وري الثرى أمس الاثنين 4 يناير الجاري ثلاث شبان ضحايا حادث ما بات يعرف ب"لقمة العيش" إثر انقلاب شاحنة كانت تقلهم نحو مزارع البطيخ الأحمر في طاطا دفعتهم ظروفهم الاجتماعية للمزواجة بين الدراسة والعمل. وبحسب مصادر محلية، فإن الأمر يتعلق بكل من العامل حمزة ذي الثمانية عشر عاما 18 سنة، المنحدر من دوار تاوريرت -أقا، جرب البحث عن عمل يعيل به أسرته في المدن الداخلية، ليستقر به المطاف بمنطقته التي لم يجد بها عملا سوى الاشتغال ساعات طوال بضيعات الدلاح وبأجر زهيد. وبخصوص القاصر إسماعيل ذي الستة عشر ربيعا، ينحدر من نفس دوار إسماعيل 16 سنة، تلميذ بلدة تاوريرت، كان يدرس قيد حياته بالسنة الثالثة إعدادي بثانوية ابن سينا الإعدادية، حيث كان يحاول الجمع بين الدراسة والاشتغال أيام العطلة في إحدى هذه الضيعات من أجل توفير بعض الدريهات له ولأسرته الفقيرة، والذي توفي بعد يوم واحد من نقله إلى المركز الجهوي الاستشفائي الحسن الثاني بأݣادير. اما الطالب الجامعي رياض ذي العشرين عاما، المعروف بطيبوبته، والذي يتابع دراسته قيد حياته بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأݣادير، يقطن بمركز أقا، اضطر للإشتغال مثله مثل مئات الطلبة، من أجل الاستمرار في الدراسة الجامعية وتوفير ما تحتاجه من متطلبات الحياة. توفي بعد ثلاثة أيام من الغيبوبة بمصلحة الانعاش بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأݣادير. وكانت شاحنة تقل عمالا زراعيين نحو ضيعات البطيخ الاحمر في طاطا قد انقلبت يوم الجمعة فاتح يناير الجاري مخلفة ضحايا في الأرواح وجرحى ومعطوبين ما يزالون يتلقون العلاجات.