بحلول يوم السبت المقبل، يكون قد مضى شهران على عملية الهجرة الجماعية، التي حملت آلاف المغاربة إلى مدينة سبتةالمحتلة، باحثين عن أمل ومستقبل أفضل. إلا أن عددا كبيرا من هؤلاء المهاجرين، لا يزالون إلى اليوم، يعيشون ظروفا صعبة؛ يطلبون المساعدات في الشوارع ويبيتون في العراء، في انتظار فرصة تحملهم إلى القارة الأوروبية. وتزامنا مع مرور شهرين كاملين، ووسط هذه الظروف الصعبة، تستعد منظمات حقوقية إسبانية إلى الاحتجاج يوم السبت المقبل، للتنديد بالظروف اللاإنسانية للمهاجرين، والمطالبة باحترام حقوقهم. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن كلا من جمعية "no name kitchen" و "maakum" تستعدان لتنظيم وقفات احتجاجية يشارك فيها المهاجرون الذين يعانون من هذا الوضع. وسجلت المنظمتان الحقوقيتان أن الأشخاص الذين دخلوا إلى المدينةالمحتلة في ماي المنصرم، لا يزالون يعيشون في الشوارع إلى اليوم، وتنتهك حقوقهم الأساسية بشكل منهجي. وتنظم الأشكال الاحتجاجية بمدينة سبتةالمحتلة أساسا، إضافة إلى مدن أخرى منها العاصمة مدريد وجزر الكناري، وبلباو، ومليلية، تحت شعار "لسنا غير مرئيين"، وذلك للمطالبة بإيجاد حلول حقيقية للمهاجرين واحترام حقوقهم، خاصة وأن المهاجرين لا يعانون فقط في مدينة سبتة، بل في مليلية المحتلة، وجزر الكناري ومدن إسبانية أخرى. وينضاف العيش المزري للمهاجرين بالمدينةالمحتلة، إلى العنف الذي مورس عليهم، والتدخل القوي للعسكر الإسباني، لمواجهة تدفق المهاجرين، وهو ما استنكرته المنظمات الحقوقية، التي جددت تأكيدها على أن التعامل مع الحدث افتقر تماما إلى مقاربة حقوق الإنسان. وتدعو المنظمات الحقوقية الإسبانية إلى إيجاد حل لما يحدث للمهاجرين المغاربة، ووقف المداهمات التي يتعرضون إليها على الطرقات وفي تجمعاتهم السكنية، قصد إعادتهم لبلدهم، في وقت يقدر عددهم بحوالي 3000 مهاجر يعيشون في "مستوطنات"، أو في الصخور قرب الميناء.