربكمْ يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ وغادرت القاعة وأنا أردد. لن يشرفني أن أبقى بينكم ولو لثانية واحدة...