عندما قدم شكيب بنموسى الورقة التأطيرية لنموذج التنمية بالصحراء أمام الملك محمد السادس وهو التصور الأولي للمجلس الاقتصادي الاجتماعي البيئي، حول تقييم السياسة الإقتصادية والاجتماعية لدولة المغربية منذ 1975، إلى يومنا هذا، بدا التصفيق والتطبيل بهذه الورقة كأنها سحابة الرحمة التي ستروي أرصدة الصحراويين وتغنيهم وتحميهم من التحقير والإهانة والظلم الذي يمارس عليهم منذ أن وطئت أقدام مسؤولي الأدراة المغربية الصحراء الغربية. ما قاله بنموسى في ورقته التأطيرية ليس بالشيء الجديد، كل هذا كلام نطقت به خيام الصحراويين بمخيم اكديم ازيك عندما ضاق بهم الفقر والبطالة ذرعا وأحسوا بالاحتقار والإهانة و الظلم من طرف الدولة المغربية . أليس بالأمس القريب من يقول مثل هذا كلام فهو خارج عن القانون الذي تعمل به الإدارة المغربية مع خيرات الطبيعية بإقليم الصحراء الغربية تحت بند "حلال علينا وحرام عليكم ". نفس هذا الكلام اعتقل على إثره الصحراويون وهم الآن في سجن سلا ( الله يطلس اسراحهم ) ومثل هذا كلام يرفع كل يوم بشوارع المدن الصحراوية خلال المظاهرات. كثرت الخطب والبرامج الفارغة والوعود الكاذبة أصبحنا نشك أو نجزم أن هذا المشروع الجديد لتنمية الصحراء ليس حبا في الصحراويين هو مجرد ستار قانوني يريد المغرب تسويقه للمنتظم الدولي بعدما كثر الكلام بالعواصم الغربية عن عدم استفادة الصحراويين من خيراتهم الطبيعية. وطالب الاتحاد الأوروبي المغرب في الآونة الأخيرة بتقديم إثباتات حول استفادة الصحراويين من خيرات أرضهم، ومن بين القضايا التي سلط عليها الضوء المبعوث الأممي كرستوفر روس، قضية الثروات الطبيعية بالصحراء، حيث أوضح أن الثروات أصبحت الجبهة الجديدة في المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة بين المغرب وجبهة البوليساريو. كل هذه المعطيات عجلت بإخراج ورقة بنموسى التأطيرية لنموذج التنمية بالصحراء، وستلقى الكثير من الترحيب في أوساط أشخاص مثل الهواتف ذو البطاقتين المصنعة بالصين وتتميز بصوتها المرتفع. وهي نفس الصفات التي تنطبق على المهللين لكل مبادرة أو قرار مصدره الإدارة المغربية.. هم نفسهم من هلل بمشروع الحكم الذاتي الأسباني، وبعده هللوا بالمسيرة، وهم من طبلوا لقبول المغرب لاستفتاء تقرير المصير في يونيو سنة ،1981 وهم كذالك من صفقوا لقرار تراجع المغرب عن تنظيم الاستفتاء، وهم المؤيدين لسحب الثقة من كرستوفر روس، وهم من رحب به واستقبلوه... ليس غريب علينا نسمعهم يطبلون لروقة بنموسى دون انتظار التقرير النهائي، بهذا التأييد كأنهم يوقعون الشيك على بياض دون فهم مضمون هذه الورقة التأطيرية والهدف منها. لا تنمية بدون مصالحة ولا مصالحة بدون محاسبة.