كشفت مجلة "جون أفريك" التي تصدر من فرنسا أن الطائرات الحربية الفرنسية من نوع "رافال" لم تعبر الأجواء الجزائرية لقصف منطقة "غاو" بمالي وإنما مرت من الأجواء المغربية. وحسب موقع المجلة على الانترنيت فإن وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، اجتمع يوم 15 يناير مع مجموعة من الصحفيين الفرنسيين بمقر قيادة العمليات وقدم لهم معلومات حول كيف تجري العمليات الحربية الفرنسية في مالي، وطبقا لنفس المجلة فإن الخارطة التي ظهرت على الشاشة أمام الصحفيين أثناء شرح وزيرالدفاع أظهرت أن الطائرات الحربية الفرنسية تجنبت عبور الأجواء الجزائرية ومرت عبر الأجواء المغربية. وتظهر الخريطة التي نشرتها المجلة مسار الطائرات الحربية الفرنسية من نقطة انطلاقها من منطقة "سان ديزييه" بجنوب فرنسا مرورا بالأجواء المغربية حتى الجنوب المغربي ومنها إلى ندجامينا بتشاد، بعد عبور أجواء مالي وقصف أهدافها بمالي. وكان وزير الخارجية الفرنسي قد شكر يوم 13 يناير الجزائر على تعاونها مع فرنسا وفتحها أجوائها أمام الطائرات الحربية التي قصفت مالي، وبعد ثلاثة أيام من هذا التصريح هاجمت مجموعة متشددة منشأة نفطية جزائية وأدى تحرير الرهائن إل قتل 48 شخصا أغلبهم من الرهائن الغربيين. وتساءلت المجلة: لماذا سارع فابيوس إلى شكر الجزائر إذا لم تكن فعلا قد تعاونت مع بلاده؟ وهل كانت الجماعات المتشددة ستهاجم الجزائر لو لم يصدر ذلك التصريح عن فابيوس خاصة وأن الجزائر كانت تعارض كل تدخل عسكري في مالي؟ وكان وزير الاتصال الجزائرى، ىمحند اوسعيد بلعيد، قد أعلن مساء الأحد 20 يناير، أن قرار السماح بعبور طائرات فرنسية الأجواء الجزائرية إلى مالى أم عدم السماح، ستتخذه السلطات الجزائرية "وفقا لما تقتضيه المصالح العليا للجزائر"، وهو ما يعني أن بلاده لم تتخذ بعد قرار فتح أجوائها أمام الطائرات الحربية الفرنسية. وكان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس قد أعلن فى 13 يناير، أن الجزائر "سمحت من دون حدود" للطائرات الفرنسية المشاركة فى التدخل فى مالى "بالتحليق فوق أراضيها". وسبق للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن أعلن يوم 15 يناير، في مؤتمر صحافي عقده في دبي، أن السلطات المغربية سمحت للقوات الجوية الفرنسية باستخدام مجالها الجوي للوصول إلى مالي. وإضافة إلى المغرب، قال هولاند إن الرئيس الجزائري بوتفليقة سمح بدوره للطائرات الفرنسية عبور المجال الجوي لبلاده. --- تعليق الصورة: خارطة تبين مسار الطائرات الحربية الفرنسية وهي تعبر الأجواء المغربية، وفي الإطار وزير الدفاع الفرنسي يتابع العمليات الحربية في غرفة العمليات العسكرية