حذر المغرب، الخميس، من تداعيات عرقلة جبهة "البوليساريو" للمرور في معبر "الكركرات" بين المملكة وموريتانيا، فيما قالت الأخيرة إنها تعمل على حل الأزمة بأسرع وقت وبأقل كلفة. و"الكركرات" هو الممر الاقتصادي الرئيس بين البلدين، ويغلقه منذ 21 أكتوبر الماضي، محتجون موالون ل"البوليساريو"، المدعومة من الجزائر. وندد دبلوماسي مغربي ب"عرقلة معبر الكركرات من قبل انفصاليي البوليساريو، وأعمال تخريب الطريق الرابطة بين المراكز الحدودية المغربية والموريتانية، واستفزاز أفراد القوات المسلحة الملكية"، بحسب الوكالة المغربية للأنباء "لاماب". وشدد على أن هذه التحركات "تشكل انتهاكا صارخا" لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، محذرا من أنها "تهدد بشكل خطير استدامة وقف إطلاق النار". وتابع أن "الأمر يتعلق أيضا بتحدٍ صريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي دعا في ثلاث مناسبات إلى الحفاظ على حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة". وشدد على أن "المغرب لن يقبل بتغيير وضع المنطقة"، و"يجعل المجتمع الدولي شاهدا على مسؤولية البوليساريو، المدعومة من طرف الجزائر". وفي موريتانيا، قال المتحدث باسم الحكومة، سيدي ولد سالم، خلال مؤتمر صحفي في وقت متأخر الأربعاء، إن الأزمة في الكركرات تتعلق بمنطقة منزوعة السلاح ونزاع قديم "لسنا طرفا فيه". وأضاف: "طبعا معنيون به بوصفنا جيرانا للأطراف، وستعمل الدبلوماسية الموريتانية على حل المشكلة في أسرع وقت وبأقل كلفة للمنطقة". وأجرى وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الأربعاء، اتصالا مع غوتيريش، بحث خلاله "الأوضاع المتوترة في شريط الكركرات قرب الحدود الشمالية لموريتانيا"، وفق وكالة الأنباء الموريتانية. وذكرت الوكالة أن الطرفين تحدثا عن "خطورة الوضع القائم والتخوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف". وطلب غوتيريش من موريتانيا أن تلعب "دورها الإيجابي والمعترف به من كل الأطراف لحلحلة الأزمة"، فيما قال ولد الشيخ أحمد إن هذه الجهود قائمة بكثافة منذ أيام، بحسب الوكالة.