قالت جماعة المعارضة الرئيسية في المغرب ان الاصلاحات التي ثبطت همة احتجاجات الربيع العربي في المغرب العام الماضي تبين انها جوفاء وان السلطة الحققية لا تزال في ايدي الملك محمد السادس ومستشاريه. وعين العاهل المغربي اسلاميا في منصب رئيس الوزراء العام الماضي بعد انتخابات مبكرة وأجرى اصلاحات دستورية قلصت في ظاهرها سيطرة الملك على الجيش والشؤون الامنية والدينية. وقال فتح الله أرسلان العضو البارز في جماعة العدل والاحسان التي تعارض حكم العائلة العلوية في المغرب ان الجولة التي قام بها العاهل المغربي لدول الخليج العربية في الاونة الاخيرة كشفت اين تكمن السلطة الحقيقية. وقال أرسلان لرويترز «الان بدأوا يعتقدون ان الاجراءات التي اتخذت في المغرب هي شكلية وهي نفس الطريقة التي كان يعمل بها النظام كلما تعرض لضغط. والاصل هو استمرار تحكم النظام في القرارات والحكم وعدم السماح لاي أحد بالتدخل.» وزار العاهل المغربي الخليج على رأس وفد كبير في اكتوبر تشرين الاول سعيا للحصول على مساعدات مالية بعد تراجع السياحة والتحويلات المالية للمغاربة المقيمين في الخارج. وبدون المساعدات الخارجية ستضطر الحكومة الى وقف الدعم الحكومي الذي يساعد المواطنين على شراء السلع الضرورية الامر الذي يزيد من مخاطر اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات. ويبدو ان الملك ومستشاريه يهيمنون على مجريات الامور مما يؤكد وجهة نظر الكثيرين بأن الحكومة التي يقودها عبد الاله بنكيران وحزبه الاسلامي العدالة والتنمية تراجعت الى الدور الثانوي الذي شغلته حكومات سابقة. وقال أرسلان -وهو عضو بمجلس الارشاد بجماعة العدل والاحسان- «المؤسسة الملكية هي المتحكمة ولعل جولة الخليج كانت واضحة. مستشارو الملك كانوا في الصف الاول والوزراء في الصفوف الثانية.» وقال مستشار للملك محمد اثناء زيارة قطر في اطار الجولة الخليجية انه من المتوقع ان يتسلم المغرب اوائل العام القادم الدفعة الاولى من مبلغ المساعدات الذي تعهدت به دول الخليج وهو 5ر2 مليار دولار. ويرغب حكام الخليج في دعم العاهل المغربي بعد ان اسقطت ثورات الربيع العربي زعماء اربع جمهوريات عربية هي تونس ومصر وليبيا واليمن في العامين الماضيين. وقال أرسلان «دول الخليج هي ملكيات. الانظمة مثل الدومينو اذا سقط واحد وقع الاخر وهناك تماسك في هذه الانظمة حتى لا يقع اي نظام فاذا الدعم الخليجي للمغرب هو دعم لهذه الانظمة نفسها.» ويتقبل حزب العدالة والتنمية النظام الملكي لكن جماعة العدل والاحسان وزعيمها المسن عبد السلام ياسين يرفضان الاعتراف بوصف الملك بلقب «أمير المؤمنين». ولم تذكر الجماعة المحظورة من ممارسة النشاط السياسي الرسمي عدد مؤيديها من المغاربة لكن الدبلوماسيين يعتقدون انها التنظيم المعارض الوحيد القادر على حشد الجماهير. أما حزب العدالة والتنمية فهو قريب من الناحية الفكرية من جماعات اسلامية عربية مثل الاخوان المسلمين التي يعتقد على نطاق واسع انها تتمتع بدعم قطر. وصعدت هذه الجماعات الى سدة الحكم في مصر وتونس بعد انتفاضتين شعبيتين في حين ظل حزب العدالة والتنمية في تحالف مضطرب مع القصر الذي وجد انه من المناسب السماح له بالانضمام الى الحكومة. وقال المغرب في الاونة الاخيرة انه سيسمح لقناة الجزيرة القطرية باعادة فتح مكاتبها التي اغلقت عام 2010 وقال أرسلان انه يتوقع ان تواصل القناة تهميش جماعته. وأضاف ان وسائل الاعلام العربية تتجاهل بشكل شبه يومي الاحتجاجات التي يقوم بها الخريجون العاطلون عن العمل في العاصمة الرباط. وتلاشت بشكل كبير حركة الربيع العربي المغربية المعروفة باسم «20 فبراير» بعد انسحاب جماعة العدل والاحسان منها بسبب خلافات مع العلمانيين. وتجنب أرسلان توجيه انتقادات لرئيس الوزراء بنكيران الذي غالبا ما يتعرض للسخرية في الصحافة بسبب افتقاره للسلطة لكنه قال ان وسائل الاعلام الرسمية عادت لتنسب جميع التطورات في المغرب الى الملك محمد السادس. ويحتل المغرب المركز 130 من بين 187 دولة على مؤشر الاممالمتحدة للتنمية البشرية وتبلغ نسبة الامية بين البالغين 56 في المئة من عدد سكانه البالغ 33 مليون نسمة وتعاني مدنه من العشوائيات. وقال أرسلان «بنكيران وحزبه /العدالة والتنمية/ حسبوا حسابات ربما قناعاتهم الاهداف التي خططوا لها هي اهداف بسيطة هم يقتنعون بشيء ما يسمونه بالتدرج ونحن نقتنع انه حتى بهذا المنطق كان يجب ان يسود هذا قبل الربيع العربي. الان يجب ان تكون تغييرات حقيقية هذا ما يجب ان يقع في المغرب.» وأضاف ان الفقر والعملية الديمقراطية في اماكن اخرى بشمال افريقيا ستظل تضغط على الملك. وتابع«المغرب عمل دائما على التظاهر بأنه بلد متحرر منفتح لكن الان هذه الدول تجاوزت المغرب بكثير وهذا شيء محرج للمغرب.»