كشف تقرير نشره مركز أبحاث الطاّقة والهواء النّقي centre for research on energy and clean air – crea ومنظّمة "غرينبيس" حول انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت لعام 2020، أنَّ المغرب ضمن 25 دولة سجلت ارتفاعا في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت، وبلغت نسبة انبعاثات هذا الغاز ثلثي إجمالي الانبعاثات الأخرى، بنحو 68 في المائة، رصدت عبر الأقمار الاصطناعية من خلال برنامج MEaSUREs نتيجة الأنشطة البشرية لعام 2019. وأفاد التقرير الذي حصل موقع "لكم" على نسخة منه، أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2 تأتي نتيجة حرق الفحم الحجري (المغرب شيد أكبر محطة حرارية تعمل بالوقود الاحفوري جنوب مدينة آسفي سنة 2016) وأفاد المصدر ذاته أنه على الرّغم من انخفاض إجمالي الانبعاثات عالميًّا، يبيّن التّقرير أنّ منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تشهد تغيّرًا ملحوظًا، وهي تشكّل بؤرة من أعلى مستويات انبعاثاته في العالم. وضمن الدّول ال25 الأكثر تلوّثًا بهذا الغاز حول العالم، سجّلت المملكة العربيّة السّعوديّة أعلى مستويات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2019، تليها الكويت ثم الإمارات العربيّة المتّحدة والعراق والمغرب. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإمارات والعراق شهدتا انخفاضًا في مستوى الانبعاثات بين عامي 2018 و2019 في حين لم تسجّل مستويات الإنبعاثات لهذا الغاز في السّعوديّة أو الكويت تغيّرًا ملحوظًا في نفس الفترة، وقد ارتفعت معدلات الانبعاثات في المغرب بنسبة 15%. وبخصوص المغرب، صنفت المنظمة المغرب ضمن البلدان المرشحة في اتجاه احداث تغيير عبر توصيفه في خانة "البلدام المحتملة" وذلك بقياس بنسبة التغيير المحتمل في 15 في المائة سنة 2019، بينت سجلت الهند أعلى ارتفاعات تلوث الهواء سنة 2019 ومطلع سنة 2020. ومن أجل كشف بؤر الإنبعاثات السّاخنة، عمد الباحثون إلى استخدام بيانات الأقمار الصّناعيّة والفهرس العالمي لمصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت للإدارة الوطنيّة للملاحة الجويّة والفضاء في الولايات المتّحدة (ناسا). وقد تمّ تحليل هذه البيانات بغية تحديد الصّناعات المصدر واتّجاهات الإنبعاثات. وقال أحمد الدروبي مدير الحملات لدى غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "نصدر هذا النّوع من التّقارير دوريًّا لأنّ مقياس جودة الهواء مهمّ جدًّا والعمل على تحسينه أولويّة. ومن النّاحيتين البيئيّة والصّحيّة، ثاني أكسيد الكبريت (so2) يسمّم هواءنا، وهو منتشر ويشكّل خطرًا على صحّة الإنسان، ويزيد استنشاقه من خطر التّعرّض لمشاكل صحّيّة كالسّكتة الدّماغيّة وأمراض القلب والرّبو وسرطان الرّئة والوفاة المبكّرة." وأضاف الدروبي:"على الرّغم من انخفاض إجمالي الإنبعاثات عالميًّا منذ عام 2005 بنسبة 47.25%، سجّلت منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا إنخفاضًا بنسبة 8.5% فقط، ويبيّن التّقرير أنّها لم تشهد تغيّرًا ملحوظًا بين عامي 2018 و 2019، وأن منطقة الخليج ما زالت من أسوأ المناطق تلوّثًا بهذا الغاز وتشكّل بؤرة من أعلى مستويات انبعاثاته في العالم." وأوضحت المنظمة أن ثاني أكسيد الكبريت ذو الصّيغة الكيميائيّة (so2) هو عبارة غاز ملوّث للهواء وقالت إن هذا الغاز العديم اللّون ينتج عن حرق الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم والنّفط والغاز، وعلى الرّغم من أنّنا لا يمكننا رؤيته بالعين المجرّدة، إلّا أنّه منتشر ويشكّل خطرًا على صحّة الإنسان ويؤثّر سلبًا على نقاوة هوائنا. ويعتبر حرق الوقود الأحفوري المصدر الأوّل لثاني أكسيد الكبريت، إذ يصل التّلوّث النّاجم عنه إلى مستويات خطرة بالقرب من المحطّات التي تعمل على الفحم ومن مصافي النّفط وفي المناطق ذات الطّابع الصّناعي. يزيد استنشاق ثاني أكسيد الكبريت من خطر التّعرّض لمشاكل صحيّة كالسّكتة الدّماغيّة وأمراض القلب والرّبو وسرطان الرّئة والوفاة المبكّرة. كما أنّه يؤدّي إلى صعوبة في التنّفس وخاصّةً للذين يعانون من حالات مزمنة.