فاز الفيلم الوثائقي (البحث عن رجل السكر - Searching for Sugar Man) بجائزة أفضل فيلم وثائقي في أوسكار 2013. هذا الفيلم الذي أخرجه مالك بن جلول السودي من أصل جزائري، يحكي قصة غريبة تتعلق بشهرة المغني الأمريكي المغمور"رودريغيز". وتكمن غرابة القصة في أن المغني نفسه لم يكن يعرف أنه من المشاهير، بينما يهتم به الملايين من شعب جنوب افريقيا. فهذا المغني وكاتب الكلمات من أصل مكسيكي، كان قد أصدر في أواخر الستينات ألبومه "كولد فاكت" في ديترويت. ولكن للأسف الألبوم لم ينتشر بالمستوى الذي تمّ التخطيط له، بل بالعكس، هذا الفشل الفني أثر على المغني رودريغز حيث ترددت أنباء عن إنتحاره بسبب الفشل الذريع لألبومه. وبعد مرور عقود على إختفاء رودريغيز، فكر معجبان في إقتفاء أثر هذا الفنان الذي ظهر فجأة ثم إختفى في ظروف غامضة. وهذا الإهتمام نابع من الرغبة في إكتشاف الجانب الخفي لفنان الروك الذي لا يختلف أسلوبه الموسيقي كثيراً عن أسلوب بوب ديلان. المخرج مالك بن جلول قال:“ فيلم البحث عن رجل السكر، يروي قصة رجل لم يكن يعرف أنه كان مشهورا. إنه هذا الرجل. منذ ثلاثين عاماً أصدر ألبوما خلال فترة السبعينات، كان عملاّ جميلاً، إلاّ أنه لم يتمكن من بيع أي نسخة في أميركا. قام بتجربة أخرى، وأصدر ألبوماً جديداً، وكانت النتيجة نفسها، لا شيء تماماً وبعدها، وكما تعلمون، ماذا يفعل؟ قرر التوقف نهائياً عن الموسيقى، وبدأ العمل في البناء، ولم يكن يعلم أنّ ألبوماته حققت نجاحاً في جنوب افريقيا. رودريغيز أصبح أكثر شهرة من فرقة رولينج ستونز. لقد كان الأسطوانة البلاتينية لمدة عشر سنوات حيث حقق مبيعات ضخمة وأصبح أحد أكثر الفنانين شهرة من أي وقت مضى، إلاّ أنه لم يكن على علم بكلّ هذا". صدق من قال "مطرب الحي لا يطرب"، فالذي لم يبع أي نسخة من ألبومه في بلده وأوشك على الانتحار ومارس حرفة البناء، أصبح من مشاهير الغناء في بلاد جنوب افريقيا. إنه الفن العابر للقارات فعلا.