قال ويل كاثكارت المدير التنفيذي لشركة "واتساب" إن تسريبات "مشروع بيغاسوس" الذي تُديره مجموعة NSO Group الاسرائيلية تُطابق ما اكتشفته شركة "واتساب" خلال استهداف ثغرات في تطبيق التراسل الفوري للتجسس على 1400 هاتف سنة 2019. وجاء حديث ويل كاثكارت خلال مقابلة له مع صحيفة "الغارديان"البريطانية إذ أكد أن "واتساب" تصدت لهجوم قادته الشركة الإسرائيلية "إن.إس.أو" وكان يستهدف ثغرة في برماجياتها لإصابة هواتف الزبناء، وبناءً عليه، حذر "واتساب" 1400 ضحية استهدفهم الهجوم بينهم صحافيين ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين حكوميين كبار. وأكد المدير التنفيذي لشركة "واتساب" أنهم أبلغوا جميع من تعرضَ للهجوم من زبئنائهم. وقال ويل كاثكارت: "ناقشنا هذه الهجمات مع حكومات معينة، ووصفنا لها ما اكتشفناه، وبالطبع حرصنا على حماية خصوصية الضحايا، وأوضحَ أن الهجوم الذي جرى إحباطه كان نشطًا فقط لأسابيع قليلة، ورغمَ ذلك تم تسجيل 1400 هجوم، وأضاف: "على مدى فترة أطول أو على مدى عدة سنوات، سيكون عدد الأشخاص الذين يمكن مهاجمتهم مرتفعًا للغاية". وأشار المدير التنفيذي للواتساب أنه كان لا بد من القيام بشيء للفت الانتباه إلى هذه المشكلة، وقال في هذا الصدد: "إما أن تكون الهواتف آمنة للجميع أو أنها ليست آمنة لأي شخص، إما أنه يمكننا جميعًا إجراء محادثات خاصة أو لا يستطيع أحد ذلك" وأضاف: "أعتقد أن الوقت مناسب للحكومات للتوقف عن مطالبتنا بإضعاف تشفير الاتصالات والمحادثات الفورية، وبدلاً من ذلك يجب إجراء مناقشة على مستوى الصناعة". وقال المتحدث ذاته، إن التحليلات التي أجراها مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، أظهر أن حتى أحدث اصدارات نظام ISO التابع لشركة "أبل" وأجهزة "الايفون" معرضة للهجوم عن طريق بيغاسوس، وكشفَ المدير التنفيذي للواتساب، أن جزء من تعزيز الحماية، هو اثارة الشوشرة والضجة إزاء موضوع الهجومات، وقال: "عليك بالطبع أن تفعل كل ما في وسعك لجعلها آمنة تقنيًا، ولكن عليك أيضًا إصدار بعض الضوضاء". وأضاف في هذا السياق: "عليك التحدث عما تراه، وتقديم شكوى، والتأكد من تحميل المهاجمين المسؤولية، ومشاركة المعلومات مع الضحايا ، وباحثي أمن الكمبيوتر..". وأورد ويل كاثكارت أن مجموعته سعيدة للغاية، لأن Microsoft و Google و Internet Association [التي تمثل العديد من شركات التكنولوجيا، دونَ شركة Apple] قدمت اقتراحات مكتوبة لدعمنا في دعوتنا القضائية ضد NSO، وأضاف: "آمل أن تقرر Apple أيضًا اتباع هذا النهج وإحداث بعض الضوضاء والانضمام إلى الإجراءات". "واتساب ينتصر ابتدائيًا ضد "إن.إس.أو" الإسرائيلية وبخصوص استهداف 1400 ضحية من خلال تطبيق الواتساب، قال كاثكارت: "لا يمكننا أن نقول لأنفسنا فقط أن هذه المشكلات تؤثر فقط على أقلية صغيرة من مستخدمينا، لأنها تؤثر على الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ، وبالتالي فهي تؤثر علينا جميعًا، وأوضحَ أن أي خرق أمني يمثل مشكلة للجميع ولهذا السبب يجب أن تتحد الصناعة بأكملها لإنهاء برامج التجسس وتغيير طريقة تفكير الحكومات". وبخصوص الدعوى التي رفعها "واتساب" ضد NSO، قال المدير التنفيذي: "لا يمكنني الخوض في التفاصيل، لكن NSO بشكل عام أكدت في جلسة الاستماع الأخيرة في الولاياتالمتحدة أنها يمكن أن تكون محصنة ضد الدعاوى القضائية لأن عملائها حكومات". وكشفَ أن المحكمة حكمت ابتدائيا لصالح "واتساب"بينما استأنفت NSO هذا القرار، وننتظر قرار محكمة الاستئناف. وقال المتحدث ذاته إن "العديد من الحكومات تطلب علنًا إضعاف تشفير الاتصالات، وبالتالي نرى أن هذا خطأ، لذلك قلنا ذلك مرارًا وتكرارًا، وسنواصل القيام بذلك: إذا أضعف أمن الاتصالات، فستكون هناك إساءة استخدام".