سجل المغرب تقدما طفيفا في مجال حرية الصحافة عندما تقدم بدرجتين في آخر تصنيف عالمي قدمته منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي لسنة 2013. واحتل المغرب في تقرير المنظمة، التي يوجد مقرها الرئيسي في باريس، المرتبة 136، بعد أن كان تقرير السنة الماضية قد وضع المغرب في المرتبة 138 عالميا. ورغم أجواء الربيع العربي وشعارات الحرية التي صاحبت هبوب رياح هذا الربيع، إلا أن التقرير يشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا احتلت المرتبة الأخيرة ب48.5 نقطة، مقارنة مع مجموعة بلدان الإتحاد السوفيتي سابقا، التي نالت 45.3 نقطة، تتقدمها إفريقيا ب34.3 نقطة وآسيا المحيط الهادئ ب42.2 نقطة، تتقدمها منطقة الأمريكتين ب30.0 نقطة، فيما احتلت منطقة أوروبا المرتبة الأولى ب17.5 نقطة. بل إن التقرير سجل ملاحظة مثيرة عندما ذكر أن بعض الحكومات التي أفرزها الربيع العربي انقلبت على الصحافيين والمواطنين الإلكترونيين الذين كانوا قد نقلوا صدى المطالب والطموحات من أجل الحريات على نطاق واسع، وبين هذه الحكومات، حكومة تونس بقيادة حزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية، الذي فقدت معه تونس أربع درجات ما جعلها تحتل المرتبة 138 عالميا. ومنيت سلطة عمان بأكبر خسارة لدولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث تراجعت بنسبة 24 درجة مقارنة مع السنة الماضية محتلة بذلك المرتبة 141، بسبب الانتهاكات التي تعرض لها صحفيوها بعد أن تم ملاحقة 50 مواطنا إلكترونيا ومدونا، إما بتهمة "إعابة الذات السلطانية" أو ب "مخالفة قانون تقنية المعلوميات". وعلى خلاف خسارة سلطة عمان، سجلت ليبيا من جانبها نصرا تاريخيا عندما ذكر التقرير أنها تقدمت بنسبة 23 درجة، محتلة بذلك المرتبة 131 عالميا، كما سجلت دولة كوت ديفوار، التي كانت مسرحا لأزمة رئاسية خانقة بين لورون غباغبو والحسن واترا، نصرا تاريخيا أيضا حين كشف التقرير عن تقدم صاروخي لهذا البد في مجال حرية الصحافة بلغ نسبته 63 درجة، ما جعل كوت ديفوار تحتل المرتبة 96 عالميا. أما أفغانستان، الدولة التي تعيش على إيقاع الحروب والمواجهات اليومية بين قوات حلف الناتو وميلشيات طالبان، منذ سنة 2001، تقدمت بنسبة 22 درجة ما أهلها لتحتل المرتبة 128 عالميا متقدمة بذلك عن دول يعم فيها "الإستقرار السياسي" بينها طبعا المغرب. وفيما يتعلق إيران التي احتلت المرتبة 174، عالميا، مسجلة بذلك تقدما طفيفا بلغت نسبته درجة واحدة، فإن التقرير آخذها على مسألة مثيرة انفردت بها إيران لوحدها، عندما عمدت إلى ممارسة ضغوط وصفها التقرير ب"الخسيسة على عائلات الصحافيين، فوق ترابها وخارج البلاد".