قال الرئيس السابق للمخابرات الداخلية في فرنسا، برنارد سكوارسيني إن تسريبات "بيغاسوس" التي تنشرها 17 صحيفة دولية ضمن مشروع تقوده مجموعة "فوربيدن ستوريز" الصحفية غير الربحية الموجودة في باريس، يخضع للأساس إلى منطق "النسبية" ويبدي تحفظات بشأن بعض المعلومات المسربة. وذكر برنارد سكوارسيني الذي حل ضيفا على قناة "أوروبا 1" يوم الأربعاء، أنه "يجب اتخاذ الاحتياطات واتخاذ الإجراءات المضادة والاستجابة الفعالة تجاه ذلك". وبخصوص المغرب، الذي سربت معلومات حوله باعتباره حدد أهدافا داخل المغرب وخارجه ضمنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعلومات أخرى تتعلق بتحديد رقم هاتف الملك محمد السادس، قال برنارد سكوارسيني : "لا أعتقد أن المغرب هو أصل قضية بيغاسوس، الأمر سهل للغاية (…) المغرب شريك، وهو مدعوم من دول كبيرة أخرى، وقوى عظمى أخرى يتعاون معها. " وأضاف المتحدث ذاته أن الدول الأقل ضعفًا ومع القليل من الموارد يمكنها شراء هذا النوع من البرمجيات مقابل مبالغ ليست ضخمة جدًا، وأضاف: "لا أعتقد أنه من بين 50000 هدف محدد من الممكن التجسس عليهم جميعًا". وقال في هذا السياق، إن ذلك جزء من لعبة اعتدنا عليها بين أجهزة المخابرات، وزاد موضحًا: "نحن هنا أيضًا لنوضح لحكامنا أنه لا ينبغي عليهم استخدام الهواتف العادية، بل استخدام الهواتف المشفرة". وختم قوله: "علينا أن نميز بين قائمة الأرقام المستهدفة التي يمكننا الاعتماد عليها والمحاولات الحقيقية للاختراق أو الاختراق الحقيقي والكلي". وكشفت صحيفة "الغارديان" أن الاختبارات المخبرية والتقنية ل67 عينة من الهواتف في البيانات المسربة الخاصة بنشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين أن 37 منها تحتوي على آثار لعدوى بيغاسوس أو محاولة الاختراق، وتم إجراء التحليل بواسطة مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، وهو شريك تقني في المشروع. وكشفت التحقيقات الصحافية لاتحاد الصحفيين حول برنامج "بيغاسوس" الذي طورته مجموعة "أن.آس.أو" الإسرائيلية المخصص لاستهداف الهواتف النقالة والتجسس على أصحابها، أن قائمة الأرقام المستهدفة تضمنت هاتف الملك المغرب محمد السادس وأفراد من الأسرة الملكية، من بينهم الأمير هشام العلوي والأميرة سلمى بناني، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. لكن صحيفة "الغارديان" نقلت عن المجموعة الإسرائيلية قولها أن ماكرون والملك محمد السادس ومدير منظمة الصحة العالمية "ليسوا ولم يكونوا أبداً أهدافاً" لعملائها.