أفادت وكالة الأنباء الفرنسية السبت، نقلا عن مصدر في الاتحاد المغربي لكرة القدم "الجامعة المغربية"، أنه سيتم استدعاء المهاجم منير الحدادي لمعسكر "أسود الأطلس" المقبل بعد استفادته من "الملاحظات التوضيحية" الأخيرة للاتحاد الدولي لكرة القدم المرتبطة باللاعبين المزدوجي الجنسية. وقال المصدر إن "منير الحدادي سيستدعى إلى المنتخب الوطني في الفترة المقبلة من أيام الاتحاد الدولي المخصصة لخوض المباريات الدولية".
ومن المقرر أن يخوض منتخب المغرب مباراته المقبلة ضد مضيفته موريتانيا ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا في 22 مارس المقبل. وأصدر الفيفا مذكرة لجميع الاتحادات الرياضية تتضمن مجموعة من الملاحظات التوضيحية، نشرها الخميس حول قانون تغيير جنسية اللاعب والمصادق عليه من قبل الجمعية العمومية في أيلول/سبتمبر الماضي، من بينها التعديل الذي طالب به الاتحاد المغربي ورئيسه فوزي لقجع بخصوص السماح للحدادي بالانضمام لمنتخب "أسود الأطلس" بعد تطابق حالته مع الملاحظات الجديدة. ويمكن للحدادي أن يحمل ألوان منتخب المغرب، لأنه لم يمثل منتخبه السابق إسبانيا بعد بلوغه الحادية والعشرين وانقضت ثلاث سنوات على مشاركته الأخيرة معه. وكانت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) رفضت في نوفمبر الماضي استئناف لاعب إشبيلية الإسباني بعد حرمانه من قبل فيفا تمثيل منتخب بلده الأم المغرب. وكان قد حصل على قرار مشابه قبيل كأس العالم 2018 حرمه خوض المونديال مع المغرب. مسار الحدادي وُلد الحدادي في مدريد من أب مغربي مهاجر وصل إلى إسبانيا حين كان في الثامنة عشرة من عمره. انضم إلى الفئات العمرية لبرشلونة عام 2011 بعدما لعب موسما واحدا مع ناشئي أتلتيكو مدريد، قبل أن يشق طريقه إلى الفريق الأول. وكانت المباراة ضد مقدونيا الأولى والأخيرة للحدادي بألوان أبطال العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012، وتزامنت مع فقدانه مركزه في تشكيلة برشلونة الذي أعاره إلى فالنسيا (2016-2017) ثم ديبورتيفو ألافيس (2017-2018)، قبل انتقاله في 2019 إلى إشبيلية. وشارك الحدادي في معسكر سابق مع المغرب في ضواحي العاصمة الرباط قبل مقابلتين وديتين أجراهما "الأسود" ضد كل من السنغال والكونغو في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما حرمه قرار الاتحاد الدولي من تمثيل بلاده. ولعب الحدادي (25 عاما) مع المنتخب الإسباني الأول مباراة واحدة عندما أشركه المدرب فيسنتي دل بوسكي بديلا في الدقيقة 79 ضد مقدونيا (5-1) في الثامن من أيلول/سبتمبر عام 2014 ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016. كان وقتها في عز انطلاقته الكروية مع الفريق الأول لنادي برشلونة. وعبر الحدادي عن سعادته البالغة وقال لشبكة "بي إن سبورتس": "سعيد جدا، إنه بمثابة فخر بعد كل العمل الذي قمنا به من أجل تغيير وضعيتي وتمكني من اللعب مع المغرب. لدي رغبة كبيرة وأتمنى أن أستمتع كثيرا مع المنتخب". بارقة أمل وتشكل التعديلات الجديدة للاتحاد الدولي بارقة أمل للعديد من المواهب الكروية التي أصيبت بالإحباط عقب استبعادها من صفوف المنتخبات التي قررت تمثيلها للمرة الأولى وأغلبها من القارة العجوز، وهي التي كانت تعلق آمالا كبيرة ليس فقط على اللعب مع منتخب أوروبي عملاق، ولكن من أجل رفع أسهمها وقيمتها التسويقية في سوق الانتقالات. وتعاني المواهب الصاعدة وخصوصا من القارتين الأمريكية الجنوبية والأفريقية من ضغوطات كبيرة وقت اتخاذها قرار تمثيل منتخباتها الأصلية أو الإقامة بالنظر إلى صغر سنها وطموحاتها الكبيرة، فضلا عن ضغوطات من ممثلي الأندية التي يدافعون عن ألوانها والذين يعرضونهم إلى الابتزاز إلى درجة تهديدهم بفقدان مراكزهم في صفوف أنديتهم.