إن الجمهور المغربي سئم من تكرار وتعداد السنوات وتوالي المباريات والإقصائيات والهزائم وتضييع حتى الفرص ببشاعة. لقد مل من وجود لاعبين ينهارون في الأشواط الأخيرة والحاسمة من كل مباراة، وبدأ يتقزز من تصريح كل مسؤول يردد: " نحن في بداية العمل... نحن نعد لبناء فريق قوي...،... سنكون في الموعد... المنافسات القادمة سنفاجؤكم.....". لطفا أيها المسؤولون: الجمهور المغربي لم يعد قادرا على أي موعد مع الهزيمة، عفوا أيها السادة، إن كنتم غير قادرين على العمل الذي يحقق الفوز والمنافسة والمبارزة على الألقاب، فقدموا استقالتكم وهذه هي أكبر خدمة للوطن ولكم منا أفخم وسام، وكل التقدير والإحترام، لأن اسم المغرب ياسادة، أكبر وأعظم؛ كبير على أن يشارك فحسب، كل مرة، وإنما هو الأجدر بالتأهل إلى المربعات الذهبية ولما لا الفوز بالألقاب والتتويج. لقد توالت نكبات الرياضة الوطنية وخصوصا على صعيد المنتخبات، ونحن الآن نتحسر من جديد على الخروج المبكر للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بقيادة الإطار المحلي السيد رشيد الطاوسي، الذي صرح وقت تسلم المسؤولية بأنه سيعمل ما في وسعه لربح رهان التأهل إلى نهائيات الكأس الإفريقية 2013 ثم بعد ذالك التأهل للربع؛ أي اجتياز الدور الأول خلال المنافسات النهائية القارية المقامة بدولة جنوب إفريقيا. إلا أنه ومن خلال تتبعنا لمسار المنتخب الوطني لكرة القدم، لمسنا حماس كبير وجدية معتبرة لدى الناخب الوطني، أيضا شجاعة كبيرة في تحمل المسؤولية واختيار اللاعبين، هذه الشجاعة، ظلت موضوع تساؤل، ما مدى فاعليتها خلال هذه المنافسات القارية؟، وكيف السبيل إلى معالجتها عبر مسار إقصائيات كأس العالم المقبلة البرازيل 2014؟. على مايبدو، ومن خلال تتبعنا لمسار الرياضية الوطنية فإن السيد رشيد الطاوسي سيستمر في تحمل المسؤولية وقيادة المنتخب الكروي المغربي إلى 2014، فبحساب بسيط، هذه أول ثمرات شجاعة هذا المدرب،إذ تحمل المسؤولية والمنتخب المغربي يفصله عن التأهيل فارق هدفين، ومباراة وحيدة، ضد المنتخب الموزمبيقي المغمور. ورغم ذالك قبل المهمة، التي تعتبر في نظري مجازفة حيث كانت مشروطة، إلا أنه حقق الفوز في ملعب مراكش وبأربعة أهداف نظيفة أنذاك وكان التأهل الثمين لنهائيات جنوب إفريقيا 2013. خلال الاستعدادات للذهاب للمونديال القاري الإفريقي، أقدم مدرب المنتخب الوطني على الإستغناء الكلي عن أهم عناصر كتيبة المدرب السابق البلجيكي غيريتس، واستبدلها بمحترفين آخرين، وحاد عن تعهده بإقحام الكثير من المحليين، نضيف على أن البناء الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم لازالت تشوبه شوائب جمة: 1- لنبدأ بحراسة المرمى، فتجربة الحارس الدولي الكبير لمياغري متميزة، إلا أن سوء تقديره في بعض الأوقات الحرجة، يجعل شباكه عرضة للإهتزاز،وفي تصريح له عقب نهاية المباراة ضد منتخب جنوب إفريقيا، إعتزاله اللعب دوليا. 2- الدفاع وركيزته بنعطية ممتاز إلا أن الأجنحة تبقى ضعيفة إلى حد الساعة (هدف منتخب الرأس الأخضر، وهدفي منتخب البافنا بافنا). 3- وسط الميدان علته أيضا بائنة حيث لايستطيع معاكسة الخصم بجدية وترويض شراسته كيفما يجب. 3- الهجوم لازال غير ناضج لاقتناص الأهداف واستغلال الفرص ولو انفرد اللاعب الحمداوي أو بلهندة أو العربي بالحارس الخصم؟. 4- أما على مستوى اللاعب الجماعي والإنضباط التكتيكي والقتالية داخل الميدان فهناك تحسن ملحوظ على مستوى المبارة الأخيرة. مدة ثلاثة أشهر تبدو قصيرة لتحقيق نتائج مرضية، إذ خرج المنتخب الوطني لكرة القدم من النهائيات القارية بخفي حنين، وهذا أكبر إنذار لجامعة كرة القدم المغربية، وللطاقم التقني والإداري للمنتخب الوطني لكرة القدم وبخاصة مسؤوله الأول المدرب الوطني السيد رشيد الطاوسي، ونحن من الآن، على بعد شهور من بداية الإقصائيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة، وعلى بعد مايربو على سنة وبضعة أشهر من أكبر عرس عالمي رياضي كروي المنظم في دولة البرازيل سنة 2014. هل هناك برنامج محكم ومسطر باحترافية ومهنية لمواجهة المنتخبات المنافسة؟. وما هو الزاد البشري من اللاعبين- ياترى- الذي يتحمل مسؤولية إسعاد المغاربة داخل رقعة الميدان، بمهاراته الكروية، ذكائه الرياضي، طراوة بدنه وحبه وتضحيته في سبيل هذا الوطن والشعب المغربي العظيم؟.